الهلام الجديد لمداواة الجروح
طالما سمعنا أن التقليد
أمر سيء.. ولكن هناك نوع من التقليد هو العبقرية بعينها، التقليد الذي
نتحدث عنه هو تقليد الأشياء المدهشة التي نجدها دائمًا حولنا وحتى في
أجسامنا البشرية، وهو ما فعله باحثو الهندسة الحيوية عندما استوحوا من
الأنسجة البشرية والتئامها وصنعوا هلامًا مائيًا ليلصق الجروح.
الهلام
(الجل) المائي يستطيع أن يلتصق بقوة، وتكون الروابط قوية مما يمكنها تحمل
المط المستمر، وهو يشبه "الجيلي" ويماثل الأنسجة الطرية، وهو يتكون من
مواد كارهة للماء، مما يعطيه المرونة الموجودة لدى المواد ذات المحتوى
العالي من الماء (مثل أجسامنا).
وهذا
الهلام جاء نتيجة جهد استمر لسنوات، وأخيرًا استطاع العلماء أن يركزوا على
جزء محدد في سلاسل الجزيئات المكونة للهلام، وجعلوا سلسلة جانبية منها
تشبه الأيدي، هذه الأيدي هي التي تمتد وتترابط عند تلامس قطع الهلام
سويًا.
المثير في الأمر أن هذا
الهلام يمكنه أن يلتصق ببعضه في غضون ثواني إذا ما كان في وسط ذو درجة
حمضية قليلة، وينفصل إذا ما كان في وسط ذو درجة حمضية مرتفعة، وهذه
الخاصية هي ما جعلت العلماء يفكرون في إمكانية تطبيقه كلاصق للأنسجة
وخصوصًا في المعدة لسد ثقوب المعدة أو توصيل الدواء بالتحكم فيه للقرح
المعدية، كما أن العلماء يفكرون في كونه مناسبًا للمجال الصناعي كأداة
لغلق حاويات الأحماض.
إمكانيات
كثيرة وتطبيقات محتملة لعبقرية التقليد، وبعد شهور قليلة من الآن يمكنك
التعامل مع أصعب الجروح التي قد تتعرض لها باستخدام مادة هلامية بطريقة
بسيطة تلتصق بسرعة وبدون علاجات أو جراحات .... قريبا