بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...
الطامة
حال الناس يوم القيامة
أبى الله إلا أن يكون الخسار لك أيتها الدنيا.
أبى الله أن لا تكملي بل بأنواع البلايا والأمراض تملئين، أبى الله إلا أن يزهد العباد فيك بكثرة موتى عباد الله، وبكثرة الأمراض، وبكثرة الأدواء، وكل ما ينقصك.
أبي الله إلا أن تكوني محطة لازدياد الحسنات فحسب، وإلا أن تكوني كما قدرك صلي الله عليه وسلم كما في قوله عن أعمار أمته « أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين» الترمذي 3550 . الذي أخبر به صلي الله عليه وسلم وإذا تأملت منذ أن خلق آدم إلى اليوم:
كم ألف سنة؟ واليوم الذي هو يوم القيامة كم هو من سنة؟ إنه خمسون ألف سنة، والعباد فيه وقوف، والعرق يتصبب منهم، والشمس منهم قريبة بل ورجعوا كما من بطون أمهاتهم قد خرجوا! يوم عظيم شره، يوم كبيرة كربه، بل وكثيرة كربه.
اليوم الرهيب:
يقول الله عز وجل: ﴿إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾ [الإنسان: 10، 11].
يقول الله جل جلاله عن هذا اليوم، وقد كان المصطفى صلي الله عليه وسلم إذا تحدث عن هذا اليوم احمر وجهه واشتد غضبه وارتفع صوته وانتفخت أوداجه وكأنه منذر جيش صلي الله عليه وسلم يدخل على الناس يقول: ( أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أكنتم تصدقونني ) قالوا : نعم ، قال : ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) البخاري 4972 . ، من عظيم خوفه صلي الله عليه وسلم على أمته.
فلا يستغرب ممن تحدث عن هذا اليوم واقتدى برسول الله صلي الله عليه وسلم، فرفع صوته واشتد غضبه واحمرت عيناه مسلم (867) ، لأنه فعل النبي صلي الله عليه وسلم، ولأن الأمر عظيم. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله.
يقول الله عز وجل تبيانًا لشر ذلك اليوم العظيم، يقول جل جلاله عن أولئك الذين أطعموا الطعام، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا﴾ [الإنسان: 10 – 13].
أي يوم يا تُرَى غير الساعة؟! غير الطامة؟! غير الصاخة؟! غير القارعة؟! غير الواقعة؟
لا إله إلا الله أي يوم غير يوم القيامة غير يوم الدين؟ اللهم إنا نسألك الجنة، ويقول صلي الله عليه وسلم عن ذلك اليوم العظيم، الذي تكثر الكُرب فيه، وتكثر الهموم، فيه صلي الله عليه وسلم يقول: «من فرج عن مسلم كربة ، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة» مسلم 2580.
دليل على أنه يوم مُلئ بالكرب مُليء بالهموم، يوم مليء بالأهوال، ولذا قال جل جلاله: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ [الغاشية: 1] ولا يزال صلي الله عليه وسلم يقول - بأبي هو وأمي، وصلوات ربي وسلامه عليه المصطفى صلي الله عليه وسلم - يتذكر اليوم العظيم، في ليلة يقرأ قول الله تعالى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: 118] ثم يبكي عليه الصلاة والسلام ويكررها ولا يزيد عليها.