لا تتمسك إلا بهذا
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الزخرف: 43]، إنها آية جليلة القدر، عظيمة المعنى، فيها النجاة والسلامة لكل من عمل بمدلولها.
إن
التمسك بالوحي فيه الخير كله في الدين والدنيا، وفيه السلامة من كل ضلالة
وانحراف، وفيه الثبات ودوام الاستقامة، وفيه السعادة في الدنيا والآخرة.
قال السعدي في تفسير الآية: (فَاسْتَمْسِكْ) أي: فعلاً واتصافاً بما يأمر بالاتصاف به والدعوة إليه، وحرصاً على تنفيذه بنفسك وفي غيرك.
(إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الزخرف: 43] أي: موصل إلى الله وإلى دار كرامته، وهذا مما يوجب عليك زيادة التمسك به والاهتداء. ا. هـ.
وقال ابن كثير: أي: خذ بالقرآن المنزل على قلبك فإنه هو الحق، وما يهدي إليه هو الحق المفضي إلى صراط الله المستقيم. ا. هـ.
إن الاعتصام بالكتاب والسنة وخاصة في أوقات الفتن هو المخرج وهو المنجى بتوفيق الله تعالى؛ ومما يؤكد ذلك هذا الحديث: ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي)) صحيح الجامع (2937).
وإن
الناظر في أحوال الناس اليوم يجد أن بعضهم قد أعرض عن الكتاب والسنة، لا
قراءة ولا تدبراً ولا عملاً ولا تحاكماً، بل هو متبع لهواه أو لمذهب شيخه
وقدوته، أو لرأي محبوبه، أو غير ذلك من الأهواء والمذاهب.
ولا شك أن كل من أعرض عن الحق سيقع في الباطل، وكل من بحث عن الهداية في غير الكتاب والسنة فوالله لن يجدها مهما طال عمره.
إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً *** تنال به الزلفى وتنجو من النار
فدن بكتاب الله والسنن التي *** أتت عن رسول الله من نقل أخيار