رتب وقتك أيها الداعية
من خلال تجارب عديدة في طريق الدعوة رأيتُ
أن من خير ما يتصف به الداعية هو (تنظيم وترتيب الوقت), وإن كانت هذه
الصفة متأكدة في حق كل مسلم، ولكنها عند الداعية آكد وأهم.
إن عملك أخي وأختي الداعية عملٌ جليل وفضله يطول البيان بوصفه، والأعمال التي تقوم على أكتاف الدعاة لا تحصى وتزداد يوماً بعد يوم وخاصة عند اشتداد الفتن وكثرتها.
وحينها أرى لزوماً على كل من دخل في عالم الدعوة أن يعتني عناية فائقة بترتيب وقته ترتيباً دقيقاً جداً. وهذه همسات متنوعة:
ـ رتب وقتك في الأعمال الصالحة الفردية الخاصة مثل: قراءة القران، صلاة الضحى، صلاة الليل، الصدقات الخفية.
ـ اجعل لك وقت في طلب العلم وقراءة المجلدات وزيارة العلماء وكل ما يتعلق بالعلم.
ـ لا بد أن تجعل من وقتك ساعات لأهلك ولوالديك وزوجتك وأبناءك لتخدمهم ، وتعلمهم وتساهم في دعوتهم.
ـ وليكن من وقتك تلك الساعات التي هي مصدر لرزقك سواءً (وظيفة، أو تجارة أو غير ذلك).
ـ وهناك وقت للترفيه والمباح والمزاح والمداعبة لكي تزيل من نفسك عناء الجد ورتابة العمل المستمر. والهمسات والإشارات تطول، ولكني أحببتُ الإشارة فقط..
لقد تأملت في حال بعض الدعاة
فرأيتهم مؤثرين ونافعين ولهم جهود عالية المستوى، ولكن رأيتُ أن بعضهم فقد
مبدأ (ترتيب الوقت) فهو متقلب، ومزدوج، فقد يمر عليه أسبوع وهو لم يقرأ
ورده اليومي من القرآن، وقد يسهر لأجل الدعوة، وتفوته أعمال أخرى كقيام
الليل، بل وقد ينام عن صلاة الفجر.
يا من ولجت في قافلة الدعوة،
الله الله في تنظيم وقتك وترتيب أعمالك وكتابة جدول أعمالك لكي يكثر خيرك،
وتنتشر دعوتك، وينتفع الناس بك، والتجربة خير برهان، وأبشر فأنت على طريق
الجنان.
الكـاتب : سلطان بن عبد اللّه العمري