بســــــم الله الرحمـــــن الرحـــــــيم
السلآم عليكم ورحمة الله
أقدم لكم مائدة من موائد الرحمن ،، ثقيلة في الميزان
يشتهيها كل طآلب علم،،أو محب لهذا الفن ،،أوعالم ليستزيد من علمه إذا نفع
فخير المجآلس مجآلس العلم وحلقاته ،، وهي خير مرتع وخير جليس
مادامت الملآئكة تحفه من كل جآنب
أضع بين أيديكم إخواني :
رواد الدعوة والارشآد
من المواعظ
كلام للحَسن
قال في كلام له:
أمتكُم آخرُ الأمم وأنتم آخرُ أمتكم،
وقد أسْرعَ بخياركم فماذا تنتظرون! المعاينة؟
فكأن قد.
هيهات هيهات!
ذهبت الدنيا لحال بمالها، وبقيت الأعمالُ أطواقاً في أعناق بني آدم؛
فيا لها موعظةً لو وافقَتْ من القوب حياةً؛
إنه والله لا أمةَ بعد أمتكم، ولا نبي بعد نبيكم، ولا كتابَ بعد كتابكم،
أنتم تسُوقون الناسَ والساعةُ تسوقكم؛
وإنما يُنتظَر بأولكم أن يلحَقَ آخِركم.
مَنْ رأى محمداً صلى الله عليه وسلم فقد رآه غادياً رائحاً لم يضح لَبِنة على لَبِنة ولا قصبة على قصبة،
رُفِع له علمٌ فشمرَ إليه؛
فالوَحا الوَحا، والنجاءُ النجاء.
علام تعرجون؟
أسرعَ بخياركم وأنتم كل يوم تَرذلون.
لقد صحبتُ أقواماً كانت صحبتهم قَرةَ العين وجَلَاءَ الصدور،
وكانوا من حسناتهم أًن تُردً عليهم أشفقَ منكم من سيئاتكم أن تُعذًبوا عليها،
وكانوا فيما أحل الله لهم من الدنيا أزهدَ منكم فيما حرم الله عليكم.
إني أسمع حسيساً، ولا أرى أنيساً،
ذهب الناسُ، وبقِيتُ في النَسناس،
لو تكاشفتم ما تدافنتم؛
تَهَاديتُم الأطباقَ ولم تَهادَوُا النصائحَ.
يابن آدم، إن دين اللّه ليس بالتحلي ولا بالتمني،
ولكنه ما وقَر في القلوب وصَدَقته الأعمالُ.
كلام لبعض الزهاد
لا تغترّنَ بطول السلامة مِع تضييع الشكر،
ولا تُعْمِلنَ نعمةَ الله في معصيته، فإن أقل ما يَجِبُ لمهدِيها ألا تجعلَها ذريعةَ إلى مخالفته.
واستَدْع شاردَ النّعم بالتوبةِ، واستدم الراهنَ بكرم الجِوَارِ، واستفتِح بابَ المزيد بحُسن التوكل.
أو
ما عَلِمْتَ أن المستشعرَ لذُل الخطيئة المخرجَ نفسَه من كُلَف الطاعة
نَطِفُ الثَّناءِ، زَمِرُ المروءةِ، قَصيُ المجلس، لا يشاور وهو ذو
بَزلَاءَ، ولا يُصَدرُ وهو جميل الرُّوَاءِ،
غامضُ الشخص ضئيلُ الصوتِ نَزْرُ الكلام يتوقع الإسكاتَ عند كلّ كلمةٍ، وهو يَرى فضلَ مزيته وصريحَ لبهِ وحسنَ تَفضِيلِه،
ولكن قَطعه سوء ما جنى على نفسه، ولو لم تَطلِعْ عليه عيونُ الخليقة لهجسَت العقولُ بإدهانه.
وكيف يمتنع سُقوط القدرِ وظَنَ المتفرس مَنْ عُريَ مِن حِلْية التقوى وسُلِبَ طبائعَ الهُدَى!
ولو
لم يَتَغَش ثوب سريرته وقبيحَ ما أجنَ من مخالفة ربه لقطعه العلمُ بقبيح
ما قارفَ عن اقتدار ذَوِي الطهارة في الكلام وإدلال أهل البراءة في النديّ.
عيون الاخبار/ ابن قتيبة
[center]وفي الختآم سلآم