منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  كوكب الزهرة بعيون ماجلان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 كوكب الزهرة بعيون ماجلان 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 كوكب الزهرة بعيون ماجلان Empty
مُساهمةموضوع: كوكب الزهرة بعيون ماجلان    كوكب الزهرة بعيون ماجلان I_icon_minitimeالسبت 5 مايو - 15:39



كوكب الزهرة بعيون ماجلان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لم يكد علماء الفلك يطلقون على كوكب الزهرة صفة
"الكوكب التوءم" للأرض حتى رمى بهم في متاهة أخرى. فهذا الكوكب الذي اعتبر
شقيقاً للأرض بسبب حجمه وقربه النسبي وسطحه الصلب لم يعد يشبهها في غير
ذلك. فبعد انتهاء بعثة ماجلان التي دامت 5 سنوات، أدرك العلماء أن ما
للزهرة من أوجه شبه مع الأرض، الجيولوجية منها تحديداً، أقل بكثير مما
اعتقدوا سابقاً.
أرسلت بعثة ماجلان من على متن مكوك الفضاء
أتلانتس في عام 1989، وأعطت أكثر من تريليون (مليون مليون) من وحدات
المعلومات، ورفعت عدد الأماكن المعروفة والمسماة على سطح الزهرة من 300
إلى 1000. وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1994، وضع العلماء والفنيون
القائمون على البعثة حداً لعملها، وأرسلوا بها لتصطدم مباشرة بسطح الكوكب.
والسبب؟ لقد أنجزت المركبة جميع الأهداف الهامة للبعثة؛ إضافة إلى تخفيض
الموازنة المخصصة لها.
لقد تركت ماجلان إرثاً من معلومات ستشغل علماء
جيولوجيا كوكب الزهرة لعقود قادمة. وقد أعطت المرحلتان الرئيستان من
البعثة، وهما مرحلة الرسم الراداري ومرحلة الرسم الثقالي للسطح، خارطة
شاملة ومفصلة لسطح الزهرة أكثر مما لدينا عن الأرض. وكشف هذا العمل
للجيولوجيين عن مجموعة مدهشة من تشكيلات تضاريسية أعطت انطباعاً بوجود
عمليات جيولوجية مختلفة تماماً عن جيولوجية الأرض. يقول ستيفن ساندرز
<العالم المختص في مشروع ماجلان>: "لقد أدركنا أننا أمام كوكب ذي
سطح فتي جيولوجياً، وهذا ما فاجأنا". لقد أدى حدث عنيف إلى إعادة رسم سطح
الزهرة منذ 300 إلى 500 مليون سنة قبل الآن، ومنذ ذلك الحين بقي الكوكب في
حالة هدوء جيولوجي نسبي.
وتفضي حالة الهدوء هذه إلى سؤال مثير: ما الذي
سبب حدوث نشاط بركاني على الزهرة قبل نصف بليون سنة؟ تقول ماريا زوبر
<خبيرة جيولوجيا الكواكب في مركز غودارد للتحليق الفضائي التابع لوكالة
ناسا>: "اختلفت نظرتنا بعد ماجلان تماماً عما كانت عليه سابقاً، فهناك
ما يدعو للاعتقاد بإمكانية وقوع حوادث تاريخية على الكوكب ــ حوادث كان
يعتقدها العلماء قبل ماجلان غير ممكنة". ويقول جيمس هيد <أخصائي في علم
مقارنة الكواكب وباحث مشارك في بعثة ماجلان>: "ربما خاب أمل بعض
العلماء بعد إدراكهم أن كوكب الزهرة بعيد الشبه لهذه الدرجة عن الأرض.
ولكن بالنسبة لي، فهذه الاختلافات هي ما سيخبرنا في النهاية بالكثير. فلو
تبين أن الزهرة يشبه الأرض كثيراً، فإن ذلك كان سيبدو كخبر عظيم. ولكن
لأنه ليس كذلك، فإننا بحاجة لأن نسأل أنفسنا: كيف يختلف عن الأرض؟ وماذا
يمكن أن تخبرنا هذه الاختلافات عن آلية عمل ونشاط كوكب الزهرة؟".

رسم خارطة الكوكب


بدأت معرفتنا بآلية عمل كوكب الزهرة مع بدء مرحلة
الرسم الراداري من البعثة التي أنجزت فيها المركبة مسح ورسم 99% من سطح
الكوكب، طوال عامين متتالين، وذلك بإرسال آلاف النبضات الرايوية كل ثانية
عبر طبقة السحب الكثيفة التي تغلف الكوكب. انعكست موجات الرادار عن السطح
وعادت إلى المركبة لتعطي صورة دقيقة عن معالمه. وبعد دمج الصور ومطابقتها
مع معطيات عمليات قياس ارتفاع مختلف نقاط العلام البارزة على سطح الكوكب،
قدمت لنا معطيات الرادار شيئاً فشيئاً خارطة مفصلة لسطح الكوكب. وبالإضافة
إلى ذلك، قامت المركبة بجمع معلومات أخرى من خلال قياس كثافة وشدة الطاقة
الإشعاعية، وهذا ما سمح لعلماء الفلك برؤية شاملة للفروقات المحتملة في
كيميائية سطح الكوكب. هكذا أعطى جمع ومطابقة هذه المجموعات الثلاث من
المعلومات صورة مفصلة لكامل سطح الكوكب تقريباً. أما الصور ثلاثية الأبعاد
والمعالجة بالحاسب، فقد قدمت، بعد إكسابها لوناً برتقالياً اصطناعياً
(كلون ثمرة اليقطين) وجمعها ومطابقتها مع الصور الفضائية في مختبر الدفع
النفاث JPL، منظوراً رأسياً مباشراً للملامح الجيولوجية الرئيسة على الكوكب.
لكن مرحلة الرسم الراداري لسطح الكوكب مثلت
جانباً واحداً فقط من البعثة. أما المرحلة الرئيسة الأخرى، وهي جمع
المعلومات عن قوة ثقالة أو(جاذبية) الكوكب، فقد تطلبت إنجاز مناورة مدارية
معقدة للمركبة حول الكوكب كي تغير مدارها من إهليليجي حاد إلى مدار ثان
أكثر استدارة مكّنها من التحليق في مجال تراوح بين 180 كم و600 كم فوق سطح
الكوكب. وقد شكلت هذه المناورة عملية خطرة للغاية لجأ فيها الفنيون إلى
استخدام مقاومة الغلاف الجوي للكوكب من أجل تخفيف سرعة المركبة والإبقاء
عليها في المدار، وهذه العملية حسنت من أداء المرحلة الرئيسة الثانية.


ساعد استخدام ماجلان لسبر جاذبية الزهرة العلماء
من تحليل الاختلافات والتباينات في قوة جاذبية الكوكب: فعندما تعبر
المركبة فوق كتلة تضاريسية ما، تزداد شدة قوة الثقالة أو تنقص، ويؤدي هذا
إلى تباين قوة الجذب المطبقة على المركبة بما يوافق الكتلة. يسبب الجذب
أيضاً تغير تواتر الإشارات الراديوية المرسلة من ماجلان إلى الأرض مما
يكشف عمّا يدعى بشذوذ الجاذبية. إذا كان الشذوذ يوافق كمية الصخور
المرئية، فإن ذلك يعني أن المنطقة المرصودة تقع فوق طبقة سطحية قوية. أما
إذا لم يوافق الشذوذ الثقالي الكتلة المرصودة، فلا بد من وجود قوى أخرى
نشطة تحت السطح. وتقول زوبر: "تساعد هذه المعلومات في تمييز تباينات كثافة
طبقة المعطف على الزهرة، وهي تباينات يمكن أن تقدم معلومات عن آلية الحمل
الحراري في باطن الكوكب، كما أنها تخبرنا عن ثخانة القشرة". هكذا أظهرت
عمليات قياس شدة الجاذبية أن لكوكب الزهرة بنى جيولوجية نشأت عن حركات
معينة في باطنه. ويقول روبرت هريك <الجيولوجي في معهد هيوستن لدراسة
الكواكب والأقمار>: "يظهر نمطا شذوذ الكثافة عند مستويات السطح
ومستويات الأعماق. ونحن نرى على الأرض مثلاً أن الجبال لها جذور". ويوضح
أن الجبال الداعمة، سواء كانت على الأرض أم على الزهرة، تقدم ما يشبه
عملية موازنة محصلتها الصفر، ويقول: "إذا كان لديك مكان مرتفع، فهذا يمثل
زيادة كبيرة للكتلة في هذا المكان، لذا فإنك ستحتاج إلى إنقاص الكتلة في
مكان آخر لمعادلة الزيادة في المكان الأول. وبالمثل، إذا أسقطنا الصورة
ذاتها على الأماكن الجيولوجية على الزهرة، سنرى أن لجباله أوتاداً ذات
قشرة منخفضة الكثافة تحتها؛ كما أن طبوغرافية سطح الكوكب يمكن رفدها
بتدفقات من المواد الصاعدة من تحت السطح".

كوكب جديد يولد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لقد قدمت ماجلان للعلماء معلومات غزيرة عن جيولوجية
وتضاريسية كوكب الزهرة؛ وهي معلومات لم يفرغوا منها بعد. لكنهم قاموا
بإنجاز ما يكفي لرؤية فروقات صارخة بين الكوكبين: الأرض والزهرة. وبالطبع،
توجد هناك الاختلافات المعروفة قبل ماجلان، مثل حقيقة أن حرارة سطح الزهرة
تقرب من 500º درجة مئوية، وأن الضغط الجوي عند السطح
يقرب من 90 ضغط أرضي، وأنه لا يوجد ماء على الزهرة، وأن غلافه الجوي عبارة
عن دفيئة زجاجية خانقة، إضافة إلى وجود سحب الكبريت والكثير من غاز ثاني
أكسيد الفحم (الكربون). إن هذا الوسط لا يشكل بحال من الأحوال مكاناً
مغرياً للحياة. لكن هذا الكوكب المختنق والجاف ربما يكون مسرحاً لعمليات
غير معروفة لتصنيع المعادن. جاء أول انطباع بهذه الفكرة عندما رأى
الباحثون العديد من جبال الكوكب وهي تلمع في صور الرادار. أما على الأرض،
فإن صور الرادار اللامعة هذه يمكن أن تنتج عندما ترتد موجات الرادار عن
تربة رطبة. وحيث أن كوكب الزهرة ينقصه الماء، لذا فقد بحث علماء جيولوجيا
الكواكب عن تفسير آخر. ومن ذلك أن افترض غوردون بيتنجيل <مسؤول تجارب
الرادار على ماجلان> أن بعض العناصر المعدنية تعكس موجات الرادار كما
يعكسها الماء. ولعل المرشح الأول لذلك هو عنصر البيريت (البيريت pyrite معدن
أصفر اللون يتكون من كبريت وحديد ـ المترجم)، وهو معروف على الأرض باسم
"ذهب الحمقى" وذلك لمحاكاته الزائفة للذهب، ولسمعته عندما بدد الآمال في
حادثة اندفاع الناس للبحث عن الذهب في كاليفورنيا. وللتحقق من افتراض وجود
مادة غنية ومشبعة بالبيريت تغطي الكثير من جبال الزهرة، قام جون وود
<من مرصد سميثسونيان لفيزياء الفلك> بالبحث لمعرفة الخصائص
الكيميائية للسطح التي يمكن أن تكون ثابتة في ظروف كوكب كالزهرة، وذلك
باستخدام المعلومات المتعلقة بكيميائية السطح ومكونات الغلاف الجوي
للكوكب. ويوافق وود أن عنصر البيريت سيكون مستقراً ضمن العناصر المعدنية
السطحية على قمم الجبال والمعرضة للعوامل الجوية، ولكن ليس في الأسفل في
مناطق السهول حيث قيم الحرارة والضغط أعلى منها في قمم الجبال.
وربما تكون المسألة أكثر تعقيداً. إذ يرى بيتر
فورد <الفيزيائي في أبحاث بعثة ماجلان> أن تكون عناصر معدنية أخرى
هي المسبب لهذا اللمعان في صور الرادار، ويقول: "ربما أننا ننظر، مثلاً،
إلى بعض العناصر المعدنية المتبلرة، وهي ربما تكون غريبة تماماً ونادرة
الوجود على الأرض، وتحتفظ بخاصية الانعكاس الغريبة هذه في درجات حرارة
بالغة الارتفاع كالتي على الزهرة. إننا بحاجة إلى كمية بقدر 1% فقط من
المادة الغريبة لنحصل على النتيجة ذاتها وجعلها أكثر قبولاً بكثير".

البراكين والفوهات النيزكية

لجأ بعض علماء جيولوجيا الكواكب إلى استخدام
الافتراضات المتعلقة بالمعادن على كوكب الزهرة لمعرفة وتمييز تسلسل
الحوادث الرئيسة في تاريخ تطوره. وبذا يستطيعون معرفة معالم سطحه البارزة،
وتمييز جديدها من قديمها، وذلك بسبب تعرضها لعوامل التجوية. فالمعالم
الحديثة لا تظهر آثاراً كالتي أحدثتها عوامل الجو في المعالم القديمة.
وعلى سبيل المثال، فإن أكبر بركان على الزهرة، وهو مات مونز Maat Mons،
يبدو وكأنه قد تعرض لنشاط بركاني حديث وعنيف؛ وتبدو مواد لامعة (تتناوب
عليها الإضاءة والظلال ودون أثر واضح لعوامل التجوية) في صور الرادار تغطي
جوانب وقمة البركان. كما يمكن أن تكون براكين أوزا مونز Ozza Mons وثيا مونز Theia Mons قد تعرضت أيضاً لنشاط حديث مماثل؛ بينما تبدو براكين أخرى مثل تيبيف مونز Tepev Mons خامدة
بوضوح. كما تؤيد معطيات دراسة جاذبية الكوكب هذه النظرة؛ إذ تظهر أن
البراكين التي يعتقد أنها نشطة إنما تمدها اندفاعات صاعدة عبر قشرة الكوكب.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بيد أن النماذج القائمة على إظهار أثر عوامل
التجوية فقط لا تكشف الكثير عن ماضي الزهرة؛ لذا فقد نظر العلماء أيضاً
إلى عامل آخر هو سجل القصف النيزكي، وهو العامل الذي عادة ما يكون أحد
أفضل وسائل قياس ومعرفة عمر سطح كوكب ما. إن الفوهات الناتجة عن القصف
النيزكي تملأ السطوح الصلبة للكواكب وأقمارها عبر كامل النظام الشمسي.
وتساعد معرفة معدل وقوعها، وحجمها، وتوزعها، علماء جيولوجيا الكواكب على
تقدير عمر سطح الكوكب. ويقدر عمر السطوح المتخمة بالفوهات من كافة الأحجام
بثلاثة إلى أربعة بلايين سنة، في حين تعتبر السطوح التي تعرض قليلاً من
الفوهات بأنها فتية. ويعطي سطحا كل من المريخ والقمر مجالاً واسعاً من
الأعمار الممكنة، في حين لا يبدي سطح الزهرة الشيء ذاته. وبحسب قول هيد
فإن "أحد أبرز اكتشافات ماجلان هو أنك لا تستطيع تمييز الفروقات في مسألة
عمر سطح الكوكب بالنظر إلى واقع سجل القصف النيزكي بمفرده"، وذلك لأن
فوهاته الغريبة التي تعد نحو 900 فوهة تتناثر عشوائياً على كامل سطح
الكوكب. وهكذا فإن المناطق الحديثة والقديمة على الزهرة يصعب معرفتها عن
طريق الفوهات النيزكية.
ويوجد على الزهرة من الفوهات أقل مما تستطيع مشاهدته
على القمر بالنظر في مقراب صغير. إنها أقل عدداً وأحدث تشكلاً؛ وبذلك توحي
فوهات هذا الكوكب أن سطحه ككل حديث للغاية بالمنظور الجيولوجي. ويظهر سجل
القصف النيزكي بوضوح أن معظم النشاط الجيولوجي للكوكب قد حصل في فترة
تتراوح بين 300 و500 مليون سنة قبل الآن؛ وهذا يعني أنه إما أن حدثاً
رئيساً ما لابد أن يكون قد مسح وجدد سطح الكوكب في الفترة المذكورة، وهي
الرؤية التي يقترحها جيري شابر <من هيئة المسح الجيولوجي
الأمريكية>، أو أن عملية إعادة تشكيل تدريجية للسطح قد حصلت منذ ذلك
الحين. أما تحديد أي من العمليتين هي ما حدث فعلاً فهو ما يشكل موضوع جدال
حار بين العلماء.
هذا ويبدي كل من هيد وزوبر دهشتهما للأفكار
والاحتمالات التي تنطوي عليها الآلية الأولى. ويقول هيد "إنه لأمر لا يصدق
ويدعو إلى التساؤل: أن يكون جارنا السماوي القريب قد قلب نفسه تماماً
ليصبح باطنه ظاهره وبالعكس فقط منذ بضعة مئات ملايين من السنين؛ إن هذا
لخبر مثير أن تكون كامل طبقة القشرة ومجمل سطح الكوكب قد انقلبا وتبادلا
المكان. إن هذا الأمر يفترض بقوة وجود حوادث كارثية في السجلات الجيولوجية
للكواكب، وهذا يجب أن يدفعنا للتفكير باحتمالات حدوث كوارث كهذه في غابر
تاريخ الأرض". وتقول زوبر: "إن الكثير منا مندهش بشدة لعملية إعادة تشكل
السطح هذه، وعندما تبادرت هذه الفكرة إلى الأذهان لأول مرة هدأ الجميع
وقالوا ’حسناً، سننتظر ورود مزيد من المعلومات، وستخلد هذه الفكرة إلى
الراحة في أثناء ذلك. ولكن مع زيادة تدقيقنا في واقع سجل القصف النيزكي،
ازداد وضوح فكرة أن عملية إعادة تشكل سطح كارثية شاملة قد حدثت بالفعل على
معظم سطح الكوكب".
ومن ناحية أخرى، يفترض روجر فيليبس <من جامعة
واشنطن في سانت لويز> أن فعلاً بركانياً منخفض النشاط يحدث على امتداد
فترة زمنية أطول قد يكون مسؤولاً عن عملية إعادة رسم تدريجية لكامل سطح
الكوكب، ويقول "إن الدليل على حدث كبير على مستوى الكوكب ليس بالغ القوة.
إن جوهر المشكلة هو في واقع وجود عدد ضئيل من فوهات القصف النيزكي على
الكوكب، كما أن نتائج التجارب الإحصائية متواضعة غالباً؛ أضف إلى ذلك
ازدياد قناعة المزيد من العلماء بالدليل على أن الأماكن الجيولوجية
المختلفة هي ذات أعمار مختلفة. وعلى هذا فالإجابة لم تزل بعيدة". هذا
وينحصر سجل القصف النيزكي في نطاق الضربات المتوسطة والكبيرة الحجم، وذلك
لأن معظم الأجسام القاصفة الصغيرة يحترق أثناء عبوره الغلاف الغازي الكثيف
للكوكب قبل وصوله إلى السطح. وبذلك فإن كوكب الزهرة ينقصه الكثير من
الفوهات النيزكية الصغيرة التي كانت ستساعد العلماء على التحديد بين نمطي
عملية إعادة تشكل سطح الكوكب بفجائية شاملة أم تدريجية.

كوكب الزهرة مستقبلاً

ورغم أن البراكين والضربات النيزكية قد استرعت
انتباهاً فورياً من العلماء القائمين على أبحاث ماجلان، إلاّ أنها تعد
قليلة العدد قياساً إلى حجم الكوكب. ومع ازدياد عدد الصور المرسلة من
المركبة، بدأ علماء جيولوجيا الكواكب بتشكيل صورة أشمل وأوضح لآلية عمل
ونشاط كوكب الزهرة. إن أهم اختلاف جيولوجي بين كوكبي الزهرة والأرض يكمن
في الآلية السائدة التي يشكل وفقها الكوكبان سطحيهما ويحركان بها طبقتي
القشرة عليهما لتستقرا في النهاية وتثبتا. إن آلية الأرض الرئيسة لذلك هي
حركة الصفائح التكتونية التي تحرك القارات وتدفع بها هنا وهناك في ردة فعل
على عمليات الحمل الحراري العميقة في طبقة المعطف الأرضية. إن الحمل
الحراري هو الأسلوب الأكثر فعالية الذي يستطيع به باطن كوكب ما نقل
الحرارة إلى سطحه الخارجي؛ إذ تصعد المادة الحارة إلى السطح وتحدث
البراكين وتبترد، فيما تغوص المادة الأبرد في طبقة المعطف بفعل حركة هبوط
إحدى الصفائح تحت صفيحة أخرى مجاورة وفق عملية تسمى بتراكب الصفائح
subduction. تؤدي هذه العملية بمجملها إلى حركة هائلة النشاط للسطح،
حيث التقاء الصفائح ببعضها، كما تدل على ذلك "حلقة النار" التي تمتد على
طول حافة المحيط الهادي على سبيل المثال.
لكن شأن كوكب الزهرة يبدو مختلفاً. إذ توحي
صور ماجلان الدقيقة أن الكوكب مغطى بقشرة ثخينة تتكون من صفيحة واحدة.
ويقول هيد: "نعلم أن قشرة السطح تتألف من البازلت، لكننا لسنا متأكدين من
ثخانتها". وقد تبلغ سماكة قشرة الكوكب نحو 20 كيلومتراً وربما أكثر، وأن
سماكة الجزء اليابس منه (طبقة الليثوسفير)، أي القشرة وطبقة المعطف اللتان
تتصرفان كصفيحة واحدة عملاقة هي في حدود 50 كيلومتراً. وتقول زوبر: "قبل
ماجلان اعتقدنا أن طبقة الليثوسفير بالغة الرقة، ونعلم الآن أنها ثخينة
فوق معظم الكوكب". تدعم المعطيات الناتجة عن دراسة جاذبية الكوكب هذه
الرؤية، وتشير إلى وجود قشرة خارجية صلبة تدعم معظم سطح الكوكب. ولكن
لماذا تغيب حركة الصفائح التكتونية على الزهرة؟
ربما كان الكوكب شديد البرودة في ماضيه السحيق لدرجة
منعته من إطلاق عملية تحريك الصفائح؛ أو، كما يقترح بعض الباحثين، أنه إذا
كان وجود الماء ضرورياً من أجل عملية الصفائح التكتونية، فربما منع غيابه
على الزهرة حدوث انزلاق الصفائح وحركتها. ويقول هيد: "تتلخص إحدى المشكلات
في عدم معرفة كيف تبدأ حركة الصفائح التكتونية؛ فحالما تغوص صفيحة من
البازلت بمقدار 100 إلى 200 كيلومتر فإنها تخضع إلى طور من التحول والتغير
وتأخذ بالهبوط إلى الأسفل. ولا يعلم أحد كيف تغوص صفيحة ما إلى ذلك العمق،
وهذا ما يعقد معرفة احتمال حدوث حركة صفائح تكتونية على الزهرة في الماضي.
ومن المحتمل أيضاً أن يكون الكوكب قد بنى قشرته بشكل عمودي، أو رأسي، بحيث
تتوضع الصخور وتتجمع واحدة فوق أخرى دون أي حركات تكتونية. نحن ما زلنا
على غير علم بعد". ولكن حتى مع الغياب الحالي لحركة الصفائح التكتونية على
الزهرة، فإن الكوكب يقدم شواهد تنبئ بحركة تدفقات صاعدة وأخرى هابطة، وهذا
يوحي أن الكوكب ينشط عمودياً أو(رأسياً) أكثر منه أفقياً. تميز البراكين
تدفقات المواد الحارة الصاعدة من طبقة المعطف، وهي منتشرة في كل مكان،
وتتنوع أحجامها من قباب بقطر عدة كيلومترات، غالباً ما تتناثر على كامل
الكوكب بشكل حشود كثيفة، إلى دروع بركانية هائلة الحجم تصل أقطارها إلى
عدة عشرات من الكيلومترات وتوجد عادة على قمم المرتفعات الواسعة. وهناك
ظاهرة بركانية أخرى أطلقت عليها تسمية الإكليل corona، وهي عبارة عن
تكوين تضاريسي دائري عرف فقط على كوكب الزهرة. تمتد هذه الأكاليل بقطر
يبلغ مئات الكيلومترات، وهي شديدة التشقق، وتحيط الخنادق ببعضها؛ ويعتقد
أنها تتشكل عندما يرفع أولاً تدفق بركاني صاعد من طبقة المعطف منطقة
دائرية الشكل ثم يتوقف ويزول لتعود هذه المنطقة فتهبط، وينتج بذلك حدوث
تشققات محيطية. أما القباب الشبيهة بأشكال الفطائر pancake domes فهي عبارة عن تلال ذات أطراف شاهقة الارتفاع ربما تشكلت من حمم كثيفة رشحت ببطء إلى السطح عبر الفوهة المركزية. فيما تبدو الأقنية canali بهيئة
تكوينات شبه نهرية يعتقد أنها تشكلت حيث سارت الحمم ذات مرة، وهو ما أدى
إلى تآكل السطح وتعريته، وذلك لأن الماء لا يمكن أن يوجد على الزهرة في
ظروفه المعروفة. وتعد إحداها - قناة هيلدر- أطول من نهر النيل، وتمتد بطول
7000 كيلومتر تقريباً. ثم تنتشر التدفقات البركانية الصاعدة وما ينتج عنها
من براكين لتعم بعد ذلك مناطق مختلفة على الكوكب. إن السؤال الماثل أمام
علماء جيولوجيا الكواكب هو: أي معالم سطح الكوكب هي التي تدل على حركات
الهبوط؟ أحد الأماكن المرشحة هو تلك الطبقات السطحية المرتفعة والمتشظية
التي تعرف باسم المرتفعات الوعرةtesserae، والتي هي عبارة عن
مناطق معينة من القشرة تأخذ شكل مرتفعات جبلية عالية مشوهة وبالغة الوعورة
تمتد آلاف الكيلومترات وتغطي 10% من سطح الكوكب. ربما تكون هذه المناطق قد
تشكلت من مادة اجتذبت إلى منطقة حركة هبوط عميقة وباردة شوهت السطح. لكن
علماء آخرين يشككون في هذا، ويفترضون أنه إما أن تكون المادة قد تراكمت
صعوداً وتشوهت بسبب الجاذبية على مدى فترات زمنية طويلة، أو أن تكون هذه
المرتفعات الوعرة هي بقايا سطح قديم للكوكب لم يندثر بفعل عملية إعادة
تشكل السطح الشاملة.
ويقول هيد: "قد تكون هذه المرتفعات الوعرة هي
الآثار الشاهدة على عملية التشكل السطحي الجديدة. إن الاستدلال على ذلك
بوساطة سجلات القصف النيزكي يشير إلى أنها ليست أكبر عمراً بكثير من
السهول المغمورة بالحمم. وهذا يوحي بوجود عمليات تشويه هائلة سابقة على
القشرة حدثت في وقت قريب من زمن حدوث البراكين التي أدت إلى إعادة تشكيل
السطح. بذا، قد تكون هذه الآثار هي البقايا التي تعود إلى ما قبل حدوث
العملية الكبرى. ويعتقد هريك أن الدليل الأقوى على العمر الأقدم للمرتفعات
الوعرة يأتي من دراسة الفوهات النيزكية عليها، ويقول: "يوجد على هذه
المرتفعات الوعرة فوهات نيزكية أكثر مما على غيرها بنسبة 10%، وهي أكثر
تشوهاً من الفوهات الأخرى على بقية الكوكب".
هذا ويحتمل أن توجد مناطق أخرى للتدفقات البركانية الداخلية. فعلى سبيل المثال، إن حواف مناطق الأكاليل coronae تشبه
مناطق الانزياح القاري على الأرض. ويرى دونالد تيركوت <من جامعة
كورنيل> أن حركة تراكب الصفائح ربما سببت حادثة إعادة تشكل السطح
ذاتها. كما أنه يفترض أن قشرة الكوكب كانت قد ازدادت ثخانةً، فحبست
الحرارة وزادتها في باطن الكوكب. ومع ارتفاع الحرارة داخلاً، تعاظم ضغط
قوة الحمم المنصهرة إلى أن حدثت العملية الحاسمة وغمر سطح الكوكب بالحمم
التي أعادت تشكيل السطح كله تقريباً ودفعة واحدة. ثم أصبحت القشرة، بعد
تحرر الحرارة، ثخينة وصلبة مرة ثانية. وربما تكون آلية إعادة تشكيل السطح
هذه دورية: إذ يمكن أن يكون الكوكب قد تعرض لعمليات تشكل سطحي مشابهة
وعديدة سابقاً، وربما يقدم عملية مشابهة أخرى في المستقبل.
ويقترح هيد أن الطبيعة العمودية (الرأسية)
لعملية بناء قشرة الكوكب قد ساعدت في حدوث عمليات تجديد شاملة لسطح
الكوكب، ويقول: "من وجهة نظر جيولوجية، إذا جئنا بكميات كبيرة من صخور
بازلتية من طبقة المعطف لنبني منها قشرة ثخينة، فإن كامل الطاقة الحرارية
المحتجزة ستنطلق وستفلت الحمم لتعيد رسم السطح، وبذلك تزول الفوهات
النيزكية القديمة إثر تعرضها للضغط والتشويه وغمرها بالحمم. لقد رسم وجه
جديد لسطح الكوكب". وتقول زوبر:"ما زلنا دون إدراك جيد بكوكب الزهرة حتى
الآن، ويجب أن نعي تماماً ما نراه وما يمكن أن يقبل التفسير منه".
ولعل ما يمكن قوله عن جميع العجائب التي كشفت عنها
ماجلان وما فعلته حقاً هو أنها قد خطت الصفحات الأولى فقط في سجل كوكب
الزهرة. ورغم انتهاء عمل هذه البعثة، إلا أن علماءها لم يفرغوا بعد من
تحليل معطياتها التي مازال الكثير منها في قيد الدراسة. ستكثر الاكتشافات
وتتراكم، وستقدم نظريات وبحوث جديدة؛ كما أن المعلومات الضئيلة التي
نعرفها عن الكوكب التوءم ستصبح معارف عميقة. وربما رأينا، في المستقبل
القريب بعثة مشتركة أمريكية ـ روسية إلى الزهرة.
يقول سوندرز: "لقد تركت لنا ماجلان بعض الأسئلة
الكبيرة: ما الذي جرى أثناء الحقبة الزمنية التي تشكل90% من تاريخ الكوكب
قبل عملية تجدد السطح؟ وهل عرف كوكب الزهرة حركة صفائح تكتونية عبر
تاريخه؟ هل شابه التاريخ المبكر للأرض تاريخ كوكب الزهرة؟ هل عرفت الأرض
أحقاباً انقلبت وتجددت فيها قشرتها؟ كيف تشكلت الهضاب المرتفعة على
الزهرة؟ ما هي البنية الداخلية للكوكب؟ وهل ينشط زلزالياً؟ هذه بعض
الأسئلة التي نود معرفة إجابة عنها".
تظهر خارطة ماجلان الطبوغرافية لكوكب الزهرة "القارات" التي تتكون من الأراضي المرتفعة على الكوكب (تبدو بألوان برتقالية وصفراء غير حقيقية) مثل منطقة أرض عشتار Ishtar Terra وأرض أفرودايتي Aphrodite Terraومنطقة آلفا Alpha Regio ومنطقة بيتا Beta Regio، وأيضاً السهوب المنخفضة (باللون الأزرق مثل أتلانتا بلانيتيا Atlanta Planitia، وسدنا بلانيتيا Sedna Planitia، وليدا بلانيتيا Leda Planitia.

5. الفوهات النيزكية والأكاليل والقباب

يقدم كوكب الزهرة تشكيلة واسعة من المعالم
والأشكال الجيولوجية؛ بعضها مألوف، مثل الدروع البركانية؛ فيما اعتبر
بعضها الآخر فريداً في كواكب النظام الشمسي، وهي الأشكال المعروفة باسم
الأكاليل coronae.
هامش:


* البعثة الحالية حول كوكب الزهرة هي بعثة فينوس إكسبرس Venus Express، وهي تتبع لوكالة الفضاء الأوربيةESA، وستكون موضوع مقال قريب على صفحات الباحثون.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
كوكب الزهرة بعيون ماجلان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كوكب الزهرة
»  قابل مخلوقات جائت من كوكب الزهرة
»  كلية العلوم بجامعة الكوفة ترصد ظاهرة عبور كوكب الزهرة أمام الشمس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ البيئة والفضاء ][©][§®¤~ˆ :: عالم الفضاء-
انتقل الى: