بشكل
عام يعتبر مرض التهاب المفاصل واحد من أكثر الأمراض شيوعا في العالم كله،
وليس هناك على وجه الدقة والتحديد بيانات دقيقة عن عدد المصابين به على
مستوى العالم، لكن مع تقدم العمر بالإنسان تصبح احتمالات الإصابة به قائمة
وقوية. إنه عبارة عن تلف غير قابل للتجدد يصيب الأنسجة الغضروفية المفصلية
التي تعمل على تقليل الاحتكاك الناتج من حركة المفاصل الدائمة والتي تعمل
كوسادة لحماية العظام، وان تآكل هذه الطبقة الغضروفية الواقية بسبب المرض،
يؤدي إلى احتكاك الأنسجة العظمية مما يتسبب في التهابات تصيب جوف المفصل.
جدير بالذكر أن جميع المفاصل في جسم الإنسان معرضة لتغيرات وتلف في النسيج
الغضروفي مثل تشوه وخشونة العمود الفقري، والركبة ثم الحزام الصدري ومفصل
الحوض.. ولكن أكثر المفاصل شيوعا بالإصابة بهذا المرض هي مفاصل الركبة
والفخذ لأنهما أكثر المفاصل تحملا لوزن الإنسان. .
وفق
تقديرات معهد روبرت كوخ والمكتب الفيدرالي للإحصاء في المانيا فإن شخصا من
عشرة بين 50 و60 سنة يعاني من التهاب مفاصل الركب والأفخاذ، ويرتفع العدد
بارتفاع السن. إن 80% من الأشخاص فوق سن الـ 65 تحدث لديهم تغيرات وتشوهات
في المفاصل، ولكن 60% منهم فقط يعانون من أعراض التهاب المفاصل، أما
البقية فإنهم لا يشعرون بشيء. وتذكر التقارير الطبية أن هناك أكثر من 21
مليون شخص يعانون من المرض في الولايات المتحدة الأميركية.
عادة
ينشأ المرض ويتطور بشكل بطيء وتدريجي وفي بدايته يؤدي إلى نقص المرونة في
غضروف المفاصل مع تغير في تركيب النسيج الوظيفي والالياف الكولاجينية. وفي
صور الأشعة يظهر النقص في المادة الغضروفية وهذا يؤدي إلى زيادة الاحتكاك
بين حواف وأسطح المفصل مما يؤدي إلى بداية تآكل العظام.