السلام عليكم على بركة الله , تعليـم التفكير موضوع شـــامل
---*- أهمـية دفتـر التحــاضير -*---
للمـعـلم - للطـالب - للمـديـر أو الموجـه
تكثر
شكوى بعض المعلمين من اهتمام المسؤولين بكراس وإعداد الدروس المعروف بدفتر
التحضير ، فما هو هذا الكراس ؟ وما جدواه في العملية التعلمية ؟ ولم يشكو
منه المعلمون ؟
ما هو دفتر التحضير ؟ هو عبارة عن مجموعة من خطط عمل منظمة ، يسعى المعلم لتحقيقها والوصول إلى
أهدافها ، منذ بداية العام الراسي حتى نهايته ومن هذه الخطاط :
1 ـ خطة أهداف كل مادة .
2 ـ وخطة الدروس الفصلية .
3
ـ وخطة توزيع الموضوعات على الأشهر والأسابيع . والتوقيت الزمني لتنفيذ
الحصة وإذا كان دفتر التحضير يضم مجموعة من الخطط ، خطة إعداد الدروس ،
وأهميتها تكمن في أنها صاحبة العلاقة الوثيقة بالتلميذ ، وهي موضوع شكوى
المعلمين ، لتجددها كل يوم وجدد الجهد المبذول في إعدادها . وإذا كان
الأمر كذلك ، فإنه يحسن بما أن نعرف هذه الخطة ، فما هي ؟
خطة إعداد الدروس هي :
عملية فكرية ، والهدف منها رسم صورة واضحة لما سوف يقوم به المعلم أثناء الدرس ، ويتم تنظيمها كتابياً بواسطة كراس التحضير .
والآن ، بعد أن عرفنا دفتر التحضير ، والتحضير نفسه ، يجدر بنا أن نقف عند
أسباب شكوى بعض المعلمين منه . ولعل أهم هذه الأسباب :
1
ـ قصور نظرة بعض المعلمين له ، فهم لا يرون فيه سوى جهد كبير لا طائل
تحته ، ولا غناء فيه هم ولا تلاميذهم ، وهذا النفر من المعلمين لا
ينتفعون حقاً بدفتر التحضير دون مضمونه ، وأما أن ينقلوا فيه معلومات
وأهدافا لا تعنيهم ، وإنما هي لإرضاء منابعي أعمالهم فحسب .
2
ـ أن تحضير الدروس يستغرق وقتا طويلا ، يعتبره المعلم ملكا له ، فهو يرى
الموظف خاليا من العمل بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمية ، فلماذا يطالب هو
في العمل بعد انتهاء ساعات دوامه ؟ لقد أقام المعلم محكمه ، ورفع أمامه
قضيته دافع عنها ،وحكم لنفسه فيها ،ونفذ الحكم على أتم قناعه بأنه على حق
،ناسيا أن طبيعة مهنته تختلف عن طبائع المهن الأخرى ، وأنه لا يصح أن
نساويها مع غيرها في الواجبات دون أن نساويها معها في الميزات والحسنات
.
3
ـ اعتبار أن دفتر التحضير لا يضم سوى المعلومة ، وهذه المعلومة موجودة في
الكتاب وفي رأس المعلم ،فلماذا يكتبها إذن ؟ إنه لا يكتبها إلا لإثبات
تعاونه مع المسؤولين ، وكسب
رضاهم .
4
ـ كون درجة التحضير لا تتناسب مع الجهد المبذول فيه ، فمن مئة درجه في
بطاقة ( توجــه المعــلم وتقــويمه ) ، اقتصرت المهارة في عرض الدروس
وإدارة الفصل على سبع درجات فقط ، وما أغنى المعلم عنها .
5
ـ عدم إجادة كثير من المعلمين لإعداد الدروس كما يريد رؤساؤهم ، إما لأنهم
لم يتعلموا طريقة الإعداد التي يريدون . وإما للتغير أساليب الإعداد ، من
وقت لأخر ومن مسؤول لغيره .
أهمية دفتر التحضير للمعلم أولاً : إذا كان دفتر التحضير مجموعه من الخطط كما أسلفنا ، فإن أول المستفيدين من
هذه الخطط من خطط ، ويمكن تلخيص الفوائد يجنيها واضح هذه الخطط بما يلي :
أولاً ـ أنه يحدد أهدافه ، فتتضح أمامه ، ويسعى للوصول إليها من أقصر الطرق وبأقل جهد ، شأنه شأن كل من يسعى إلى هدف شاخص أمامه .
ثانياً
ـ ينمو المعلم بالتحضير من الناحتين العلمية والمهارية فبالعلم وتدوينه
تنموا معرفته ، ويتعود التنظيم والتفكير المنطقي ، ترتقي مهاراته .
ثالثاً ـ يثق بنفسه ويثق تلاميذه فيه ، عندما تتحقق أهدافه فيهم بيسر ، وبعيدا عن الأخطاء .
رابعاً
ـ يسهل عليه اكتشاف عيوب المناهج التي يدرسها ، عندما يضع لها الأنشطة
المناسبة ، ويتصور المواقف التعلمية الصالحة له ، ويتعرف على نوعية
أهدافها ، ومدى ملاءمتها لتلاميذه .
خامساً ـ يرضى ربه إذا يؤدي واجباً من واجبات عمله ، كما يرضى رؤساءه بنجاحه في عمله ، ويرضى أولياء أمور تلاميذه إذا ينجح أبناؤهم .
سادساً
ـ في دفتر التحضير يثبت المعلم ، معلومات الدرس الرئيسية ، وبذلك ترسخ هذه
المعلومات في ذهن كاتبها ، ويعرف حدودها فيقف عندها ، فإن احتاج إلى
الرجوع هذه المعلومات – ولو في الصف – جاز له .
سابعاً ـ في دفتر التحضير بدون المعلم الطريقة المناسبة لدرسه ، والأنشطة المصاحبة والوسيلة الموصولة إلى أهدافه منه .
ثامناً
ـ من دفتر التحضير يعرف المعلم موضوع درسه ، إذا يؤشر فيه على الموضوعات
التي تمت دراستها ، وبدون ذلك ، فإنه من العسير على المعلم أن يعرف أين
وقف بتلاميذه في كل صف وكل مادة .
تاسعاً
ـ في دفتر التحضير ، يضع المعلم المادة العلمية لبعض المواد أو يختارها ،
وبخاصة في المواد لا كتب لها ، كالتعبير والإملاء ، وبدون هذا الدفتر ،
سيكون عمل المعلم عشوائيا يعوزه التخطيط والتنظيم .
عاشراً
ـ من دفتر التحضير يتعلم المعلم الجديد من زميله القديم ما لا تكفيه عشرات
المحاضرات ، فهو يقف فيه على ذوقه وعلمه وأساليبه ، لذلك فأننا ننصح
دائماً أن تبقى دفاتر المعلمين المتميزين في مدارسهم ليقتدي بها المعلمون
الجدد .
ومن كل ما تقدم ، تتضح أهمية دفتر التحضير، حتى للمعلم القديم ، الذي لا تشفع له سنوات خدمته الطويلة في إعفائه من عنائه .
أهمية دفتر التحضير للطالب : إذا كان التحضير مجدياً للمعلم وهو منشئه ، فإن للطالب أكثر جدوى إذا
ينعكس أثره الإيجابي عليه ن فهما وتنظيماً ، عندما يتلقى معلومات أعدت
إعداداً حسناً ، ووضعت في جداول ، وذلك تتحقق أهدافنا في التربية والتعليم
دون أن يعلم الطالب . ولا شك أن ما يقدمه المعلم من تسلسل في العرض ،
واستحضار للأمثلة المعاصرة المناسبة ، وعرض الوسائل التعليمية النافعة
وطرح الأمثلة المثيرة للتفكير ، الداعية إلى المشاركة في الدرس ، له أطيب
الأثر في نفس التلميذ ، مما يخلصه من العقد والإحباطات ، ويجعل منه
مشاركاً متذوقاً للدرس ، لا مجرد مصغ يكره الإصغاء ، وطالب علم يكره
التعلم .
أهمية دفتر التحضير لمدير المدرسة ، وللموجه ، ولأي زائر مسؤول : دفتر التحضير أحد ضوابط العمل التربوي وأحد مستلزماته الرئيسية ، فكما لا
يمكن الاستغناء عن الكتاب والسبورة ودفتر الواجبات ، لا يمكن أيضاً
الاستغناء عن دفتر التحضير ففيه العمل وخطة تحقيقه ولمن كنا تعرفنا على
أهميته للمعلم والتلميذ ، فماذا عن أهميته للموجه والزائر ؟ لا شك أن هذا
الدفتر مرآة أعمال المعلم وسجل بصماته ، فهل يوجد من لا تدل عليه صورته
وبصمته فما هي أبرز ملامح هذه الصورة المنعكسة في المرآة أو في دفتر
التحضير ؟
أولاً
ـ الجدية في العمل والانضباط فيه ، فالمعلم الجاد يحرص على اصطحاب دفتر
التحضير في كل فصل ، كما يحرص على عرضه على المسؤول بالمدرسة كلما وعي
لذلك .
ثانياً ـ يمكن المعلم من مادته وامتلاكه ناصيتها ، فالمعلم المتمكن لا بد أن تظهر أثار علمه وثقفته في أسلوب عرضه وأنشطته ووسائله .
ثالثاً ـ لغة المعلم ، فالمعلم الكفي لا بد أنت تظهر كفايته في سلامة لغته المكتوبة .
رابعاً ـ خطة المعلم الصفية ، وإتقان الخطة دليل على فضل المخطط ، وعلمه بأهداف عمله .
خامساً ـ خطة توزيع موضوعات المقرر على أشهر الفصل وأسابيعه ، ومدى التزام المعلم بتنفيذها .
سادساً
ـ أهداف كل مادة دراسية أو مقرر ، ونقصد بها الأهداف البعيدة التي لا
تتحقق في حصة واحدة ، وإنما يلزم لتحقيقها المنهج كاملاً ، كالارتقاء
بالتذوق الأدبي ، ورفع كفاءة التلميذ التعبيرية ، وأمثالها .
سابعاً ـ الإعداد النفسي والذهني للدرس ، والإعداد الكتابي شاهد له حيث لا شاهد غيره إلا الله سبحانه .
ثامناً
ـ متابعة المدير أعمال معلميه ، فالمدير الناجح يحرص على متابعة أعمال
معلميه من إعداد دروس إلى إعداد الخطط وتنفيذها ، إلى الإشراف على الوسائل
وأعمال التلاميذ التحريرية .
تاسعاً ـ جدول المعلم الذي يشمل حصصه الأسبوعية ، وحصص الاحتياط ، وجماعات النشاط التي يساهم فيها .
ومما تقدم يتضح أن الموجه أو الزائر المخصص ، يستطيع أن يحكم على المعلم
من كراس تحضيره بالرغم من أن عمل المعلم عمل ، معقد لا يشكل الجزء الكتابي
منه سوى جزء قليل ، بينما يستأثر التلميذ ومستواه بأكثر الأجزاء ، ولكن
هذه القلة لا تعني نفي الأهمية أو الانتقاص منها ، لأنها تقود إلى الكثرة
، ولا غرابة في ذلك فخطة أي شيء أهم ما فيه بالرغم من قلة تكاليفها ،
واجتراء من لا يتقنوها عليها .
وبعد فبم ترد على من يزعم أن المعلم قد ينجح دون دفتر التحضير ؟ لا بد أن
نقول أن النجاح درجات ، فإن أحرز بعض المعلمين نسبة من النجاح دون دفتر
التحضير ، فإنهم بالتأكيد قادرون على النجاح بنسبة أكثر لو حضروا ، وما
بعض النجاح الذي أحرزه إلا نتيجة تفوق لا يتوفر للجميع ، وجهد فردي لا يصح
أن يقاس عليه ، قد يكون مرده مواهب خاصة أو خبرة متميزة . ولهذا النفر
نقول : ربما صدر اتهامكم دفتر التحضير عن جهل
بقيمته ، وربما عن كسل وضن بالجهد ، وربما عجز وتقصير ، وربما عنها جميعاً
، ولكن من المؤكد أن المعلم الناجح لا يشكو من دفتر التحضير ولا ينكر
أهميته والسلام .