منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  على فراش الموت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 على فراش الموت 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 على فراش الموت Empty
مُساهمةموضوع: على فراش الموت    على فراش الموت I_icon_minitimeالأحد 18 مارس - 19:53

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه.. وبعد:

فإن هذه الحياة: أنفاس معدودة، في أماكن محدودة، بآجال معلومة، وأرزاق مقسومة
{وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [فاطر: 11]
{وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8]
فعلام الحزن؟! و{لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد: 38]
فعلام الحرص؟! و{وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]

فعلام الخوف والقلق؟!

يا أخي الحبيب.. أنت الآن في مهلة فاغتنم فرصة العمل قبل انقضاء الأجل، وعندها لن ينفعك أن تقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 99-100]

أخي الحبيب: هل تخيلت حالك قبيل الموت كيف تكون؟ وهل تخيلت أنفاسك الأخيرة على أي حال ستقضى؟

وهل ستكون ممن يحبون القدوم على ربهم، أم ستكون كالعبد الآبق يطلب الرجعة؟

قال شفيق بن ابراهيم: "استعد إذا جاءك الموت أن لا تسأل الرجعة".

وقال العلاء بن زياد: "لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت، وأنه استقال فأقاله، فليعمل بطاعة الله".

وقال شميط بن عجلان: "الناس رجلان، فمتزود من الدنيا، ومتنعم فيها، فانظر أي الرجلين أنت"

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه وهو يحتضر في برقية سريعة خاطفة مزلزلة: ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه؟
ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا؟
ثم بكى، فقالت له امرأته: أتبكي وقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: وما لي لا أبكي، ولا أدري علام أهجم من ذنوبي؟!

وقال أبو سليمان الدارني: قلت لأم هارون العابدة، أتحبين أن تموتي؟
قالت: لا
قلت: ولم؟
قالت: والله لو عصيت مخلوقاً لكرهت لقائه، فكيف بالخالق جل جلاله؟!

قال أبو حازم: "إن بضاعة الآخرة كاسدة، يوشك أن تنفق، فلا يوصل منها إلى قليل ولا كثير".

وسأله سليمان بن عبدالملك يوماً: يا أبا حازم، كيف القدوم، على الله؟
فقال: أما المطيع فكقدوم الغائب على أهله المشتاقين إليه، وأما العاصي فكقدوم الآبق على سيده الغضبان؟
فقال سليمان: فأين رحمة الله؟!
قال أبو حازم: {قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]

وسئل عطاء السلمي في مرضه الذي مات فيه: كيف ترى حالك؟
فقال: الموت في عنقي، والقبر بين يدي، والقيامة موقفي، وجسر جهنم طريقي، ولا أدري ما يفعل بي.
ثم بكى بكاء شديداً حتى غشي عليه، فلما أفاق قال: اللهم ارحمني، وارحم وحشتي في القبر، ومصرعي عند الموت، وارحم مقامي بين يديك، يا أرحم الراحمين.

ولما احتضر سليمان التيمي قيل له: "أبشر، فقد كنت مجتهداً في طاعة الله
فقال: لا تقولوا هكذا، فإني لا أدري ما يبدو لي من الله عز وجل، فإنه سبحان يقول:
{وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47]

وكان أبو الدرداء رضي الله عنه إذا مات الرجل على الحالة الصالحة قال: "هنيئاً لك، يا ليتني كنت مكانك، فقالت أم الدرداء في ذلك.
فقال: هل تعلمين يا حمقاء أن الرجل يصبح مؤمناً، ويمسي منافقاً، يسلب إيمانه وهو لا يشعر؟!

وذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه لما احتضر جعل يغمى عليه ثم يفيق ويقرأ:
{وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110]

وبكى محمد بن المنكدر عند الوفاة فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: والله ما أبكي لذنب أعلم أني أتيته، ولكن أخاف أني أتيت شيئاً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم.

وقال سفيان الثوري: "ما من موطن من المواطن أشد لي من سكرة الموت، أخاف أن يشدد عليَّ فأسأل التخفيف، فلا أجاب، فأفتن".

وبكى ليلة حتى الصباح فلما سئل عن ذلك وقيل له: "أكل هذا من الذنوب؟
فأمسك تبنة من الأرض، وقال: الذنوب أهون من هذه، وإنما أبكي خوفاً من سوء الخاتمة".

وقال صفوان بن سليم: "في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا، وإن كان ذا غصص وكرب، ثم ذرفت عيناه".

وبكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه فقيل له: ما يبكيك؟
فقال:
أما أني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكني أبكي على بعد سفري، وقلة زادي،
وإني أصبحت في صعود مهبط على جنة أو نار، ولا أدري أيهما يؤخذ بي؟!

ولما حضرت معاوية بن أبي سفيان الوفاة قال: "أقعدوني، فأقعد، فجعل يسبح الله تعالى بعد الهرم والانحطاط؟
ألا كان هذا وغصن الشباب نضر ريان؟
ثم بكى وقال: يارب ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي.

اللهم أقل العثرة، واغفر الزلة، وجد بحلمك على من لا يرجو غيرك، ولا يثق بأحد سواك.

ولما حضرت الصديق الوفاة تمثلت عائشة رضي الله عنها بهذا البيت:
لعمرك ما يغني الحذار عن الفتى *** إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدق
فقال لها: ليس كذلك يا بنية، ولن قولي:
{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]

ولما حضرت الفاروق الوفاة قال لولده عبدالله: "ضع خدي على الأرض، فلم يعبأ به، فأعادها عليه، ثم قال له في الثالثة: ضع خدي على الأرض لا أم لك، لعل الله أن ينظر إليَّ على هذه الحال فيرحمني".

وقيل أنه رضي الله عنه بكى حتى لصق الطين بعينيه وقال: "يا ويل عمر وويل أمه إن لم يتجاوز الله عنه".

وقال عثمان رضي الله عنه وهو في النزاع الأخير: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني أستعينك على أموري، وأسألك الصبر على بلوتي".

ويحكى أن الحسن البصري مرَّ يوماً بشاب يضحك فقال له: يا ابن أخي، هل جزت الصراط؟
فقال الشاب: لا
قال: فهل علمت إلى الجنة أم إلى النار تصير؟
فقال: لا
قال: ففيم الضحك عافاك الله والأمر هول؟!

ويحكى أن الحسن رحمه الله بكى عند موته وقال: نفسية ضعيفة، وأمرٌ مهول عظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تخيل يا أخي الكريم حالك في أول ليلة تستأنف فيها المبيت في القبور، عن أنس رضي الله عنه قال: "ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن؟
أول يوم يجيئك البشير من الله تعالى، إما برضاه وإما بسخطه.
ويوم تُعرض فيه على ربك آخذ كتابك، إما بيمينك أو بشمالك.
وليلة تستأنف فيها المبيت في القبور.
وليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة.
واعلم
أخي الحبيب أن الموت هو الخطب الأفظع، والأمر الأشنع، والكأس التي طعمها
أكره، وأبشع، وأنه الحادث الأهدم للذات، والأقطع للراحات، والأجلب
للكربات، فإن أمراً يقطع أوصالك، ويفرق أعضاءك، ويهدم أركانك، لهو الأمر
العظيم، والخطب الجسيم.

ويقال: إنه لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قال له ابنه: يا أبتاه، إنك لتقول لنا: ليتني كنت ألقى رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد، وأنت ذلك الرجل، فصف لي الموت.
فقال: يا بني والله كأن جنبي في تخت، وكأني أتنفس سم إبرة، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي، ثم تمثل بقول أمية بن أبي الصلت:
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي *** في تلال الجبال أرعى الوعولا

وما
لنا نذهب بعيداً، وهذه عائشة رضي الله عنها تحدثنا: "أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة أوعلبة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في
الماء ويمسح بهما وجهه ويقول: «لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات»
ثم نصب يديه فجعل يقول: «بل الرفيق الأعلى» حتى قبض، ومالت يده".

أيها الناس:
قد آن للنائم أن يستيقظ من نومه، وحان للغافل أن ينتبه من غفلته، قبل هجوم
الموت بمرارة كأسه، وقبل سكون حركاته، وخمود أنفاسه، ورحلته إلى قبره،
وخلوده بين أرماسه.

فمثل نفسك يا مغرور:
وقد حلت بك السكرات، ونزل بك الأنين والغمرات، فمن قائل يقول: إن فلاناً
ثقل لسانه، فلا يعرف جيرانه، ولا يكلم إخوانه، فكأني أنظر إليك تسمع
الخطاب، ولا تقدر على رد الجواب، ثم تبكي ابنتك وهي كالأسيرة، وتتضرع
وتقول: حبيبي أبي من ليتمي من بعدك؟ ومن لحاجتي؟ وأنت والله تسمع الكلام
ولا تقدر على رد الجواب، وأنشدوا:






وأقبلت الصغـــرى تمــــرع خدهــــا *** على وجنتي حيناً وحيناً على صدري
وتخمش خدّيهــــا وتبكـــي بحرقـة *** تنـادي: أبي إني غلبت على الصبر
حبيبي أبي من لليتامى تركتهم *** كأفــراخ زغــــبٍ في بعيدٍ من الوكر؟

فتخيل
لنفسك يا ابن آدم إذا أخذت من فراشك، إلى لوح مغتسلك، فغسلك الغاسل،
وألبست الأكفان، وأوحش منك الأهل والجيران، وبكت عليك الأصحاب والإخوان،
وقال الغاسل: أين زوجة فلان تحالله؟ وأين اليتامى ترككم أبوكم فما ترونه
بعد هذا اليوم أبداً وأنشدوا:

ألا أيها المغرور مالك تلعب *** تؤمل آمالاً وموتك أقرب
وتعلم أن الحرص بحرٌ مبعـّدٌ*** سفينته الدنيا فـإياك تعطب
وتعلم أن الموت ينقض مسرعا ً*** عليك يقيناً طعمه ليس يعذب
كأنك توصي واليتامى تراهم *** وأمهم الثكلى تنوح وتنـدب
تغص بحزنٍ ثم تلطم وجهها *** يراها رجال بعدما هي تحجب
وأقبل بالأكفان نحوك قاصـد *** ويحثى عليك الترب والعين تسكب

فإذا كان هذا الأمر قد أصاب الأنبياء والمرسلين والأولياء والمتقين، فما لنا عن ذكره مشغولين؟
وعن الاستعداد له متخلفين؟
{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} [ص: 67-68]
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

دار ابن خزيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
على فراش الموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ما قالو وهم على فراش الموت رضي الله عنهم
» الموت
»  ماذا يري المسلم عند الموت؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: