ذكر الطبيب والباحث الألماني هانز ييغر، رئيس المؤتمر الرابع عشر حول الإيدز (مرض نقص المناعة المكتسب) والتهاب الكبد الفيروسي المنعقد في مدينة ميونيخ،
بجنوب ألمانيا، أنه يتوقع شفاء المرضى من الإيدز تماما خلال خمس سنوات.
الطبيب قال خلال كلمة ألقاها أمام 1500 عالم وطبيب وقانوني، إن الطب حقق في غضون الأشهر الـ12 الأخيرة أكثر مما حققه في عقود من كفاحه ضد فيروس الـ«إتش آي في» الذي يسبب المرض. وتحدث ييغر بأمل قائلا أن 33 مليون مصاب بالإيدز على مستوى العالم سيستفيدون من علاج جديد طوّر في ألمانيا على أساس طريقة علاج جرى تقديمها قبل أشهر أمام مؤتمر علمي عقد في مدينة سياتل، بالولايات المتحدة، حول المرض.
وما قاله ييغر: «إن التوصل إلى علاج شاف تماما من المرض خلال خمس سنوات تكهّن واقعي جدا». غير أنه أردف أن التوصّل
إلى تطوير لقاح للوقاية من الإيدز غير متوقع خلال هذه الفترة، ولذا فإن
طريقة العلاج الجديدة تعتمد طريقة «الوقاية خير من العلاج».
واقع الحال، حسب رأي رئيس المؤتمر، هو أنه تم قبل ثلاث سنوات في مستشفى شاريتيه في العاصمة الألمانية برلين شفاء مريض من فيروس الإيدز عن طريق زرع نخاع عظمي جديد، لكن هذه الطريقة معقدة، وليست مضمونة تماما، كما أنها لا تتوافر لكل المصابين بالمرض على مستوى أوروبا والعالم. وبالتالي، فالحل الأفضل عبارة عن علاج باستخدام عقار يستخدم حاليا في معالجة السرطان سبق طرحه لأول مرة في سياتل. إذ تم في ألمانيا، بعد طرح العقار في سياتل، تطوير هذا النوع من العلاج إلى حد استخدامه في قتل فيروسات الإيدز في كل خلايا الجسم، بما فيها «الخلايا الخفية» التي يتخفى فيها المرض، وتعدّ سر المقاومة عند الإيدز، وتجعل حتى الآن الشفاء منه متعذّرا.
وحقا، نجح الأطباء الألمان، باستخدام العقار في إضعاف
المرض إلى حد وقف قدرته على العدوى والانتقال إلى الآخر. وهذه خطوة كبيرة
على صعيد تحسين حياة العائلات التي يعاني فرد منها من المرض. وستكون
الخطوة اللاحقة، خلال السنوات القليلة المقبلة، شفاء المصابين تماما.