[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الخلد
هو القارض الوحيد الذي ليس له فتحات عيون تظهر خارجياً لذلك يسمى الخلد
الأعمى (أبو عماية) وهو متكيف كلياً للعيش في أنفاق تحت سطح التربة لا
يغادرها إلا في فترات محددة في حياته. ولكون المعلومات العلمية المنشورة
عن هذا الحيوان قليلة إلى حد ما، وجدنا أنه من الضروري زيادة معرفة
الزملاء المرشدين الزراعيين والأخوة الفلاحين بهذه الآفة الزراعية بحيث
يصبحون أقدر على مكافحتها وخفض الخسائر التي تسببها، والتي تصل لمستويات
كبيرة في بعض الأحيان على بعض المحاصيل وخاصة في الزراعات التكثيفية
والمحمية، إذ يمكن لفرد من حيوانات الخلد أن يخزن كمية من الغذاء (الجذر
أو الدرنات أو الأبصال أو الريزومات أو أوراق المحاصيل الخضرية قد تصل إلى
50 كغ في الموسم ). إضافة إلى أن الأنفاق التي ينشئها تحت سطح التربة
كثيراً ما تؤدي إلى فقد كبير في مياه الري وتحويل اتجاهها أثناء عمليات
السقاية، مما يؤدي لخسارة كميات امن المياه يكون المزارع أحوج ما يمكن
إليها خاصة في أشهر الجفاف. وكذلك يقوم الخلد بتقطيع جذور الأشجار
والشجيرات التي تعترض سبيله أثناء حفر الأنفاق.
هذه
النشرة نتيجة لعدد من الأبحاث العلمية الزراعية المحلية الحديثة التي
أجريت لدراسة واقع آفة الخلد في أراضي الجمهورية العربية السورية ، وطرق
مكافحتها، إضافة لما أوردته المراجع العلمية عن أضرارها وحياتها وطرق
مكافحتها.
نتمنى
أن نكون قد وفقنا في هذه النشرة في معالجة موضوع الخلد، بحيث تكون دليلاً
وافياً للزملاء المرشدين الزراعيين وللأخوة الفلاحين ، والمهتمين في
التعامل مع هذه الآفة الزراعية.
عودة إلى الأعلى
الأضرار التي يسببها الخلد:
الخلد هو
آفة شائعة الانتشار في المناطق الرعوية والحقول الزراعية والبساتين وفي
الغابات الطبيعية, يعرف عنها تسببها بأضرار مباشرة أو غير مباشرة للقطاع
الزراعي منها هدر مياه الري حيث كثيراً ما يلاحظ المزارعون فقد كميات
كبيرة من مياه الري نتيجة دخولها في أنفاق الخلد, مما يؤدي لتحويلها عن
مسارها تبعاً لاتجاه الأنفاق, التي قد يصل طولها إلى أكثر من 200 متراً في
بعض الأحيان, وبذلك تصب مياه الري في مناطق لا يريد المزارع سقايتها أو قد
تصب في الحقول المجاورة أو في مناطق غير مزروعة أصلاً. وقد تبلغ كمية مياه
الري المفقودة نتيجة لذلك عدة أمتار مكعبة يكون المحصول في أمس الحاجة
إليها, خاصة في أشهر الجفاف.
كما
أن هناك أضرار تنتج عن تغذية الخلد على المواد النباتية, أو عن حفر
الأنفاق في التربة. فهو يتغذى على معظم الأنواع النباتية, وخاصة على
الأجزاء التي تنمو تحت سطح التربة من المحاصيل الجذرية, وعلى بذور وبادرات
المحاصيل المزروعة حديثاً. ويمكن أن يصبح آفة رئيسية على محاصيل الخضار,
حيث يهاجم النباتات من تحت سطح التربة, فيسحب النبات كاملاً إلى داخل
أنفاقه, ويمكن للخلد أن يراكم ويخزن داخل الجحور كمية من الأجزاء النباتية
قد يزيد وزنها في بعض الحالات عن 50 كيلو غرام.
ينتشر
الخلد في المناطق التي معدل الهطول السنوي فيها 100 ملم وأكثر, وهي مناطق
زراعية على الغالب, فهو يحدث أضراراً تتفاوت أهميتها تبعاً للمحصول
المزروع ولمرحلة النمو الفينولوجي للنبات. تجدر الإشارة إلى أن الأضرار
المبكرة يمكن تلافيها في حين يصعب تعويض الأضرار التي تحدث في المراحل
الأخيرة من نحو المحصول.
أولاً : الأضرار في المحاصيل الحقلية:
قد تبدأ
أضرار الخلد على المحاصيل الحقلية بالظهور مع بدء عملية الزراعة حيث يهاجم
البذور المزروعة وخاصة البذور الغنية بالطاقة مثل بذور القرعيات، ويعمل
على تخزينها في جحوره كما يخزن الدرنات والأبصال للمحاصيل التي تزرع على
شكل درنات أو أبصال ، مما يترتب عليه إعادة الزراعة أو القيام بعملية
الترقيع بعد فترة من بدء الزراعة، وبذلك يكون المزارع قد تحمل نفقات
إضافية لإجراء عملية الترقيع إلى جانب المشاكل التسويقية التي تظهر نتيجة
لتفاوت مواعيد نضج الثمار , ويمكن ملاحظة أعراض الإصابة بشكل واضح في
الحقول التي تزرع على خطوط.
كما
يسبب الخلد أضراراً على المحاصيل الورقية كالسبانخ والبقدونس تتمثل بسحب
كميات كبيرة من النباتات الكاملة إلى داخل أنفاقه تحت سطح التربة،
وتخزينها في حجرات خاصة قد تصل إلى عدة كيلو غرامات، ومن المفيد ذكره أن
إناث الخلد تفضل التغذية على المواد الخضراء بشكل خاص في مرحلة إرضاع
الصغار.
وقد
لوحظ عند حفر أنفاق الخلد وجود سنابل كاملة من القمح والشعير مما يدل أن
له أضراراً في محاصيل النجيليات، ولكنها على الغالب أضراراً جانبة ، كما
لوحظ وجود كميات كبيرة من جذور النباتات المعمرة مثل جذور الفصة في جحوره
مما يشير إلى أضراره على المحاصيل العلفية المعمرة.
ثانياً: الأضرار على الأشجار المثمرة:
أضرار الخلد
على الأشجار هي أضرار غير مباشرة ، فعملية حفر الأنفاق التي يقوم بها
لتوسيع نظام جحوره تقتضي تقطيعه ما يعترضه من جذور مما يؤكد أهميته كافة
على الأشجار المثمرة والحراجية. وكثيراً ما تظهر أضراره في المناطق
الحراجية حيث يمكن أن تؤدي عمليات حفر الحجرة الأساسية إلى موت الأشجار
وخاصة الأشجار الفتية مما يعرقل عملية تجدد الغابات.
ثالثاً : الأضرار في المسطحات الخضراء والمناطق الرعوية:
ينتج عن
نشاط الخلد في حفر أنفاقه ظهور أكوام ترابية فوق سطح التربة يتراوح قطرها
بين 25-50 سم ، تبتعد عن بعضها البعض 3-5 أمتار. مع أنها قد تتقارب لتبلغ
متراً واحداً فقط. مما يؤدي لتشويه شكل المسطحات الخضراء وخاصة في الملاعب
والحدائق العامة، ومما يعيق عملية الحش الآلي لتلك المسطحات نتيجة لتغير
درجات التسوية فيها . فالأكوام الترابية السميكة التي قد يصل ارتفاعها إلى
25 سم . والتي تظهر فجأة . تؤدي لموت الأعشاب التي أصبحت تحتها، فتظهر على
شكل بقع خالية من الأعشاب فيما بعد مما يسيء إلى منظر المسطحات الخضراء.
ويؤدي إلى انخفاض في الإنتاجية يصل إلى 40% وأكثر إضافة إلى عرقلة عمليات
الحش الآلي لنباتات الفصة.
كما
أن ظهور الأكوام الترابية في المناطق الرعوية يؤدي إلى تقليل مساحة
المراعي بنسبة قد تصل في حال الكثافة العالية للخلد إلى أكثر من 5% مما
يؤدي إلى تقليل المساحات المتاحة للرعي وتجدد المراعي نتيجة لموت النباتات
الموجودة تحت الأكوام وغياب فرصة تشكل البذور في تلك البقع.
الاسم اللاتيني: Spalax leucodon
الاسم الإنكليزي: Mole
Rat وتعني هذه التسمية الجرذ الأعمى ، وهي إشارة إلى عدم وجود فتحات
خارجية للعيون عند هذا النوع، وهي من أهم صفاته الشكلية الخارجية.
الاسم العربي والتسميات المحلية:
تطلق على هذا النوع تسميات عديدة في الدول العربية منها (الخلد ، الخلند ،
أبو عماية، أو أبو عمى) وتشير تلك التسميات في مضمونها إلى غياب دور
العيون في الخلد.
الخلد Spalax leucodon