بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :
[center][center]قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{ وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الضالين }
لماذا جاء الفعل _ صرفت _بصيغة المبني للمجهول فكأنها قد صرفت دون إرادتهم ؟
{ وإذا صرفت } بناه للمفعول لأن المخيف لهم الصرف لا كونه من معين
{ أبصارهم } أي صرفها صارف من قبل الله بغير اختيار منهم .
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره :
" انظر إلى التعبير القرآني
{ صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ } أي
لم يصرفوا أبصارهم لأن المسألة ليست اختيارية؛ لأنهم يكرهون أن ينظروا لهم لأنهم ملعونون، وكأن في { صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ } لونا من التوبيخ لأهل النارُ".
جاء في تفسير" التحرير والتنوير" لابن عاشور (ت 1393 هـ):
"
هنا فائدة زائدة وهي الإشارة إلى أنّهم لا ينظرون إلى أهل النّار إلاّ
نظراً شبيهاً بفعل من يحمله على الفعل حَامِل، وذلك أنّ النّفس وإن كانت
تكره المناظر السيّئة فإنّ حبّ الاطّلاع يحملها على أن توجّه النّظر إليها
آونة لتحصيل ما هو مجهول لديها ".
ملتقى البيان لتفسير القرآن
[center]