السلاحف البحرية. يوجد على الأقل سبعة أنواع من السلاحف البحرية، لدى ست منها ـ وهي السلحفاة المائية الخضراء، والسلحفاة المائية مسطحة الظهر، والسلحفاة المائية صقرية المنقار، والسلحفاة المائية كبيرة الرأس، وسلحفاة المحيط الأطلسي الغربالية، وسلحفاة المحيط الهادئ الغربالية ـ أصداف عظمية مغطاة بدروع. يُصًَنِّف غالبية علماء الحيوان تلك الأنواع الستة ضمن فصيلة واحدة، بينما ينتمي النوع السابع من السلاحف البحرية، أي السلحفاة المائية جلدية الظهر إلى فصيلة أخرى، وصدفتها ذات عظام أقل بكثير من أصداف الأنواع الستة الأخرى. وصدفتها مغطاة بجلد وليس بدروع كما في الأنواع الستة الأخرى. وتعيش غالبية السلاحف البحرية في البحار الدافئة في جميع أنحاء العالم، وغالبًا ما تغامر السلحفاة البحرية جلدية الظهر بالدخول في البحار الباردة.
تعتبر السلاحف البحرية من أكبر السلاحف المائية حجمًا حيث تنمو أصغرها حجمًا ـ الغربالية ـ لطول يصل لحوالي 70سم وتزن حوالي 45كجم. وقديصل طول السلحفاة البحرية جلدية الظهر إلى حوالي مترين ونصف المتر، وتزن حوالي 680 كجم. وتسبح السلاحف البحرية بالضرب بزعانفها، تمامًا كما يضرب الطائر بجناحيه الهواء للطيران، بينما تسبح السلاحف المائية الأخرى بوساطة حركة مجدافية أمامية ـ خلفية. ولا تستطيع السلاحف البحرية الانجذاب داخل أصدافها، لذلك فهي تعتمد على كبر حجمها وسرعتها في السباحة، للدفاع عن أنفسها.
ولا تغادر إناث السلاحف البحرية الماء عادة إلا لوضع البيض، كما لا يعود معظم الذكور إلى اليابسة إطلاقًا بعد دخولها البحر وهي صغيرة. وغالبًا ما تهاجر الإناث آلاف الكيلو مترات حتى تصل إلى شواطئ تناسلها حيث تسحب نفسها على الشواطئ الرملية لتدفن بيضها ومن ثم تعود إلى البحر. وخلال وجودها على اليابسة تكون عاجزة تمامًا عن الدفاع عن نفسها.
السلاحف المائية جانبية العنق. تحني هذه السلاحف المائية عنقها جانبًا عند جذب رأسها داخل صدفتها دون جذبها بطريقة مباشرة مستقيمة. ويوجد من هذه المجموعة من السلاحف المائية حوالي 55 نوعًا مقسمة على فصيلتين. وتعيش هذه السلاحف المائية في قارات إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية، وخاصة جنوبي خط الاستواء. وتعتبر سلحفاة المستنقع الغربية الأسترالية واحدة من أندر السلاحف المائية في العالم، حيث يعتقد أنه يوجد منها أقل من 30 سلحفاة تعيش في البرية.
السلحفاة المائية النهاشة الشائعة لديها صدفة صغيرة مقارنه ببقية جسمها، وهي لا تستطيع أن تنسحب إ لى داخل صدفتها للحماية، ولذلك فهي تعتمد على فكوكها القوية في الدفاع عن نفسها.
السلاحف المائية النهَّاشة. تُكَوِّن هذه المجموعة فصيلة من سلاحف المياه العذبة كبيرة الحجم التي توجد فقط في أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والأجزاء الشمالية من أمريكا الجنوبية. ويوجد نوعان من النهاشات، السلحفاة المائية النهاشة الشائعة والتي تنمو لأكثر من 45سم في الطول وسلحفاة التمساح الأمريكي المائية النهاشة والتي يصل طولها لأكثر من 60سم ووزنها لأكثر من 90كجم.
تتغذى السلاحف المائية النهاشة بالحيوانات المائية الصغيرة مثل الأسماك والضفادع والحشرات والطيور المائية الصغيرة، كما تتغذى أيضًا بالنَّباتات خاصة الطحالب. ولديها رأس كبير وفكوك قوية، ولكن لديها صدفة صغيرة لا تهيئ لها حماية كافية. ولذلك فهي تعتمد في الدفاع عن نفسها على فكوكها القوية ذات الأطراف الحادة.
سلحفاة مائية وضعت بيضها في حفرة على الشاطئ، وتقوم بطمرها ثم تعود إلى البحر قبل طلوع الشمس.
السلاحف المائية رخوة الصدفة. تُكَوِّن فصيلة بها 21 نوعًا من سلاحف المياه العذبة ذات الصدفة المغطاة بجلدٍ ناعم. وأصدافها أكثر تسطيحًا من أصداف السلاحف المائية الأخرى مما يُمكِّنها من الاختباء في الطين الموجود في قاع البركة أو النهر. وتعيش هذه السلاحف المائية في قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية.
وبخلاف السلاحف المائية الأخرى، فلدى السلاحف المائية رخوة الصدفة شفاه مكتنزة، تغطي منقارها، كما لدى معظمها أيضًِا أنف أنبوبي طويل تدفع به فوق سطح الماء للتنفس. وغالبية الأنواع لا تنمو أكثر من حوالي 30سم في الطول، ولكن قد يصل بعضها لحوالي 90سم. وقد تعض هذه السلاحف إذا ما أثُيرت.
السلاحف المائية والإنسان
سلحفاة المحيط الهادئ الغربالية التي تنمو وتصل لحوالي 80سم في الطول، وتعيش بصورة جماعية على طول ساحل محافظة أوريسا الهندية.
تمثل نشاطات الإنسان المختلفة خطرًا شديدًا يهدد بقاء الكثير من السلاحف المائية، لذا ينبغي حماية السلاحف المائية دائمًا لمنع انقراض أنواع معينة من تلك الحيوانات. يضع خبراء الحياة البرِّية أكثر من 50 نوعًا من السلاحف المائية ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض.
ومنذ قديم الزمان استعمل الإنسان لحم السلاحف المائية وبيضها للغذاء كما استخدم أصدافها للزينة. ولذلك فإن أكثر الأنواع من السلاحف المائية المهددة بالانقراض هي الأكثر أهمية من الناحية الاقتصادية. ومثال ذلك السلحفاة المائية الخضراء التي تمثل غذاءً محبوبًا في كثير من مناطق العالم. واستهلاك الإنسان للحمها وبيضها قد هدد بقاءها بصورة خطيرة. وقد وصلت السلحفاة المائية صقرية المنقار إلى درجة الانقراض تقريبًا نتيجة لمادة صدف السلاحف التي تستخدم في تصنيع تحف الزينة التي تستخرج من درقتها. كما يهدد الناس السلاحف المائية كذلك بتسميم بيئاتها بالتلوث، وتحويل الغابات والمستنقعات والمناطق الطبيعية الأخرى إلى مدن ومزارع، مما يهدد أنواعًا معينة من السلاحف المائية بالانقراض.
وتمنع بعض الحكومات صيد الأنواع النادرة من السلاحف المائية. وقد أقيمت محميات للسلاحف المائية في بعض المناطق. ويحاول العلماء تربية الأنواع القيمة من السلاحف المائية في مزارع خاصة بها. وينبغي لعلماء الحيوان التعرف على الكثير من خفايا حياة السلاحف المائية في البرية حتى يتمكنوا من إنقاذ كثير من أنواع السلاحف المائية المهددة بالانقراض. انظر: سلحفاة المياه العذبة؛ السلحفاة البرية.
=========================
السلحفاة البرية من الزواحف ذوات الأصداف تعيش في اليابسة، ولا يظهر منها خارج أصدافها سوى رأسها وذيلها وأرجلها، ويمكنها إخفاء هذه الأعضاء داخل الصدفة عندما تستشعر الخطر. ومعظم أنواع السلاحف البرية حيوانات بطيئة الحركة وتعلوها صدفة على شكل قبة عالية. وتتكون صدفة السلحفاة من صفائح تسمى الحراشف. وهذه الحراشف مرقشة (ملونة) بظلال بنية أو صفراء أو سوداء ومنقوشة بخطوط وحلقات متشعبة. وتتراوح أحجام السلاحف بين 10سم و140سم، ويُغَطي رأسها وذيلها وأرجلها حراشف صغيرة، وأرجلها الخلفية قصيرة وبدينة تشبه أرجل الفيل. وتختلف أرجلها عن أرجل السلحفاة المائية التي يوجد بين أصابعها جليدات رقيقة. أما أرجل السلحفاة البرية الأمامية فمُسطّحة الشكل، وتستخدمها السلحفاة رفشًا (مجرفة) للحفر. ويمكنها حفر خندق تقضي فيه ليلتها. وتشرب السلحفاة البرية كمية كبيرة من الماء في الأيام الحارة وتحفر لنفسها حفرة في الوحل اتقاء حرارة الجو.
تَبْلغ أنواع السلاحف 40 نوعًا. ويَكْثر وجود السلاحف في إفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين الشمالية والجنوبية وفي بعض جزر المحيطات، ولا يوجد في أستراليا أَية سلاحف برية. ويتغذى معظم السلاحف بالنباتات إلا أن بعضها يأكل الكائنات الحية الصغيرة كالضفادع والدود. وتبلغ أعمار بعض السلاحف مائة سنة أو أكثر.
السلحفاة الجلاباجوس البرية إحدى السلاحف الضخمة. ويبلغ طولها 1,5م وتزن 250كجم.
تضع السلاحف البيض، وقد يصل عدده إلى خمسين بيضة خلال موسم تناسلي واحد. ويتم دفن البيض في حفرة واحدة لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر واثني عشر شهرًا. وبعد هذه المدة يفقس البيض وتَخْرُج السلاحف الصغيرة من الحفرة.
تعيش أكبر السلاحف البرية في جزر ألدابرا في المحيط الهندي، وفي جزر الجلاباجوس في المحيط الهادئ. ويبلغ طول هذه الزواحف الضخمة 1,5م وتزن الواحدة منها 250كجم. وسلحفاة الجلاباجوس البرية العملاقة من الحيوانات المهددة بالانقراض. وهي من الزواحف العملاقة التي تعيش في مكان محمي في إحدى جزر الجلاباجوس لحمايتها من الانقراض.
وتتميز سلحفاة الفطيرة الإفريقية البرية بصدفتها المسطحة المرنة. وعندما يُدَاهِمُهَا الخطر تهرب لكي تختفي في التجويف والشروخ الموجودة بين الصخور، وعندئذ تنفخ نفسها داخل هذا الشرخ فيصعب إخراجها منه. وتجيد السلحفاة البرية القوفرية التي تعيش في جنوب الولايات المتحدة حفر الجحور. وتعيش في نفق يبلغ طوله عدة أمتار وتغادر جحرها أثناء النهار لتأكل الأعشاب والنباتات. وتعيش أحيانًا مع هذه السلاحف في جحورها بعض الحيوانات الصغيرة كالثعابين.
يحضر بعض الناس السلاحف الصغيرة إلى منازلهم لتعيش معهم. وفيما مضى، جرت العادة في أوروبا على اتخاذ سلحفاة السبرثايد البرية أو السلحفاة البرية الإغريقية حيوانًا أليفًا في المنازل. وهلك الكثير من هذه السلاحف نتيجة لنقلها إلى مناخات غير ملائمة. ولعل هذا من أهم الأسباب التي أدت إلى تناقص عدد السلاحف في مواطنها الأصلية. وقد أصدرت بعض الحكومات قوانين تُحرم تصدير السلاحف البرية واستيرادها وبيعها.