[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صممت سفينة الأعماق الثانية لنقل "جراهام"
حتى أعمق جزء في المحيط والبالغ سبعة أميال، وتحمل الضغط الشديد في أعمق
هوة مائية في العالم.
استخدم في بنائها سيراميك الأقوى من التيتانيوم بثلاث مرات والذي طورته البحرية الأميركية خلال الحرب الباردة.
أصبحت آلة "جراهام" ممكن التحقيق بعد أربعين عاماً من البحوث التي قادها علماء البحرية.
خاضت واشنطن وموسكو حرباً عالمية للسيطرة
على الفضاء الخارجي وتتنازعان سراً للتحكم في عالم الأعماق، فقد اكتشفتا أن
طريقة التحكم بالأمواج تمر عبر التحكم بالأعماق.
لعبت البحرية الأمريكية دوراً في تطوير
تقنية الغوص في الأعماق، فهذا ميدان عملهم، وعليهم أن يفهموا هذه البيئة
جيداً، مثل ما يهتم سلاح الطيران بحالة الجو، لذلك كانت البحرية مهتمة
بالمحيط
وبفهم حركة الصوت داخل المحيطات، وحركة
الأمواج الباطنية والتقلبات وكل الأشياء المتعلقة بحركة الغواصات البحرية
لصد الغواصات السوفيتية التي تهددها.
بدأت البحرية الأميركية بعد الحرب العالمية
الثانية مباشرة، تهتم بالتهديد القادم من الغواصات السوفيتية خصوصاً بعدما
علمنا بتجميع الروس لتقنية الغواصات الألمانية، وستجد
أن اهتمام البحرية الأميركية بالمحيطات بدأ من عام خمسة وأربعين يتعلق بصد هجوم الغواصات السوفيتية بهدف ملاحقتها وتدميرها.
مارست القوتان لعبة قاتلة داخل المحيطات
طوال الحرب الباردة، في البدء تفوقت الولايات المتحدة تقنياً وذلك بوضع
مجسات ولواقط في الأعماق لمراقبة حركة الغواصات السوفيتية.
كنا في أغلب الأحيان قادرين على تحديد كل
غواصة لكل واحدة بصمتها الخاصة إذا صح القول، كنا نقول: نعم الغواصة
الرابعة عشر قادمة، كنا نسمعهم قبل أن يسمعونا.
بسم الله الرحمن الرحيم ? وَمَا أُوتِيتُم
مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ? [الإسراء: 85]، حتى يؤمن هذا لا تستطيع
أكثر الغواصات النووية تطوراً تجاوز عمق محدد وهو ألفا قدم، يبلغ متوسط عمق
المحيطات
ثلاثة عشر ألف قدم، وأعمق منطقة تصل إلى ستة
وثلاثين ألف قدم، على عمق كهذا يصل الضغط إلى عشرة آلاف رطل لكل قدم مربع،
وقبل بلوغ ذلك يكون جسم الغواصة الفولاذي يكون قد تهشم كالورق الشفاف.
هكذا كان مصير الغواصتين الأمريكتين اللتين
غرقتنا في الستينيات، وهما الآن متناثرتين في المحيط الأطلسي وتم توثيق هذه
المشاهد بعد عشرين عاماً.
خطأ واحد كفيل بالقضاء عليك في الأعماق، إنه
الضغط الشديد والمستمر، لا تلاحظه لأنك لا تراه، انظر من النافذة على عمق
عشرين ألف قدم، لا ترى الأسماك وقد فتتها الضغط بل تراها تسبح
بكل أريحية يبدو المحيط غير مؤذٍ ولكن إن
أخذت جسماً ما وأخرجته من الغواصة أمكنك مشاهدته وهو يتهشم بفعل الضغط،
والغواصتان "جريشر"، "سكوبلون" أهم دليل على ذلك، أذكر
حينما هبطنا لمشاهدة ما حدث للغواصتين كان
مشهدًا ذا تأثير بالغٍ، كان تأثير الضغط مخيفًا جدًا ? وَقُلِ الْحَمْدُ
للهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ
عَمَّا تَعْمَلُونَ ?93?? [النمل: 93].
وحدة سبر الأعماق في البحرية الأمريكية في
"سانديو" تم تطوير كافة أنواع المركبات أثناء الحرب الباردة بما في ذلك
المركبات المأهولة وتلك التي توجه عن بعد، وكلها مزودة بأضواء لإنارة ظلمات
الأعماق.