و السلام على اشرف المرسلين
اما بعد :
أسعد الله أوقاتكم اخواني ..
أهلا وسهلا بكـل أعضاء وزوار ومشرفي منتدانا الغـالي
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي فضل العشر الأواخر من رمضان, وشرفها بليلة
القدر التي هي خير من ألف شهر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
اختار لنا من أيام دهرنا ما نتعرض فيه لنسائم رحمته وعزائم مغفرته، وأشهد
أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله كان يحتفي بالعشر الأواخر، ويضاعف فيها
العبادة والجود والعطاء، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل وعلا امتثالا لقوله تعالى( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )
أيها المسلمون : العشر الأواخر من شهر
رمضان من أعظم الأيام فضلا، وأكثرها أجرا، ولياليها أفضل ليالي العام كله،
ففيها ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن الكريم هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان، قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين)
فعلينا أن نغتنم هذه العشر، وأن نجتهد فيها بالطاعة والعبادة
وعمل الخير اجتهادا مضاعفا لنتدارك ما فات وندرك ما بقي، وأن نتأسى فيها
برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم يخص العشر
الأواخر بمزيد من الاجتهاد في العبادة والحرص على الخير، فعن السيدة عائشة
أم المؤمنين- رضي الله عنها - قالت : كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا
دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله.
وفي رواية عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره.
عباد الله: واجتهاد النبي صلى الله عليه
وسلم في العشر الأواخر من رمضان يشمل أمورا كثيرة، منها شد المئزر، ويقصد
به اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات، كما يقصد به الجد والاجتهاد في عمل
الخير.
ومن صور اجتهاده صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان إحياء الليل كله أو معظمه بالقيام والتعبد.
ومن صور اجتهاده صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام إيقاظ
الأهل للصلاة ليشاركوه في اغتنام الخير في هذه الأوقات المباركة، فعن زينب
ابنة أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
بقي من الشهر عشرة أيام لم يذر أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه. وبهذا
يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعهد الرجل أهله وأسرته بالتذكير
بالخير والأمر به كما قال تعالى ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)
أيها المسلمون: والمقصود بالاجتهاد في
العشر الأواخر من رمضان أن هذه العشر الأواخر هي ختام الشهر المبارك،
والأعمال بخواتيمها، وأن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، قال
الله تعالى منوها بفضل ليلة القدر ( إنا أنزلناه في ليلة القدر *
وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة
والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم ».
فتحروا ليلة القدر عباد الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« تحروا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان». وإخفاؤها في هذه الليالي حافز لنا على مضاعفة العبادة في العشر الأواخر.
أيها المؤمنون: وخير ما نحرص عليه في هذه الليلة المباركة القيام والدعاء والصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ».
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال :« قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ».
وعن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يقول: من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها.
اللهم أعنا على قيام العشر الأواخر ووفقنا لقيام ليلة القدر.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ولي الصالحين, وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله خير من صام
وقام، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرض
زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، وبين لنا
مقدارها ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : فرض رسول الله صلى الله عليه
وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير على العبد والحر، والذكر
والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس
إلى الصلاة.
وتخرج من غالب قوت البلد، كما يجوز إخراج قيمتها نقدا .
فعلينا أن نخرج زكاة فطرنا حتى نرضي ربنا ونطعم الفقراء والمساكين ونغنيهم عن السؤال في يوم العيد .
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» اللهم
صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم تقبل منا
الصيام والقيام واكتبنا من الذين يشهدون ليلة القدر، اللهم إنا نسألك من
الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله
عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك مما سألك منه
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك مما تعوذ منه سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا، اللهم
اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم أنزلهم منزلا مباركا، اللهم وفق ولي أمرنا رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ونائبه لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين،
اللهم اغفر لكل من وقف لك وقفا يعود نفعه على عبادك، اللهم
بارك في مال كل من زكى وزده من فضلك العظيم، اللهم إنا نسألك المغفرة
والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا،
واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك، اللهم أدم على دولة الإمارات الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين.
عباد الله ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)