من يصنع الديكتاتورية

الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله الحمد لله حمداً طـاب وانتشرا على
ترادف جود في الوجــــود سرى الحمد لله حمـداً سرمداً أبــدا ما أضحك
الغيث وجه الأرض حين جرى حمدا كثيرا به أرقى لحضـرته على منابــر
أنس أبلـــــغ الوطرا ثم الصلاة على ختم النبوة مـن إذا تــــــقدم كـان
الأولــون ورا مع السلام الذي يهدى لحضرته يعم آلاً وصحباً ســــادة
غــــررا ونسأل الله توفيقاً لطاعتـــه ورحمة لم نجـــد من بعـــدها كدرا


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثيرة هي الانتقادات والشتائم التي توجه ضد قادة الدول العربية من قبل
شعوبها هذا القائد ديكتاتوري وذاك النظام فاشيستي والاخر قبلي.الغريب في
الامر ان المواطن العربي في كل الدول العربية عندما ينتقد الحكام والانظمة
العربية وكأن تلك الانظمة اواولئك الحكام جاؤوا من كوكب اخر وفرضوا انفسهم على تلك الشعوب ويتناسى من ينتقد ويشتم ان الشعوب هي التي تصنع قادتها وليس القادة هم الذين يصنعون شعوبهم بمعنى اخر ان الديكتاتورية تلد من رحم الشعب وليس العكس هذا من جهة ومن جهة اخرى رب سائل يسأل ماهو معيار الديكتاتورية كظاهرة وتطبيق تختلف من مجتمع الى اخر ومن شعب
الى اخر فلو اخذنا النظام النازي في المانيا ابان حكم هتلر فان ذاك النظام
لم يكن ديكتاتوريا وفق وعي وفكر المجتمع الالماني الذي تربى على ثقافة
الانا الاعلى حيث يعد نفسه كعرق من ارقى العروق البشرية وبالتالي فان تطبيق هذه المباديء في اسلوب الحكم لايعد امرا ديكتاتوريا بحد ذاته كونه نابع من ثقافة
الشعب نفسه بغض النظر عن الاسلوب الدموي الذي تعامل النازي فيه مع معارضيه
او مع الاعراق غير الجرمانية التي تعد اقلية كما ان هتلر لم يكن ديكتاتورا
عندما اقام علاقات واتفاقيات مع بريطانيا وروسيا وغيرها من الدول الاوربية وهو في ذروة قوته الحزبية ولكن تحول هتلر الى ديكتاتور عندما نشبت الحرب العالمية حيث سوّقت دول الحلفاء وضمن حربها
الاعلامية والنفسية هذا المصطلح ولم يقتنع الالمان بديكتاتورية نظام حكمهم
النازي الا بعد انهيار المانيا في الحرب والحال يتكرر في العديد من الدول والانظمه التي تسمى دكتاتوريه اذا هنا نتساءل من يصنع الديكتاتورية ومن يجني
نتائجها في المثال الالماني والدول التي تسمى بالدكتاتوريه نجد ان الشعب
هو الذي صنع قادته واعطاهم الهالة الكبيرة التي جعلتهم ينظرون الى انفسهم
وكأنهم خارقون ولا يخطؤون والشعب هو نفسه الذي امن بديكتاتورية قادته الذين صنعهم هو بنفسه على الرغم من بعض الافكار قد تسوَّق الى الشعوب من قبل قوى اخرى لها مصلحتها في افشال هذا النظام او ذاك وبالتالي فان الشعب نفسه اصبح ضحية هذه الديكتاتورية