باسم الله الرحمان الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
إصلاح ذات البين شعبة إيمانية, وشرعة إسلامية, تُستل بها السخائم, وتصفو القلوب, وتخمد نيران الفتن.
قال الله -عز
وجل- منوهاً بتلك الخصلة: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ
مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ
أَجْراً عَظِيماً) النساء: 114.
ولكن هذه الخصلة الكريمة، والقربة
العظيمة تحتاج إلى ممارسة ودَرَبة، وألمعية مهذبة، كما تحتاج إلى نية
صالحة، وقدرة على حسن الأخذ بالأسباب، ومعرفة لدخول البيوت من الأبواب؛
فهذه -على سبيل الإجمال- أسس لابد للمُصْلِح من مراعاتها، والأخذ بها حال
خوضه لغمار إصلاح ذات البين.
وفيما يلي معالم بازرة في هذه الشأن هي أشبه بالإيضاح للأسس الماضية المجملة.
1-
احتساب الأجر: - كما قال -عز وجل- (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ
مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) النساء: 114.
فما ظنك بعمل صالح رتب الله عليه هذا الثواب الجزيل؟
2- استشعار أن ذلك العمل استجابة لأمر الله، قال الله -عز وجل-: (وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) الأنفال: 1.
3-
استحضار أنه سبب لقوة الأمة: لأن الأمة المتصارعة، المتفككة يوشك أن
تنهار، وأن تلتهمها أمم أخرى؛ فإصلاح ذات البين سبب لقوة الأمة، وصلابتها،
وهيبة أعدائها لها.
4- شكر الله -عز وجل-: فحقيق على المُصلِح بين الناس, المُيَسَّر لهذا العمل الجليل - أن يشكر الله -
على هذه النعمة؛ وأن يعترف له بتلك المنة؛ فانشراح صدره لذلك العمل, وقبول
الناس لإصلاحه, وإصغاؤهم لكلامه, وأخذهم برأيه - إنما هو محض فضل الله -عز وجل-.