الحيل النفسية الدفاعية
الحيل النفسية الدفاعية:
الحيل
النفسية الدفاعية أساليب هروبية من المواقف المؤلمة التي نعجز عن مواجهتها
بأساليب مباشرة فعندما نفشل في مواجهة الإحباط أو نفشل في حل الصراع نلجأ
إلى هذه الحيل لتبرير فشلنا ,وجعله فشلا منطقيا,له ما يبرره أمام أنفسنا
وأمام الناس ,فنتخلص من التوتر,ونتحرر من القلق والشعور بالذنب ونشعر
بالارتياح ونتوافق مع الموقف.
والتوافق الناتج عن الحيل النفسية
الدفاعية توافق مؤقت في معظم المواقف ,لان الحيل لا تتحقق الأهداف المحبطة
ولا تحل الصراع ,إنما تشبع حاجات ثانوية تولدت عن الإحباط والصراع.
وبعبارة أخرى لا تعالج الحيل النفسية أسباب الإحباط ولا أسباب الصراع
لكنها تعالج الأعراض الناتجة عنهما ,وهذا ما يجعلها كالعقاقير المسكنة
تخفف آلام المرض ولا تعالجه ,فتعود الآلام بعد زوال تأثيرها .
والحيل
النفسية الدفاعية عادات سلوكية مكتسبة ينميها الإنسان ,ويستخدمها في
البداية على مستوى شعوري ,ثم يتعود عليها ويستعملها على مستوى لا شعوري
,يأتيها دون وعي بالدوافع الكامنة وراءها .فالطالب الذي يبرر رسوبه في
الامتحان لا يعي انه يبرر فشله .ولا يدرك انه يخدع نفسه ويخدع غيره بهذه
التبريرات.
أشكال الحيل النفسية:
للحيل النفسية الدفاعية أشكال كثيرة متداخلة ومتشابكة ,من الصعب حصرها وتصنيفها وسأذكر فيما يلي البعض منها:
الإبدال
- الإنكار - التعويض - الإعلاء - تكوين رد الفعل - التبرير- الإسقاط -
التوحد - الخلّفة – الكبت – النكوص - أحلام اليقظة- الإنسحابية.
1-الإبدال :وهو حيلة نفسية هدفها إبدال الموقف المؤلم الذي فيه تهديد بموقف آمن ,ليس فيه تهديد وذلك بطريقتين:
(أ)
إبدال المثير:ونقصد به تحويل الانفعالات غير المرغوب فيها من موضوعها
الأصلي إلى موضوع بديل ليس فيه تهديد مثال:العامل الذي يقمع غضبه من رئيسه
ويصبه على صديقه أو زوجته أو أولاده.
(ب) إبدال الاستجابة :ونقصد به
تحويل الانفعالات نفسها من انفعالات فيها تهديد إلى انفعالات مرغوب فيها
ليس فيها تهديد.مثال الطفل الذي يشعر بالغيرة والكراهية من أخيه ويحولها
إلى حب زائد.
2-الإنكار: ونقصد به ادعاء الشخص عدم وجود الحاجة المحبطة
أو العائق أو الصراع الحاد فلا يدرك تهديد تقدير الذات وبالتالي ينخفض
توتره وقلقه ويشعر بالارتياح فالإنكار تعمية للواقع وخداع للنفس فلا تشعر
بما يهددها.
3-التعويض: حيلة نفسية تدفع الشخص إلى زيادة الاهتمام
بسلوك معين لتخفيف الشعور بالقلق الناتج عن الشعور بالنقص أو العجز أو
الفشل أو عن وجود عيوب جسمية ونفسية واجتماعية.
فالشخص الذي يؤلمه
الشعور بالنقص تنشا عنده حاجة لا شعورية إلى جهده لتحقيق النجاح والتفوق
في مجال من المجالات التي يعتقد إنها هامه .وقد يكون ضارا أو مفيد.
4-الإعلاء:
هو تصريف للرغبات غير المقبولة في أعمال مقبولة اجتماعيا,أو هو تحويل
للطاقات من ميدان غير مرغوب فيه إلى ميدان مرغوب فيه مما يساعد على تخفيف
مشاعر الإحباط والقلق.وفائدتها :خفض التوتر ,تحويل الطاقات والاستفادة
منها.
5-تكوين رد الفعل :نقصد بتكوين رد الفعل مبالغة الشخص في إظهار
مشاعر وصفات ,تدل على انفعالات ورغبات ودوافع مقبولة اجتماعيا ؛لإخفاء ما
لديه من انفعالات ورغبات غير مقبولة اجتماعيا ويلجا الشخص عادة إلى هذه
الحيلة لإخفاء مشاعر العداوة والحسد تجاه أشخاص مهمين في حياته أو لتغطية
خوف غير منطقي أو رغبات غير خلقيه.مثل ان يشعر الشخص بالخوف لوحده فيقوم
بإخفاء ذلك بالغناء و الصفير .
6-التبرير:حيلة نفسية تقي الإنسان
الاعتراف بالدوافع الحقيقية لسلوكه,وتعفيه من مسئولية ما حدث له من فشل في
تحقيق بعض أهدافه,وتحميه من الشعور بالعجز والدونية وتخفف عنه مشاعر الذنب
والقلق والتوتر.
7-الإسقاط:هو حيلة هدفها وقاية الفرد من الاعتراف
بعيوبه ونقائصه وأخطائه وإلصاقها بالآخرين .فالزوج الذي لديه رغبة في
خيانة زوجته ,ينكر هذه الرغبة الآثمة في نفسه ,ويسقطها على زوجته.
فوائد
الإسقاط:تخفيف مشاعر الذنب والقلق والتوتر,وهو من ناحية أخرى يقف وراء
كثير من الأعمال الإبداعية الرائعة عند الأدباء والشعراء والرسامين
والنحاتين,تشخيص المشاعر والاتجاهات والحاجات والدوافع اللاشعورية عند
الناس.أما المبالغة في استخدام الإسقاط فضار ة ,توذي الإنسان نفسيا
واجتماعيا لأنه تجعله يتقاعس عن مواجهة عيوبه ونقائصه.
8- التوحد:حيلة
نفسية تؤدي إلى خفض التوتر والقلق ,عن طريق اندماج الشخص مع شخص آخر يحبه
ويعجب به أو يخاف منه فيمتص قيمه واتجاهاته,ويقلد سلوكه وأخلاقه.
9-الخلفة:نقصد
بالخلفة ميل الشخص إلى العناد والتحدي والعصيان ومعارضة آراء الآخرين
ومخالفة أوامرهم وعدم التعاون معهم والإصرار على عمل ما يرغب فيه .
10-الكبت:يعمل
على إبعاد الأفكار والمشاعر المؤلمة والرغبات غير المقبولة من الشعور إلى
اللا شعور مما يساعد الإنسان على نسيانها ,ويخفف عنه مشاعر الذنب والتوتر
والقلق المرتبطة بها.
11-النكوص :يقصد بالنكوص ارتداد الشخص في تفكيره
أو سلوكه –حين يعجز عن مواجهة المشكلات التي تعترضه الى تعترضه-الى أساليب
توافقية غير ناضجة ,
سبق له إن مر بها وتجاوزها وكانت تشبع له حاجاته وهو صغير.
12-أحلام اليقظة:هي أحلام يتخيل الشخص فيها نجاحه في تحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها.
13-الانسحابية
:وهي حيلة هروبية تهدف إلى تخفيف التوتر والقلق بالابتعاد عن الموقف
المؤلم الذي يسبب الإحباط والنقد أو العقاب والاهانة.