ربما يكون أهم ما يميز
القرن العشرين اكتشاف الثقوب السوداء Black Holes، فما هي حقيقة هذه
الثقوب، وكيف اكتشفها العلماء، وهل تحدث القرآن بوضوح كامل عن هذه
المخلوقات الغريبة؟
كيف بدأت القصة؟
منذ القرن السابع
الميلادي لم يكن أحد على وجه الأرض يتصور أن في السماء نجوماً تجري وتكنسُ
وتجذب إليها كل ما تصادفه في طريقها، ولم يكن أحد يتوقع وجود هذه النجوم
مع العلم أنها لا تُرى أبداً، ولكن القرآن العظيم كتاب رب العالمين حدثنا
عن هذه المخلوقات بدقة علمية مذهلة، ولكن كيف بدأت قصة هذه النجوم الغريبة.
منذ عام 1790 اقترح
الانكليزي جون ميشيل والفرنسي بيير سايمون وجود نجوم مخفية في السماء، ثم
في عام 1915 توقعت نطرية النسبية العامة لآينشتاين وجود هذه الأجسام في
الفضاء وأثرها على الزمان والمكان، وأخيراً في عام 1967 تحدث الأمريكي جون
ولير عن الثقوب السوداء كنتيجة لانهيار النجوم.
كيف تأكد العلماء من وجود هذه الثقوب؟
صورة بواسطة مرصد
هابل لمركز المجرة M87وتظهر وجود دوامة من الغاز حول ثقب أسود، وتدور هذه
الدوامة بسرعة أكبر من 400 كيلو متر في الثانية.
في عام 1994 أثبت
العلماء بواسطة مرصد هابل وجود جسم غير مرئي في مركز المجرة M87ويلتف حوله
الغاز في دوامة واضحة، وقد قدروا وزن هذا الجسم بثلاثة آلاف مليون ضعف وزن
الشمس! ثم توالت الأدلة على وجود هذه الأجسام بواسطة أشعة إكس.
ما هو الثقب الأسود؟
الثقب الأسود كما يعرّفه
علماء وكالة ناسا هو منطقة من المكان ضُغطت بشكل كبير فتجمعت فيها المادة
بكثافة عالية جداً بشكل يمنع أي شيء من مغادرتها، حتى أشعة الضوء لا
تستطيع الهروب من هذه المنطقة.
الثقب الأسود يتشكل عندما
يبدأ أحد النجوم الكبيرة بالانهيار على نفسه نتيجة نفاد وقوده، ومع أن
الثقب الأسود لا يُرى إلا أنه يمارس جاذبية فائقة على الأجسام من حوله
كيف ينشأ الثقب الأسود؟
إن أي نجم يبلغ وزنه
عشرين ضعفاً وزن شمسنا يمكنه في نهاية حياته أن يتحول إلى ثقب أسود، وذلك
بسبب حقل الجاذبية الكبير وبسبب وزنه الكبير. ولكن النجم إذا كان صغيراً
ونفد وقوده فإن قوة الجاذبية وبسبب وزنه الصغير غير كافية لضغطه حتى يتحول
إلى ثقب أسود، وفي هذه الحالة يتحول إلى قزم أبيض white dwarfأي نجم ميت.
انفجار النجوم هي
المرحلة الأولى لتشكل الثقوب السوداء، وقد وجد العلماء أن جميع النجوم
ستنفجر بعد نفاد وقودها وتتحول إلى أشكال أخرى من النجوم، ولكن الشكل
الأخطر هو الثقب الأسود.