الإنترنت ليس عالماً افتراضياً

الإنترنت ليس عالماً افتراضياً

لم يعد الإنترنت عالماً افتراضياً، بعد أن تجاوز عدد مستخدميه ملياري شخص في عامنا
الحالي 2010، ما يعني أن ثلث سكان العالم المقدر عددهم بـ 6,9 مليار نسمة،
يستخدمونه بجميع أشكال الاستخدامات، ووحدها الدول النامية تحتاج إلى توسيع
إمكانات الوصول إلى هذه الأداة الحيوية من أجل التنمية ، هذا ما أكده تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات.
إن من بين 226 مليون مستخدم جديد للإنترنت، فإن نصفهم سيكونون من الدول
النامية بحسب هذا التقرير، ما يعني أن انقلابات أكثر ضخامة ستواجه العالم
في مجالات الإعلام والمعلومات والاقتصاد، وحتماً في نطاق العلاقات
الاجتماعية، وما علينا سوى الاستعداد لمواجهة هذه التبدلات التي لن تقل
خطورة وأهمية عن تبدلات المناخ والاحتباس الحراري!!
إن قطاع الاتصالات سيحصد في العام الحالي 2010 ما معدله 14 ألف دولار في الثانية من خدمة
الرسائل النصية القصيرة فقط، ما يعني التزامات أكبر ومسؤوليات اجتماعية
أكثر تنوعاً لهذا القطاع في مجال التنمية البشرية ومشاريع استيعاب بطالة
الشباب وبرامج أجتماعية أخرى .
بناء على هذه المعلومات،
فإنه لا مجال بعد اليوم للحديث عن الإنترنت باعتباره عالماً افتراضياً،
لقد أصبحت شبكة الإنترنت عالماً موازياً للعالم الذي نعيش فيه، لكن هل
يتخيل أحد منا مدى اتساع هذا العالم الذي لا يزال في نظر البعض منا مجرد مضيعة للوقت وتسلية للأطفال والمراهقين؟
لا يختلف اثنان على أن شبكة الإنترنت أصبحت عالماً موازياً للعالم الذي نعيش فيه، لكن هل يتخيل أحد مدى اتساعه؟
لنتابع ما يحدث في 24 ساعة فقط على شبكة الإنترنت من خلال هذه الأرقام المدهشة التي نشرها موقع OnlineSchools:
خلال يوم إنترنت كامل يتم رفع 3 ملايين صورة يومياً، تكفي لملئ ألبوم صور من 375,000 صفحة، بينما يكتب المدونون 900,000 موضوع جديد كل يوم، وهي مواضيع كافية لملئ جريدة NewYork Times لمدة 19 عاماً،
كما يتم إرسال 43,339,547 جيجابايت من البيانات
يومياً عبر أجهزة الهاتف الجوال في العالم، وهو ما يكفي لملء 9,2 أُسطوانة
دي في دي أو 63,9 تريليون ديسك، أما الموقع الأشهر على الشبكة، فإنه يسجل
في كل 24 ساعة 700,000 مشترك جديد.
إذا كانت هذه الأرقام هي حجم ومعدل انتشار الإنترنت خلال هذه الأيام، فكيف ستكون شبكة الإنترنت بعد 10 أعوام من الآن؟، إنه سؤال مشروع وعلينا في العالم العربي وفي الخليج تحديداً، أن نواجه هذا السؤال بالكثير من الحيطة والاستعداد، حيث يشكل الشباب عندنا في مجتمع الإمارات أكثر من نصف
عدد السكان، بينما تدعم الحكومة التوجه نحو الحكومة الإلكترونية والاقتصاد
الرقمي، في الوقت الذي لا نزال نطرح على أنفسنا سؤال الهوية الوطنية
والحفاظ عليها في مواجهة أكثر من طوفان: طوفان العولمة، الخلل الديمغرافي، والفضاء المفتوح ....الخ.