بدأ السباق.. من سيحتل المريخ أولاً؟انتهى زمن اكتشاف الفضاء ليحل عصر استثماره. ويتنافس علماء الفضاء في
شركات ووكالات خاصة ودولية على تحقيق "مشروع القرن" بترويض كوكب المريخ
والاستيطان فيه في النصف الأول من هذا القرن، على اختلاف تواريخهم
المفترضة.بدأ المشروع السري "مارس -1" بقيادة "باس لاندرسدورب" ماجستير جامعة التكنولوجيا "دلفت" برفقة رجال أعمال ممولين للمشروع في هولندا.
وتناقلت وسائل الإعلام أنه يهدف لإرسال 4 متطوعين
ليستوطنوا في المريخ بحلول عام 2023. فيتم نقل يومياتهم المريخية في تغطية
تلفزيونية، بما يسمى "تلفزيون الواقع".
التسلسل الزمني للمشروع واضح اذ يبدأ باختيار المتطوعين
مع بداية العام المقبل، ويليه إرسال آلية تختار الموقع الأنسب للاستيطان
بحلول عام 2018، ومع حلول عام 2021 يبدأ إنشاء المساكن التي ستؤوي
المتطوعين الأربعة في عام 2023 بعد خضوعهم لتدريبات تؤهلهم لذلك على مدى
عشر سنوات بدءا من عام 2013.
لكن التمويل لهذه الأحلام الفضائية ما تزال مبهمة،
وبرأي خبراء في وكالة "ناسا" الفضائية الأمريكية فقد صرحوا مسبقا بأن
الهبوط على المريخ ممكن بحلول عام 2035: "إن هذا المشروع شبيه بأحلام شركة
"غوغل" الفضائية، فالأحلام لا تعد ولا تحصى في ظل غياب التمويل الحقيقي
للمشاريع".
كما يشك البعض في أن القائمين على المشروع يجهزون ما
يلزم للإيحاء بقيام الرحلة في حين يتم تصوير المتطوعين في أستوديو "فضائي"
هائل. لكن انضمام عالم الفيزياء جيرارت هوفت الحاصل على جائزة نوبل
للفيزياء الى فريق العمل على المشروع يزيد من هيبة المشروع ولكن لا يؤكد
مصداقيته.
وسبق أن نقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن
"أناتولي غريغورييف"، نائب رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم بمؤتمر صحافي
في موسكو قوله: "أعتقد أن الرحلة المأهولة إلى المريخ ستحصل في النصف
الأول من هذا القرن".
وتحدث غريغورييف عن نتائج تجربة مشابهة "مارس 500" وهي
رحلة افتراضية إلى المريخ بدأت في عام 2007، حين أمضى أفراد طاقم فريق
بحثي 520 يوماً في كبسولة للعزل تماماً عن أجواء الأرض في مختبرات موسكو
وعادوا سالمين في نهاية العام الماضي. وقال المشاركون في تلك التجربة وهم
7 رواد فضاء من روسيا وإيطاليا وفرنسا والصين، أنه على الرغم من الوقت
الصعب الذي أمضوه في العزل إلاّ أنهم مستعدون للمشاركة بمهمة حقيقية.
هدفت الاختبارات لقياس مدى تحملهم هذه الرحلة في حالات
الضغط الشديد وكيف عليهم البقاء مستيقظين لمدة 3 ساعات والتركيز في
الأعمال الدقيقة. وينوي الرواد بعد وصولهم إلى المريخ بناء مصانع وماكينات
تعمل على تدفئة الهواء وستقوم هذه الماكينات بأخذ بعض المواد الكيميائية
من التربة وفصلها عن بعضها وضخها في الغلاف الجوي، وهذا الأمر من شأنه أن
يجعل الهواء على المريخ أكثف وأسخن حتى يصبح الكوكب أكثر دفئا. وبعد 100
عام من تكرير مثل هذه العمليات يأمل العلماء أن ترتفع درجة حرارة الكوكب
فوق درجة التجمد، الأمر الذي سيجعل المياه المتجمدة تذوب لتتحول إلى
بحيرات وأنهار. فيصبح الكوكب صالحا لحياة الأجيال المقبلة أو يتحول إلى
مزارع تحل مشاكل الأمن الغذائي على الأرض.
بينت دراسات الفلكيين أن حجم المريخ يبلغ نصف حجم الأرض
فقط وأن يومه يزيد عن الأرض بـ 37.5 دقيقة، وله محور مائل تماما مثل
الأرض لذلك فيه الفصول الأربعة. كما أن التربة والهواء على كوكب المريخ،
يحتويان على مكونات شبيهة جدا بتلك الموجودة على الأرض، وأن الماء الموجود
في المريخ هو متجمد في باطنها في كل من قطبيها. وتحتوي تربة المريخ على
عناصر كيميائية تحتوي على الأوكسجين وكذلك النيتروجين الذي يحتاجه النبات
للنمو. ويؤمن العلماء أن بإمكانهم فصل الأوكسجين في المركبات لتصبح جزءا
من غلافها الجوي ليتمكن البشر من العيش عليه.
فعلى السادة الراغبين بزيارة المريخ توضيب أمتعتهم في غضون العقد المقبل !