اثار التنبؤ بالزلازل جدلا كبيرا وتضاربت اراء العلماء حول امكانية ذلك .
فمن يرون انه يمكن التنبؤ بذلك
ويستندون الى احداث ودراسات ، بالنسبة للاحداث فقد امكن التنبؤ بزلزال مثل
زلزال جزيرة اواجيما سنه 1968 وكاليفورنيا 1974 وهايشينغ بالصين 1975 ..
الخ مما جعل اثارها محدودة. سجلت احداث انبأت بوجود هزات ارضية بعد
دراستها كما يلي
أ-التمدد تعرض منطقة صخورالقشرة
الارضية لتغييرات غير عادية من حيث الحجم وحدوث ارتفاع خاصة في المركز
الزلزالي وقد تجدي هنا المقاييس المغناطيسية .
ب-النشاط الزلزالي السابق
تستعملاجهزة السيموجراف في المناطق النشطة تاريخيا ، وقد لوحظ ان الهزات
يسبقها فجوات او ثغرات او هزات عنيفة .
ج-ازدياد ضغط الغاز في الابار وذلك يدل على توثرالطبقات الارضية
د-تغير المياه الجوفية ترتفع حرارتها ويتغير صفاؤها .
ه- انبعاث غاز الرادون وهو غاز
طبيعي مشع موجود في الصخور ، فعندما تنشق الارض نتيجة توثر في باطنها
يزداد معدل التسرب الى مائة ضعف ، وتؤخد العينات من الماء على عمق مائة
متر وتقدر عدد ذرات الغاز مباشرة، اذ المعروف ان المياه الجوفية او
البترول يتسرب الى الخارج بمعدلات معينة ، ومن تم وجب انشاء شبكة محطات
رصد لتحديد المستوى العام ، فقد حدثت زيادة كبيرة في تركيز غاز الرادون
المتسرب من باطن الارض تزايد مع حدوث زلزال طشقند 1972 .
و-ميل الارض قد يحدث تغيير في شكل سطح الارض يقاس باجهزة قياس الامالة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ز-سلوك الحيوانات يحدث تغيير في
سلوك الحيوانات خاصة الكلاب والمواشي والقطط والفئران والثعابين والطيور
ويحدث هذا قبل الهزة بثلاث ساعات تقريبا . في عام 1755 قبل زلزال لشبونة
بعدة ايام غطت الحشرات كل شاطئ كاديز .
وبشكل عام استخدام الحيوانات في
التنبؤ بالزلازل مسألة ليست جديدة ، فقد كتب مؤرخ يوناني هجر مدينة هيليس
قبل وقوع الزلزال عندما لاحظ ان الثعابين والفئران والديدان تهجرها ، كما
لوحظ في عهد الرومان انه حتى الطيور لاتنجو من الخوف ، ويعتبر زلزال شينج
بالصين 1975 اشهر الزلازل التي تم التنبؤ بها قبل موعدها بخمس ساعات ونصف
وكانت قوته 7.5 درجة حيث تمت عملية اخلاء مسبق وبرغم من تهدم نصف المدينة
الا ان عدد الضحايا كان قليلا ، اصدرت الحكومة بيانا عن تفادي حدوث
الزلازل القادمة وذكرت ما تفعله الحيوانات والطيور ، فالثعابين تهربمن
جحورها الدافئة الى الجليد ويرفض البط نزول الماء والحمام لا يعود الى
ابراجه .
في عام 1835 افزعت الكلاب السكان
بنباحها وعوائها قبل ايام من وقوع زلزال مدينة بلخوانو في شيلي ، وفي عام
1976 فوجئ الناس بعواء الكلاب وتدفق الغزلان الهابطة من الجبال ، والطيور
تضرب اقفاصها بجنون قبل ثلاثين ساعة من وقوع زلزال فمريولي بايطاليا .
ح-الاستعانة باسماك الاعماق
يستعين اليابانيون الان بنوع من اسماك الاعماق القاردة على التنبؤ
بالزلازل الا وهي السمكة المجدافية والتي يقال عنهافي الفلكلور الياباني
انها تعيش عادة على عمق 200 متر تحت الماء ، فاذا خرجت الى السطح فهذا يني
ان زلزالا كبيرا وشيك الوقوع ، والسمكة المجدافية فضية اللون يصل طولها
الى 5 امتار احيانا ، وتكون هذه السمكة ميتة او تموت عند وجودها على سطح
الماء ، ويرجعون ذلك الى انبعاث غازات سامة من القشرة الارضية قرب حدوث
الزلازل مما يعوق قدرة السمكة على استخلاص الاوكسيجين من الماء فتموت .وقد
امكن بالفعل التنبؤ عندما وجدت سمكتان من هذا النوع راقدتان في احدى
الشباك المثبتة قرب الماء ، كما امكن اصطياد اثنتين من سمك المجذاف قرب
طوكيو قبل الزلزال الذي هز جزيرة نيجيما 1963 وتكررت هذه الظاهرة قبل ايام
قليلة من زلزال جزيرة اواجيما 1968 .
في محف التاريخ الطبيعي في لندن
اشار العالم هيفري جريتوود الى ظاهرة مماثلة خاصة بسمكة فرخ النيل
وبحيراته بشرق افريقيا قبل حدوث اي زلزال .
ط-توصل بعض العلماء بجامعة
كولمبيا الى قياس سرعة دوران القلب الداخلي للارض حول نفسه وبمقارنة هذه
السرعة مع سرعة دوران الارض حول نفسها ، تبين زيادتها 19.31 كلمتر ، ثم
قارنوا بينها وبين حركة الالواح القارية ، فتبين انها اسرع مائة الف مرة
ومن تم امكن تتبع ورصد النشاط الارضي والكشف عن المجال المغناطيسي الارضي
الناتج عن التيارات الكهربائية السارية في قلب الارض ، لما كانت السرعات
العالية تغير من المجال المغناطيسي فان حركة السوائل المنصهرة تصدم
الطبقات الخارجية كما ترتد الحركات الناشئة عن السرعة على الالواح الارضية
وقد تسبب كسورا واختلافا في حركة الضغوط بمناطق الكسور والصدوع الارضية
والفوالق .
وعلى ذلك فان المغناطيسية الارضية تؤدي الى فهم النشاط الارضي بمناطق الزلزال وتعتبر مؤشرا يساعد على توقع حدوث الزلازل .
اما الرأي الاخر فيؤكد استحالة
التنبؤ بالزلازل وان من يرون غير ذلك بالغوافي التفاؤل والانفاق الكثير
على برامج التنبؤ بالزلازل ، فقد انفقت اليابان سنة 1965 حوالي مليار
دولار على هذا البرنامج الذي لايقوم على اساس علمي ، لان الاغلبية العظمى
من العلماء يرون استحالة التنبؤ على المدى القصير ويستدلون بذلك على ان
زلزال كوبية غرب اليابان سنه 1995 اسفر عن دمار واسع (دمر 31 الف مبنى
بخلاف المرافق وخسائر هائلة (4500 قتيل و 700 مفقود و 22 الف مصاب ) رغم
ان تعداد السكان 1.5 مليون والزلزال متوسط القوة 7.2 والمباني خشبية ولو
انه قيل انه طوال الاسبوع الذي سبق الزلزال كانت اجهزة الرصد تؤكد وجود
نشاط زلزالي غير عادي في مختلف انحاء اليابان رغم ان منطقة كوبيه كانت
هادئة ولم تتعرض لاي زلزال طوال اربعين عاما السابقة على حدوثه ، وان
دراسة اجريت في طوكيو اوضحت ان زلزالا بنفس قوة زلزال كوبيه يمكن ان يؤدي
الى مصرع 10 الاف شخص وتدمير 30% من مباني العاصم ة طوكيو .