علي أسامة (لشهب أسامة) المدير العام
الجنـسية : البلد : الجزائر الجنـــس : المتصفح : الهواية : عدد المساهمات : 26932 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2008 العمر : 31 الموقع : https://readwithus.yoo7.com/ المزاج : nice توقيع المنتدى + دعاء :
| موضوع: الجهل من بين أهم مشاكل الدعوة في العصر الحديث الخميس 10 مايو - 15:19 | |
| حَقًا إِن الْجَهْل دَاء فعلى الداعية أَن يبْدَأ بتكوين نَفسه وعلاج دائه قبل أَن ينزل الميدان للدعوة وَذَلِكَ بالفهم الصَّحِيح. بِأَن يُوَجه اهتمامه إِلَى أَخذ الْعلم من مصدره الْأَصِيل الْكتاب وَالسّنة على أَنَّهُمَا هما المصدران للشريعة أُصُولهَا وفروعها وبدراستهما يحصل الْعلم النافع وَالْهدى والسيادة فِي الدُّنْيَا والسعادة فِي الْآخِرَة. {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}سُورَة الْإِسْرَاء الْآيَة 9 وَيَقُول الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: "أُوتيت الْقرَان وَمثله مَعَه" أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده 130 - 131/ 4 من حَدِيث الْمِقْدَام بن معد يكرب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِإِسْنَاد صَحِيح وَأخرجه الْآجُرِيّ فِي الشَّرِيعَة من هَذَا الْوَجْه وَأوردهُ السُّيُوطِيّ فِي مِفْتَاح الْجنَّة. كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَن يدرس السِّيرَة العطرة وَلَا بَأْس أَن يطلع على مَا تزخر بِهِ المكتبة الإسلامية الحديثة من كتب قيمَة تستند إِلَى الْقُرْآن الْكَرِيم وَالسّنة المطهرة فِي بحوثها ومعالجتها للحوادث العلمية. وَبِذَلِك يتكون لَدَى الدارس تصور صَحِيح لهَذَا الدّين فِي أَحْكَامه وتشريعاته وعقيدته وعبادته وأخلاقه.
وَبِذَلِك يحصل لَهُ الْفِقْه فِي الدّين. وَهُوَ التَّصَوُّر الصَّحِيح لِلْإِسْلَامِ - كَمَا قُلْنَا - يتَصَوَّر وَيفهم فهما دَقِيقًا معنى الألوهية وَمعنى الْعِبَادَة وَمعنى الْجَاهِلِيَّة، وَمَا أصدق كَلَام عمر بن الْخطاب إِذْ يَقُول: "إِنَّمَا تنقض عرى الْإِسْلَام عُرْوَة عُرْوَة إِذا نَشأ فِي الْإِسْلَام من لم يعرف الْجَاهِلِيَّة" هُوَ الْفِقْه الَّذِي يُريدهُ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي قَوْله: "من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين".
وَعدم هَذَا الْفِقْه هُوَ الَّذِي جعل أهل الْكَلَام يسمون فلسفتهم توحيدا وتعطيلهم تَنْزِيها وَإِثْبَات غَيرهم تَشْبِيها وألفوا فِي ذَلِك مؤلفات تدرس الْيَوْم فِي كثير من معاهدنا وجامعاتنا باسم التَّوْحِيد وَلَيْسَ فِيهَا طعم التَّوْحِيد وَلَا روحه، بل قد أبعدوا النجعة فهم كَمَا قَالَ الْقَائِل:
نزلُوا بِمَكَّة فِي قبائل هَاشم ... وَنزلت بالبطحاء أبعد منزل
وَهَؤُلَاء فِي وَاد والتوحيد والعقيدة فِي وَاد
فكم حَالَتْ تِلْكَ المؤلفات بَين شبابنا وَبَين فهم العقيدة الإسلامية الَّتِي نطق بهَا الْكتاب وَالسّنة كنتيجة للتصور الخاطيء لِلْإِسْلَامِ وعقيدته وَلَقَد أحسن من قَالَ:
الْعلم قَالَ الله قَالَ رَسُوله ... قَالَ الصَّحَابَة لَيْسَ بالتمويه
مَا الْعلم نصبك للْخلاف سفاهة ... بَين الرَّسُول وَبَين رَأْي فَقِيه
وَلَا جحد الصِّفَات ونفيها ... حذرا من التَّمْثِيل والتشبيه
هَذَا وَإِن عدم الْفِقْه الدَّقِيق هُوَ الَّذِي حمل العبّاد أَو المنتسبين إِلَى التنسك والتعبّد على ابتداع طقوس بعيدَة عَن روح الْإِسْلَام وأطلقوا عَلَيْهَا أَسمَاء من عِنْد أنفسهم على حِسَاب الْإِسْلَام وَفرقُوا بهَا جمَاعَة الْمُسلمين ووزعوهم على تِلْكَ الْبدع وأعلنوا عَن أنفسهم أَنهم أهل الله وأحباؤه, وَلَهُم صَلَاحِية لَيست للأنبياء وَالرسل. إِذْ فِي إمكانهم أَن يَأْخُذُوا الدّين وشرائعه عَن الله مُبَاشرَة بِغَيْر وَاسِطَة جِبْرِيل وَدون الْحَاجة إِلَى الرَّسُول مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.
من كتاب: مشاكل الدعوة والدعاة في العصر الحديث
المؤلف: أبو أحمد محمد أمان بن علي جامي علي (المتوفى: 1415هـ) | |
|