[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يُضر
ارتفاع حرارة الأرض بالغطاء الجليدي لأكبر جزيرة في العالم بشكل أكبر مما
كان يُعتقد سابقا، وقد يؤدي ذوبان جليد الجزيرة إلى ارتفاع مياه البحار
إلى التأثير على حياة ملايين البشر، بحسب أحدث دراسة لظاهرة الاحتباس
الحراري. يعتقد
الخبراء أن ارتفاع حرارة الأرض قد أضر بالغطاء الجليدي لأكبر جزيرة
بالعالم، وهي جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك، بشكل أكبر مما كان يُعتقد
في السابق، ويتوقعون أن يذوب جليد الجزيرة بشكل كامل عند تجاوز درجة حرارة
الأرض عتبة تقع بين 0.8 و 3.2 درجة مئوية. وجاء ذلك في نتائج أحدث محاكاة
حاسوبية رقمية لظاهرة الاحتباس الحراري قام بها علماء من معهد بوتسدام
الألماني لبحوث التأثيرات المناخية (PIK) وجامعة كومبلوتينسا في مدريد.
وسترتفع
مستويات البحار لبضعة أمتار في حال ذوبان كل جليد الجزيرة، الواقعة بين
منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي شمال شرق كندا، والبالغة مساحتها
أكثر من مليونين و166 ألف كيلومتر مربع، وقد يؤثر ذلك بالتالي على حياة
ملايين الأشخاص في العالم، بحسب الدراسة.
الجليد يذوب بشكل أسرع من المتوقع
وبحسب
النتائج الجديدة فإن الدرجتين المئويتين التي سمحت بهما اللجنة الدولية
للتغيرات المناخية (IPCC) كحد أقصى لزيادة حرارة الأرض، قد تكونان كثيرتين
جداً بالنسبة لجليد الجزيرة، الذي يغطي مساحة 85 في المائة من سطحها وهو
ما يعادل أكثر من 1.7 مليون كيلومتر مربع من مساحتها. وبذلك تشكل جزيرة
غرينلاند ثاني أكبر مخزن للمياه العذبة في العالم، بعد القارة القطبية
الجنوبية أو أنتاركتيكا، الواقعة أقصى جنوب الكرة الأرضية.
يشار
إلى أن عدم تجاوز حرارة الأرض لدرجتين مئويتين هو الهدف الذي وضعه المجتمع
الدولي ويسعى إليه، إلا أنه بالنظر إلى الانبعاثات الحالية للغازات
المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، فعلى الأرجح أن العالم يتجه إلى زيادة
تتراوح بين 3 و4 درجات مئوية.
ذوبان الجليد يهدد بكوارث إنسانية
ويقول
ألكسندر روبنسون الكاتب المتخصص في مجلة التغيير المناخي إنه “كلما تم
عبور عتبة درجة الحرارة المحددة، زادت سرعة ذوبان الجليد”، بل ويؤكد على
أنه في حال استمر البشر بلا هوادة في استخدام الطرق الصناعية المسببة
لانبعاث غازات الاحتباس الحراري فإنه يتوقع على المدى البعيد أن ترتفع
درجة حرارة الأرض إلى 8 درجات مئوية.
وإذا
تم افتراض ذلك، فإن زيادة درجة حرارة الأرض ستصل إلى 8 درجات مئوية بعد
500 سنة، ومن شأن ذلك أن يؤدي حينها إلى ذوبان خُمس الغطاء الجليدي لجزيرة
غرينلاند، وإلى ذوبانه بالكامل بعد 2000 سنة، كما تقول الدراسة.
ويضيف
روبنسون: “الذوبان سيكون تدريجياً نسبياً ، لكنه سيكون سريعاً بالمقارنة
مع ما حدث حتى الآن من تغييرات في تاريخ الأرض. ونحن ربما تقترب بالفعل من
الحدود الحرجة”. فذوبان الجليد يتسبب حالياً في الفعل بزيادة في مستوى سطح
البحر، إلى درجة يمكن قياسها بالأجهزة التقنية.
وفي
هذا الشأن حذر أندريه غانوبولسكي رئيس الفريق البحثي في معهد بوتسدام
قائلاً: “دراستنا تظهر أن ذوبان الثلوج في غرينلاند غير قابل للانعكاس،
تحت ظروف معينة”، ويضيف أن هذا يدل على أن ذوبان الجليد “هو عنصر تحوُّل
أساسي في النظام الأرضي”. كما أنه يهدد بحدوث المد البحري “تسونامي”، الذي
قد تكون آثاره كارثية على البشر.
إرينه كفايله/ علي المخلافي