منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  مصادر تلوث التربة في الاردن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 مصادر تلوث التربة في الاردن 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 مصادر تلوث التربة في الاردن Empty
مُساهمةموضوع: مصادر تلوث التربة في الاردن    مصادر تلوث التربة في الاردن I_icon_minitimeالأربعاء 14 مارس - 23:12

[center]مركز الرأي للدراسات : ورشة عمل "الوضع البيئي في الاردن والتحديات الحضارية "

ورقة عمل بعنوان مصادر تلوث التربة في الأردن والجهود المبذولة لمكافحته


اعداد : م. بكر حسين القضاة

مقدمة

الأرض أحد المصادر الطبيعية
التي إذا صلح استعمالها أثمرت وأنتجت وتعززت بذلك مكانة أحد أول دعائم
حاجتنا الفسيولوجية وهو الغذاء، وإذا هدر هذا المصدر فقدناه وفقدنا بذلك
أكبر ركيزة من ركائز الغذاء، فالمحافظة عليه واجب وطني وفردي يجب أن يلتزم
به كل فرد بموجب مسؤوليته الفردية عن نفسه ومجتمعه كما أنها واجب عام يقوم
به متخذي القرار بمقتضى المسؤولية العامة المناطة بهم.

إن 90% من مساحة المملكة
الأردنية الهاشمية (89.3 ألف كم2) تتأثر بالمناخ الجاف مما انعكس على
الإمكانيات المتاحة من الأراضي التي يمكن زراعتها بحيث أن ما يستعمل منها
لا يتجاوز 5% من المساحة الكلية، كما وأن الزراعة تستهلك ما بين (70-72%
من المياه المتوفرة حيث وصلت مساحة الأراضي المروية عام 2000 إلى (711 ألف
دونم) منها (59%) تقع في الأراضي المرتفعة. ويستعمل الآن (71م م3) من
المياه المعالجة في الري منها (11م م3) في الأراضي المرتفعة و(60م م3) في
وادي الأردن.

فعلاوة على ما تعانيه
الأراضي في الأردن من أثر المناخ الجاف فإن التنافس غير المتوازن وغير
المخطط بين الاستعمالات المختلفة للأرض سيؤدي إلى تفاقم المشكلة أكثر،
فالاستعمالات الزراعية تتسم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار
المثمرة على حساب الأراضي المناسبة للمحاصيل الحقلية وكذلك زيادة مساحة
الأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية والأراضي المروية على حساب أراضي
المراعي.

أما الاستعمال الحضري للأرض
فلقد أدت زيادة نموه دون استغلال المناطق التي ما زالت غير مستعملة إلى
انتشار السكن العشوائي على حساب الأرض الزراعية حيث قدرت مساحة الأراضي
الزراعية التي خرجت نهائياً من الزراعة منذ عام 1975 بحوالي (884 الف)
دونم، مما أدى إلى خلل في التوازن البيئي وتآكل الاراضي الزراعية وزيادة
التكلفة المترتبة على توفير البنية التحتية والخدمات وعدم التوازن بين
الريف والحضر.

والتربة أحد عناصر هذه
الأرض تعرف بأنها جسم طبيعي ذو ثلاثة أبعاد نتجت عن تفتت وتحلل الصخور أو
من انحلال المواد العضوية أو منهما معاً، حيث شارك المناخ بعناصره
المختلفة والعوامل الحيوية والطبوغرافيا والزمن في تنوع وتطور الأتربة في
الأردن.

2- الملامح العامة

أ- المناخ

يلعب المناخ دوراً مهماً في
التأثير على نوع الغطاء النباتي السائد وكذلك على أنواع الأتربة المتواجدة
وذلك من خلال عناصره المختلفة كالأمطار، والحرارة، والرياح، والرطوبة...
إلخ.

فالمناخ السائد في
المرتفعات هو مناخ البحر الأبيض المتوسط حيث الصيف حار معتدل وجاف والشتاء
بارد وماطر. في حين يسود المناخ الصحراوي البادية شرقاً حيث الصيف حار
وجاف والشتاء بارد ويسود منطقة الأغوار مناخ شبه مداري حار صيفاً ودافىء
شتاءً. هذا وتتفاوت معدلات درجات الحرارة السنوية من منطقة لأخرى إذ
يتراوح المعدل السنوي في حفرة الانهدام من 22ْم إلى 25ْم لينخفض في
البادية الشرقية ليتراوح ما بين 18ْم إلى 21ْم بينما في المرتفعات فيتراوح
ما بين 14ْم إلى 18ْم. وينعكس تأثير التضاريس وتباين ارتفاعاتها وامتدادها
من الشمال إلى الجنوب وبعد المنطقة عن البحر الأبيض المتوسط على شدة
الأمطار وكمياتها الهاطلة، فتتزايد كميات الأمطار من الجنوب إلى الشمال
ومن الشرق إلى الغرب. ففي منطقة المرتفعات يتراوح معدل كمية الأمطار
السنوية من 547ملم رأس منيف في الشمال إلى 336ملم الربة في الجنوب ومن أهم
مظاهر الهطول باتجاه الشرق هو تذبذبه بشكل سريع خلال مسافة قصيرة حيث يصل
معدل الهطول السنوي في الجامعة الأردنية (980م فوق سطح البحر) 476ملم،
275ملم في ماركا (760م فوق سطح البحر) و142 ملم في الزرقاء (555م فوق سطح
البحر) على أن المسافة الأفقية بين الجامعة الأردنية والزرقاء تبلغ حوالي
24كم. هذا وتتساقط الثلوج بمعدل (1-3) في السنة ويقتصر سقوطها على الأماكن
التي يبلغ ارتفاعها 900م أو أكثر وتهب العواصف الترابية التي تصاحب
الأحوال الخماسينية خلال فصل الربيع وقد يبلغ عدد الأيام التي تهب فيها
هذه العواصف في مناطق البادية الأردنية حوالي 15 يوماً. تتذبذب في الرطوبة
النسبية في الأردن خلال الليل والنهار وخلال الفصول حيث تكون بالعادة
عالية ليلاً ومنخفضة نهاراً ويبلغ معدل الرطوبة النسبية في وادي الأردن
65% في الشتاء و45% أثناء الصيف وفي المناطق المرتفعة يبلغ معدل الرطوبة
النسبية 70% في الشتاء و35% في الصيف وفي البادية يبلغ معدل الرطوبة
النسبية 60% شتاءً و30% صيفاً. أما الرياح السائدة فهي جنوبية غربية في
الشتاء وشمالية غربية في الصيف ويبلغ معدل سرعتها في وادي الأردن 6كم /
ساعة وفي المناطق المرتفعة يبلغ متوسط سرعة الرياح الشتوية 20كم / ساعة في
رأس منيف 15كم / ساعة في عمان، أما في البادية فيبلغ متوسط سرعة الرياح في
الشتاء 20كم/ ساعة.

ب- الجيولوجي والجيوموفولوجي

تم دراسة جيولوجية الأردن
من قبل الكثيرين أمثال بيردن 1959 وبندر 1974 وتناولت هذه الدراسات بناء
الأردن وصخوره والحركات الأرضية التي مر بها. وأشارت الدراسات إلى أن
الأردن تعرض إلى حركات أرضية متعاقبة خلال حقب الحياة القديمة والمتوسطة
حتى منتصف العصر الثلاثي، فكانت نتيجة هذه الحركات أن دخل البحر على منطقة
الأردن وخرج أكثر من مرة حيث ترسبت خلال دخول البحر وخروجه طبقات من
الصخور مختلفة في نوعها وسمكها وعمرها مثل الحجر الرملي والجيري والمارل
والطباشير والدولوميث.

هذا ولقد أدت الحركات
الأرضية اللاحقة في نهاية العصر الثلاثي مثل الصدع والرفع وثوران البراكين
خاصة في الشمال والإزاحة من الجنوب إلى الشمال والإمالة من الغرب إلى
الشرق إلى تكوين أخدود وادي الأردن والبحر الميت ونهر الأردن وروافده، حيث
أخذت ملامح السطح الخارجية الوضع الذي نراها عليها في الوقت الحاضر.

وفي خلال هذه العمليات
المتلاحقة فإن روافد نهر الأردن بدأت تشق مجراها متعمقة نحو الشرق وجارفة
المواد التي أمامها بحيث تم ترسيبها في وادي الأردن على شكل مراوح مكونة
السهل الفيض (الغور).

وكنتيجة لعمليات الانجراف
السابقة تكشفت طبقات جيولوجية مختلفة في الصخر والمقاومة والنفاذة كالصخر
الرملي والجيري والمارل والبازلت (شكل 2).

إضافة إلى هذه الطبقات
الجيولوجية فإن هناك ترسبات العصر الحديث نتيجة لفعل الماء والرياح
والجاذبية وهي منتشرة في سهول اربد ومادبا وحول المفرق وعلى أقدام الجبال
الرملية في الديسة ووادي عربة والجبال الجرانيتية شمال العقبة وفي قيعان
الجفر والأزرق والسرحان والحفيرة.

مما تقدم أمكن تقسيم الأردن
إلى أربع مناطق بيئية (شكل 3) وحتى نستطيع أن نتعرف على أنواع هذه الأتربة
وتوزيعها وصفاتها الكيميائية والطبيعية والمورفولوجية فلقد قامت وزارة
الزراعة بإجراء مسح لهذه الأتربة بمستويات مختلفة من التفصيل شملت كافة
أراضي المملكة (شكل 4) لذا سنركز على مناطق الأردن البيئية الأربعة
والتعرف على أنواع الأتربة المتواجدة في كل منطق ومدى قابلية هذه الأتربة
للتدهور والتلوث سواء لأسباب طبيعية أو لفعل الإنسان.

3- المناطق البيئية وأنواع الأتربة المتواجدة فيها

3-1 حفرة الانهدام

وتشمل هذه المنطقة وادي
الأردن ووادي عربة ويغلب الأصل الرسوبي على تربة حفرة الانهدام وتتفاوت
خصوبتها وخصائصها الطبيعية والكيميائية تبعاً للطبوغرافيا والمناخ ومادة
الأصل حيث أمكن تمييز الأتربة التالية في هذه المنطقة بشكل عام:

أ‌- الترب الأولية غير المتطورة Torrifluvent, Torriorthents, Ustorthents

وتنتشر غالباً في السهل
الفيضي لنهر الأردن (الزور) وهي ذات قطاع عميق تغيب فيه آفاق التربة
التشخيصية، متوسطة القوام، صفاتها الطبيعية جيدة الأملاح قليلة إلى معدومة
في الأغوار الشمالية حيث تزداد ملوحتها كلما اتجهنا جنوباً أو غرباً وتظهر
بعض القطاعات طبقات مختلفة من حيث قوام التربة مما يعكس طبيعة ترسيبها
المتعاقبة وتصاحب هذه الأراضي الأراضي الرملية والتي تزيد نسبة الرمل في
قوامها عن 70% وتنتشر غالباً في وادي عربة.

ب‌- الترب الكامبية Ustochrepts

وهي ذات قطاع متطور نوعاً
ما أو في بداية تطورها حيث أمكن تمييز آفاق تشخيصية فيها مثل أفق الكامبك
وهي غالباً عميقة قوامها متوسط إلى ثقيل وبناء كتلي متوسط القوة، محتواها
من كربونات الكالسيوم يزيد عن (20%) ورقم حموضتها يتراوح ما بين
(7.8-8.3)، تعاني من تدني خصوبتها حيث تنتشر في الغالب في السهل التحاتي
لوادي الأردن (الغور)، وتتركز الزراعات المروية الكثيفة في هذه المنطقة،
حيث تروي المناطق شمال دير علا بمياه تختلف في نوعيتها من المياه التي
تروي المناطق من جنوب دير علا إلى شمال البحر الميت.

ج- الترب الجافة Salorthids, Gypsiorthids

وتشمل هذه الأراضي الجبسية
التي تسود شمال البحر الميت وهي غنية بالجبس ذات لون بني مصفر قوامها
متوسط إلى هيكلي عالية المحتوى من الأملاح، كثافتها متدنية خواصها
الميكانيكية وتحملها للبناء قليل، يصاحبها الأراضي الملحية الجافة والتي
تتواجد كذلك شمال وجنوب البحر الميت وحول القيعان في وادي عربة وهي ذات
بناء ضعيف، محتواها من الأملاح عالٍ، ومستوى الماء الأرضي فيها مرتفع،
خصوبتها متدنية وتعاني الأتربة في وادي عربة من الملوحة والانجراف بأنواعه
سواء بواسطة المياه أو الرياح.

3-2 منطقة المرتفعات

تمتد هذه المنطقة من أقصى
شمال الأردن حتى جبال الشراه جنوباً يحدها غرباً حفرة الانهدام وشرقاً
المنطقة الهامشية، طبوغرافيتها جبلية ذات انحدارات شديدة، تسود فيها
الصخور الرملية والمارل والصخور الكلسية حيث تم تغطية هذه الصخور ببعض
الترسبات الحديثة المكونة في الغالب من الرمل والطين والسلت والحصى وفي
بعض المناطق حول اربد والرمثا ومادبا والكرك.

أ‌- الترب المتشققة

ينتشر هذا النوع من الأتربة
غالباً في المناطق المنبسطة حول اربد والرمثا ومادبا في الشمال والوسط
والقصر والمزار في الجنوب، مادة الأصل التي تطورت عليها الترب المتشققة هي
الحجر الجيري الصلب المصحوب بالبازلت، قطاعها عميق وتربتها متشققة ثقيلة
القوام، نسبة الطين فيها تزيد عن (60%) وهو من نوع فيرموكوليت، بنائها قوي
وملوحتها متدنية، محتواها من كربونات الكالسيوم يقل عن 15% والمادة
العضوية أقل من 0.8%، تكمن مشاكلها في صفاتها الطبيعية أما مستوى خصوبتها
فهو مرتفع بشكل عام حيث تصل سعتها التبادلية إلى (40%) وأكثر.

ب‌- الترب الابتدائية Xerochrepts

وهي أراضي في بداية تطورها،
قطاعها عميق عندما تتواجد على الانحدارات المستقيمة والقليلة ويصبح قطاعها
ضحلاً على الانحدارات المحدبة والشديدة، يتراوح قوامها ما بين سلتي طيني
غريني إلى طيني وبناؤها كتلي في الغالب، محتواها من الكلس يصل إلى أقل من
(15%) تبعاً لكمية الأمطار والمادة العضوية أقل من (1%) ويزداد محتواها من
الحصى خاصة على الانحدارات الشديدة ومستوى خصوبتها متوسط إلى قليل وتعاني
من نقص في العناصر الغذائية الرئيسة كالنيتروجين والفسفور.

ج- الترب الأولية شبه الرطبة Xerorthents

يصاحب هذا النوع من الأنواع
السابقة وتتواجد على المنحدرات الشديدة كمنحدرات عجلون والسلط والشوبك
وتنتشر على مختلف أنواع الصخور وغالباً ما يكون قطاعها ضحل، قوامها متوسط
إلى خفيف، بناؤها ضعيف، محتواها من الحصى يصل إلى 8%، ومحتواها من المادة
العضوية والعناصر مثل النيتروجين والفسفور قليل وتعاني هذه الأتربة من
الانجراف نتيجة للممارسات الخاطئة كحراثة الأرض مع الانحدار.

د- الأراضي المتطورة والغنية بالمادة العضوية Haploxerolls

تتواجد هذه الأتربة تحت
الغابات في عجلون ودبين وتتميز بتطور قطاعها وبنائها، قوامها خفيف على
السطح وذات لون داكن نتيجة لغناها بالمادة العضوية، مستوى خصوبتها متوسط
وهي معرضة للانجراف في المناطق المكشوفة حيث تقل المادة العضوية في هذه
الحالة ويضعف بناء التربة.

3-2 منطقة السهوب أو الهامشية

تمتد هذه المنطقة شرق
المرتفعات وعلى طول الحدود الغربية لمنطقة البادية وكذلك على طول الحدود
الأردنية السورية، يعتبر الحجر الجيري الطري المصحوب بالصوان والبازلت من
أهم الصخور التي تطورت عليها ترب هذه المنطقة مع ما يصاحب هذه الأنواع
السابقة من الترسبات الحديثة المكونة من الرمل والطين والسلت والتي غالباً
ما تغطي بطون الأودية وجوانبها والمناطق المنبسطة فيها، ونتيجة لقلة
الأمطار وقلة الغطاء النباتي الطبيعي تميزت هذه الأتربة في هذه المنطقة
بصفات خاصة حيث تنتشر الأنواع التالية من الترب فيها:

أ‌- الترب الصحراوية الكلسية Calciorthids

وهي ترب متطورة على الرواسب
الحديثة في السهول المتموجة والتي تبلغ الانحدارات فيها ما بين (1-8%)،
غالباً لونها بني مصفر، متوسطة القوام، بناؤها متوسط إلى ضعيف، ويميل إلى
تكوين قشرة كلسية سلتية على السطح، معدن الطين السائد فيها من الآليات،
وقد لوحظ في أسفل القطاع أجزاء غير متصلة بين أفق جبسي غير متحجر وتجمعات
ثانوية من كربونات الكالسيوم وسعتها التبادلية تتراوح ما بين (13-15 مليم
كافيء/ 100غم تربة) ويتراوح رقم حموضتها ما بين (78-8.3) ملوحتها متوسطة
إلى عالية، تعاني من الانجراف المائي والهوائي، خصوبتها متوسطة إلى قليلة.

ب‌- الترب الصحراوية الكامبية Camborthids

ينتشر هذا النوع من الأتربة
على الانحدارات ما بين (2-4%) وهي متطورة على رواسب حديثة، تغطي مجاري
الأودية الانتشارية (المربات) وهي غالباً صفراء محمرة فقي الطبقات لاسفلى
العميقة، متوسطة القوام إلى ثقيلة، متوسطة البناء، وتبين التحاليل مستوى
منخفض من الأملاح ومحتوى متوسط من المادة العضوية في الطبقات السطحية
ومحتواها من كربونات الكالسيوم متوسط، صفاتها الطبيعية والكيميائية جيدة،
أما السعة التبادلية فتشير إلى قيم متوسطة أما الفسفور والنيتروجين في
الطبقة السطحية عال للمناطق غير المحروثة، تعاني من الانجراف بالماء
والهواء إذا تم حراثتها.

3-4 منطقة البادية

تمثل البادية الأردنية
الجزء الشرقي والجنوبي والشمال الشرقي من المملكة والتي تقل أمطارها عن
(100ملم)، تتراوح طبوغرافيتها في الشمال من شبه مستوية بينما في المتوسط
متموجة مع بعض القيعان كقاع الأزرق، والسرحان، وقاع الجينز والجفر وفي
أقصى الجنوب فإن طبوغرافيتها جبلية تسود الصخور الكلسية والنارية القاعدية
في شرقها وشمالها والصخور الرملية في جنوب هذه المنطقة، حيث لعبت الترسبات
الحديثة من الرمل والطين والسلت دوراً في تحديد صفات تربتها بشكل عام وإن
أهم أنواع الأتربة السائدة فيها:

أ‌- الأراضي الرملية الأولية Torripsamments

يتبع هذا النوع من التربة
تربة الترب الأولية Entisols ذات النظام الرطوبي الجاف والحار Torri
تنتشر في الجزء الجنوبي من منطقة البادية في الديسي والمدورة ووادي عربة
وفي الأجزاء الجنوبية من الهضبة الكلسية في الشمال الشرقي للبادية حيث
تنتشر الكثبان بمختلف أنواعها والسهول الرملية وتحتل معظم مناطق الوديان
الانتشارية فهي أراضي رسوبية حديثة التكوين بفعل الرياح والسيول، عميقة
القطاع عديمة البناء، ذات قدرة منخفضة على الاحتفاظ بالماء، نفاذيتها
عالية داً، فقيرة بالعناصر الغذائية ومحتواها منخفض من الأملاح والمادة
العضوية وكربونات الكالسيوم، ويتراوح رقم الحموضة بها بين 7.5-8.7 وتصل
نسبة الرمل فيها إلى (70%) أو أكثر والطين أقل من (10%) معرضة للانجراف
بالرياح ويتواجد مع هذا النوع من الأتربة أنواع أخرى تتبع نفس التربة منها
Torriorthents ولكنها بمساحات قليلة.

ب‌- الأراضي الرسوبية الثقيلة Torrifluvents

يتبع هذا النوع من التربة
رتبة الترب الأولية Entisols ذات النظام الرطوبي والحراري الجاف والحار،
تسود في القيعان المنتشرة في المنطقة وهي أراضي عميقة بنية اللون، قوامها
ثقيل نوعاً ما، ذات بناء طبقي وتميل إلى تكوين قشرة سطحية قاسية تعيق دخول
الماء داخل التربة وكذلك الجذور، ملوحتها عالية ومحتواه من الصوديوم
المتبادل عالي خصوصاً في الطبقات السفلية من القطاع، كذلك محتواها من
المادة العضوية متدني ومتفاوت بين الطبقات المختلفة، يتراوح رقم حموضتها
ما بين (7.5-8.7) نتيجة لتأثير الأملاح وغالباً ما يصاحب هذا النوع من
الأتربة أنواع أخرى تحتل مناطق صغيرة المساحة.

ج- الأراضي الجافة الجبسية Gypsiorthids

يتبع هذا النوع من التربة
الأراضي الجافة Aridisols ذات النظام الرطوبي الجاف، أغلب أيام السنة
تنتشر هذه الأراضي في جنوب شرق البادية كالمدورة وكذلك شرق المنطقة في
منخفض السرحان وفي شمالها حول الرويشد حيث تعتبر النوع السائد في المناطق
المذكورة يصاحبها أنواع أخرى من نفس التربة ولكنها أقل انتشاراً فهي أراضي
صحراوية متطورة على رواسب قديمة بنية إلى صفراء محمرة اللون، عميقة خفيفة
إلى هيكلية القوام عالية المحتوى من الأملاح والجبس، يظهر بها أفق الجبس
المتحجر على أعماق متفاوتة وتظهر في بعض الأحيان على السطح نتيجة انجراف
الطبقة السطحية ويتواجد الجبس وبشكل واضح على السطح في صورة مسحوق وبنسب
غير ملائمة لنمو المحاصيل بحيث يصل إلى 4.3% وتزداد هذه النسبة كلما
تعمقنا في قطاع التربة لتصل بالمتوسط إلى 22% وهذه النسبة تعمل على تنشيط
الميزان الأيوني في التربة.

4- المشاكل التي تواجه الترب الأردنية

كما هو معروف أن التربة تكونت نتيجة للتفاعل ما بيالمناخ والغطاء النباتي والكائنات الحية والتكوينات الجيولوجية خلال زمن معين.

وتختلف نتيجة لعوامل
تكوينها وصفاتها الطبيعية والكيميائية والمورفولوجية وهذا ينعكس على قدرة
هذه الأتربة ومدىة تحملها لأثر العوامل الخارجية عليها سواء كانت بيئية
وبشرية وبالتالي فإن مخاطر تعرضها لتدهور والتلوث تختلف من نوع إلى آخر
تبعاً لمحتوى التربة من الطين ونوع هذا الطين ومحتواها من المادة العضوية
فتزداد فرص التلوث بجزئيات المبيدات وبأيونات العناصر الملوثة بزيادة
محتواها نم الطين والمادة العضوية وتقل بانخفاضها كما وأن رقم الحموضة
ومستوى ملوحتها وقلويتها ومحتواها الرطوبي تلعب دوراً مهماً في هذا المجال
فرقم الحموضة العالي أكثر من 8 يعمل على جعل أيونات العناصر الثقيلة بصورة
غير متاحة للنبات، إضافة إلى ذلك فإن البيئة الخارجية والمحيطة بجسم
التربة كالأمطار ودرجة حرارتها لهم دور كبير في غسيل الأملاح وتبخير بعض
المركبات العضوية الملوثة.

وبشكل عام فإن العوامل
السابقة سواء التي لها علاقة بمكونات التربة أو بالبيئة المحيطة بها
تتفاعل فيما بينها لتؤثر على حركة أو ترسيب و امتزاز العناصر الملوثة
للتربة وإذا ما طبقنا ما سبق على ترب المناطق البيئية الأربع فإنه يتبين
لنا ما يلي:

أ‌- حفرة الانهدام

يمكن تمييز منطقتين في حفرة
الانهدام شمال البحر الميت وجنوبه مع وادي عربة. ففي منطقة شمال البحر
الميت فإن الأتربة تتميز بارتفاع محتواها من الطين والمادة العضوية، وخاصة
الجزء الشمالي منها، وينخفض هذا المحتوى وتزداد الملوحة والجبص كلما
اتجهنا جنوباً نحو البحر الميت لذا فإن قدرة التربة على احتجاز جزئيات
المبيدات الكيميائية وأيونات العناصر والمعادن الثقيلة تزداد باتجاه
الشمال وتقل كلما اتجهنا جنوباً وهذا يتماشى مع محتوى الأتربة في الشمال
من الطين السمكتاتي والمادة العضوية، بينما الملوحة والقلوية تزداد باتجاه
الجنوب فتزداد فرص تملح التربة وتقل قدرتها على امتصاص العناصر الثقيلة
وبقايا المبيدات بينما ترب وادي عربة ونظراً لخشونة قوامها وافتقارها
للطين والمادة العضوية فإن قدرتها على التفاعل واحتجاز أيونات المعادن أو
جزئيات المبيدات قليلة ومتدنية.

ب‌- منطقة المرتفعات

لعبت الطبوغرافيا دوراً في
تمييز الأتربة ففي المناطق المستوية كسهول اربد ومادبا والكرك تنتشر الترب
الثقيلة والعميقة والغنية بالطين والتي يزيد محتواها من الطين عن (60%) في
بعض المواقع والذي يغلب عليه نوع مونتملورنيت لذا نجد أن هذه الأتربة لها
قدرة عالية على التفاعل مع أيونات العناصر الثقيلة وتبادل الجزئيات
العضوية كالمبيدات، أما ملوحة هذه المناطق فإنها متدنية جداً نظراً
لأمطارها العالية في المنطقة. وتعاني هذه الأتربة من مشاكل أخرى كالانجراف
والتصحر العمراني والتلوث بالبلاستيك وإذا ما رويت بالمياه المعالجة فإن
قابلية الأراضي بالتلوث عالية خاصة في المناطق المحاذية لمحطات معالجة
المياه العادمة، كما هو الحال في اربد ومادبا.. إلخ.

ج- المنطقة الهامشية

تتبع ترب هذه المنطقة الترب
الجافة وهي تمتاز بارتفاع محتواها من كربونات الكالسيوم وضحالة قطاعها
وغنى مكوناتها الغروية بمعادن الطين المايكي. ويسبب قوامها المتوسط وضحالة
قطاعات وفقرها للمادة العضوية فإن قدرة هذه الترب متوسطة على حجز مبيدات
الآفات لكن قدرتها مرتفعة على احتحاز أيونات المعادن الثقيلة غالباً عن
طريق ترسيبها كما ويلاحظ حساسية هذه الترب للانجراف والتملح وعدم توازن
استعمالاتها مما ينعكس بشكل سلبي على قدرتها الإنتاجية.

د- البادية الشرقية

الجزء الجنوبي من هذه
المنطقة (الديسي والمدورة) تتماثل في صفاتها كترب وادي عربة فمحتواها من
الطين والمادة العضوية متدني، ولكن في المناطق الوسطى والشمالية من هذه
المنطقة تسود الترب الجبسية والجبرية وهي ذات ملوحة عالية. وتعاني من
الانجراف بواسطة الرياح والماء وتدمير الغطاء النباتي بواسطة الرعي الجائر
والمبكر وحكة الآليات الكثيف بها كل هذه العوامل والتدخلات البشرية في
عناصر بيئة هذه المنطقة الهشة أدى إلى تدهورها وإذا ما أدى الضخ الجائر من
المياه الجوفية إلى زيادة سرعة تملح بعض هذه الأراضي.

5- أسباب تلوث التربة في الأردن

يعزى تلوث التربة إلى
الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الإنسان بغرض استغلال البيئة أو أحد
عناصرها كالتربة والتي من شأن هذه الممارسات إحداث خلل في التوازن القائم
بشكل مباشر أو غير بماشر.

أ‌- الميكروبات المرضية

تتواجد مصادر هذه
الميكروبات في المناطق القريبة من محطات تنقية المياه المعالجة عند
استخدام هذه المياه في الزراعة وتتركز هذه الترب في الأغوار الوسطى في
وادي شعيب ومادبا وسحاب والعقبة.

ومن أهم التأثيرات الناجمة
عن استعمالها بدون إدارة سليمة للتربة انتشار البعوض وكذلك الإخلال في
التوازن بين مجاميع ميكروبات التربة.

ومن هذه الممارسات عدم
تسوية الأرض عند ريها بالطريقة التقليدية مما يؤدي إلى ركود المياه على
السطح وتصبح بؤراً للروائح والبعوض. ولكن لم يتم لحد الآن الإعلان عن
انتشار مرض معين بسبب استخدام هذه المياه لأن نظام الري بالرشاشات ممنوع
وكثير من المحاصيل التي تزرع ما أعلاف أو محاصيل يتم طبخها قبل استهلاكها.
ولكن هذا لا يمنع من العمل على وضع إرشادات واضحة لاستعمال مثل هذه المياه
ومدى تأثيرها على التربة والنبات والحيوان والإنسان والبيئة بشكل عام.

ب‌- تراكم العناصر الثقيلة

إن مصادر التلوث بهذه
المواد يعزى إلى استخدام المياه المعالجة وكذلك الأسمدة وخاصة الفوسفاتية
منها وهذا ويعود هذا إلى أن بعض المزارعين وخصوصاً المناطق المروية
يتعاملون بشأن الأسمدة الكيماوية بطريقة غير متمشية مع متطلبات البيئة
السليمة.

وهناك نوعان من الممارسات
الأول يتعلق بنوعية الأسمدة والثاني بالكميات المضافة منها فالغرض الأساسي
من إضافة الأسمدة هو تلبية حاجات النبات من العناصر الغذائية الضرورية
التي لا توفرها التربة بالمقادير الكافية.

ويجب المحافظة على التوازن
بين مقادير العناصر الغذائية في محلول التربة لكي نحصل على الفائدة
المرجوة من إضافة الأسمدة وخاصة تلك الأسمدة التي أثبت التحاليل احتوائها
على عناصر ثقيلة وسامة كالأسمدة الفوسفاتية والتي تعتبر غنية بمعادن
كالرصاص والكاديوم وكميات لا بأس بها من اليورانيوم المشع حيث أشارت بعض
التحليلات التي قامت بها شركة مناجم الفوسفات عام 1995 إلى أن اليورانيوم
يتراوح ما بين 70-80ملغم/ غم في مناجم الحسا ووصلت هذه النسبة ما بين
40-50 ملغم/ غم في الشيدية بينما الكاديوم وصلت نسبته 3-5 ملغم/ غم، 4-6
ملغم / غم في مناجم الحسا ومناجم الشيدية على التوالي.

لذلك فإن الإضافات الغير موزونة من هذه الأسمدة سيشكل مصدراً لتراكمها وتلويثها للتربة.

والمصدر الآخر لهذه العناصر
الثقيلة والسامة هو استخدام المياه العادمة المعالجة في الري ويكون الوضع
صعباً إذا كانت مياه الري المستعملة غنية بالمعادن الثقيلة كالرصاص حيث
وجد أبو شرار وآخرون (1990) أن تركيز الرصاص في المياه السطحية والسفلية
لبحيرة سد الملك طلال خلال فترات متعاقبة وصلت إلى 10 و61.5 و12.5-80.8
ميكرو جرام / لتر على التوالي. وفي دراسة أجرتها التوتنجي وزميلتها (1986)
حول تلوث المياه المعالجة الصناعية في وادي الزرقاء بكل من الرصاص والكروم
والزئبق والكاديوم وأشارت هذه الدراسة إلى ميل واضح لتلويث تلك المياه
بالعناصر السامة ولكن ارتفاع PH في تربتها يحجبها نوعا ما من العناصر
الثقيلة حيث تصبح بصورة غير متاحة للنبات (شطناوي 1994).

ج- الملوحة وارتفاع نسبة الصوديوم فيها

يلعب المناخ الجاف والإدارة
الغير سليمة للتربة كاستعمال المحاريث القلابة والآلات الثقيلة إلى تحطيم
حبيبات التربة وكذلك جلب الأملاح من الأعماق العميقة في قطاع التربة إلى
السطح (ريحاني 1984).

وقد لاحظ (الشريدة 1994)
إلى حصول ارتفاع نسبة تركيز الكلور والبورون في عينات التربة وكان السبب
في ذلك هو مياه الري المعالجة المستعملة بينما هذا التركيز لم يظهر بالترب
التي رويت بالمياه العذبة.

إن الشحنة السالبة على معقد
الطين سيزيد من فرصة ارتباط كاتيونات الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم
والبوتاسيوم وتكوين أملاح في التربة وهذا ما أثبته (بني هاني 1995) أن
معدل امتصاص الصوديوم وزيادة الملوحة والبورون تزداد كلما اتجهنا جنوباً
في الأغوار حتى تكون أعلى معدل لها شمال البحر الميت.

وتعزى مسببات الملوحة في
الترب الأردنية إلى الأملاح الموجودة أصلاً في التربة والأملاح التي تأتي
إليها كنتيجة للممارسات الخاطئة للري وتلك التي تنجم عن تبخر المياه
الباطنية القريبة من السطح وبقاء الأملاح في قطاع التربة.

وقد لعبت الترسبات الجيولوجية الغنية بالأملاح والاستعمال المكثف للأرض في الوقت الحالي دوراً في تركيز الأملاح.

وقد أشارت نتائج الدراسات
المتوفرة إلى أن ملوحة التربة في وادي الأردن تتراوح بين قليلة إلى متوسطة
حيث بلغت مساحة الأراضي المالحة في الأغوار الشمالية 420 هكتار وفي
الأغوار الوسطى حوالي 800 هكتار وفي الأغوار الجنوبية حوالي 125 هكتار.
أما تواجد الجبس في وادي الأردن فيتركز في المنطقة الواقعة بين غرب الشونة
الجنوبية وشمال البحر الميت.

وتزداد الملوحة في المناطق
الهامشية والبادية مع تناقص الأمطار ولا تتواجد في أعماق قريبة كلما زاد
معدل الأمطار، وتشير نتائج دراسات التربة بوزارة الزراعة لعام 1990 إلى
انتشار الأملاح قريبة من سطح التربة في أراضي البادية بسبب الرعي الجائر
وتواجد القشرة السطحية المتصلبة على السطح التي تقلل من نفاذية التربة
وبالتالي عدم غسيل الأملاح وساعد على ذلك ارتفاع معدلات التبخر في المنطقة
تراكم الجبس وانتشاره في البادية الأردنية فيرتبط بالعوامل السابقة فقد
وجد أن معظم الأراضي الجبسية تحتوي على نسب عالية من الملوحة والتي تنتشر
في مناطق المدورة والأزرق ووادي السرحان والهضبة الجيرية الشمالية الشرقية.

وتتركز الملوحة في المناطق
الهامشية والبادية في القيعان المنتشرة فيها مثل قطاع الديسي والأزرق
والجنز والدفر والتي تعمل كمصارف طبيعية للمناطق المحيطة بها.

ونظرا لعدم نفاذية أراضيها
بسبب ثقل قوامها فإن المياه المحملة بالأملاح والمجتمعة في هذه القيعان
تتبخر تاركة الأملاح على السطح، ولوحظ ميدانياً انتشار طبقة من الأملاح
البيضاء على مساحات واسعة في الديسي والمدورة وقاع الأزرق.

أما بقية مناطق البادية
والسهوب فقد لعبت طبوغرافيتها دوراً في توزيع الأملاح حيث وجد أن المياه
التي تتجمع في الانحدارات البسيطة والمقعرة تعمل على غسيل الأملاح إلى
أعماق بعيدة معطية الفرصة للنباتات أن تنمو والنشاط الحيوي أن ينشط مما
يساعد على تقوية بنائها وتحسين نفاذيتها وبالتالي نقص مستوى الملوحة فيها
بالمقارنة مع المناطق التي حولها.

وبالنسبة للاستعمال المكثف
للأراضي فإن اتباع بعض أساليب الري الحديثة مثل الري بالتنقيط يؤدي إلى
تركيز الأملاح في المناطق التي تقل فيها الرطوبة حيث تتركز الملوحة على
سطح التربة.

ومن الممارسات الخاطئة التي
تحدث في أراضي الزراعة المروية عدم الاهتمام بتسوية التربة أثناء تحضيرها
حيث تتكون طبوغرافية محلية تؤدي إلى تطور الملوحة وتركيزها في أعلى ثلم
الحراثة.

أما المنطقة المنخفضة من الثلم فتتركز بها مياه الري فتغسلها وهذا يؤدي إلى انتشار الملوحة على سطح التربة.

كذلك فإن استعمال بعض
المزارعين للجرارات الزراعية الثقيلة والمحاريث القرصية يؤدي إلى تحطيم
بناء التربة الضعيف وتحويله إلى شبه مسحوق مما يقلل من مسامية التربة
ونفاذيتها والتالي إلى تطور الأملاح وتركزها على السطح في منطقة المجموع
الجذري ويعمل المحراث القلاب على خلط الطبقات السفلى من التربة الغنية
بالأملاح المغسولة ويعيدها للسطح. وتكرار الحراثة على عمق واحد وعدم
تغييرها على فترات يؤدي إلى بناء طبقة صماء غير منفذة ويحول دون غسيل
الأملاح إلى أسفل.

ويلجأ كثيراً من المزارعين
إلى عدم ترك بقايا النباتات أو المحاصيل على سطح التربة لأن وجودها يؤدي
إلى تقليل عمليات التبخر وعدم تشجيع الخاصية الشعرية بسحب المياه والأملاح
إلى أعلى كما أدى التسرب العمودي للمياه الجوفية نتيجة لاستنزافها بواسطة
عمليات الضخ المتواصل واختراق بعض الآبار المحفورة للطبقات السفلى الحاملة
للمياه الجوفية المالحة أو تجاوز معدلات التغذية السنوية الطبيعية إلى
استعمال مياه عالية الملوحة كما في الضليل والذي أدى بدوره إلى تملح
مساحات كبيرة في هذه المنطقة الأمر الذي أدى إلى أن يهجر كثير من
المزارعين مزارعهم.

د- تراكم المبيدات

أدى تكثيف الإنتاج الزراعي
لمواجهة الطلب المتزايد على الغذاء إلى انتشار العديد من الحشرات والأمراض
وبالتالي كثر استخدام المبيدات الزراعية مما أثر بشكل سلبي على التربة
والمياه.

وقد بلغت كميات المبيدات
الكيماوية المستوردة لعام 1996 حوالي 1682.13 طناً منها 36.9% مبيدات
حشرية بأنواعها المختلف و46.2 مبيدات فطرية و11.9% مبيدات أعشاب ومنظمات
نمو 5.1% وسموم للقوارض.

استخدمت هذه المبيدات في
مكافحة الآفات الزراعية التي تصيب المحاصيل الزراعية في الأردن. لذلك فإن
التربة عرضة للتلوث بهذه المبيدات الحشرية والفطرية والعشبية مما قد
يفقدها بعضاً من خواصها الطبيعية والكيميائية والحيوية من خلال تأثيرها
على الكائنات الدقيقة في التربة.

وفي دراسة قام بها علاوي
وآخرون عام 1990 والدراسة التي قامت بها الجمعية الملكية/ مركز أبحاث
البيئة عام 1994 في وادي الأردن إلى وجود تلوث في التربة وخاصة الطبقات
السطحية وكان هذا التلوث يشمل د. د. ت. وثلاثة مبيدات عضوية كلورية
وغالباً ما يحدث هذا التلوث بقيم أكبر في الأراضي تحت بيوت البلاستيك منها
في الأراضي المفتوحة كما وتلعب الأمطار في كثير من الأحيان إلى غسل هذه
المكونات خارج قطاع التربة.

هـ- التلوث بالنفايات

رغم التقدم العلمي البحثي
في الدول المتقدمة إلا أن مشاكل الفضلات والنفايات ما زالت تشكل عبئاً
بيئياً كبيراً خاصة التخلص من العلب الفارغة والمواد البلاستيكية التي لا
تتحلل طبيعياً.

وتتفاوت النفايات كماً
ونوعاً حسب كثافة العمران وتتميز كذلك باحتوائها على كميات كبيرة من الورق
والكرتون والبلاستيك ومواد عضوية. وهي مواد معقدة التركيب وغير متجانسة
كيميائياً أو فيزيائياً.

ونتيجة لتعاقب الأمطار على
النفايات الموجودة على سطح التربة، يتم تحللها إلى عناصر أولية حيث تتحلل
هذه العناصر في التربة فتعمل على تلويثها. ويتكون الجزء الأكبر من
النفايات في الأردن من مواد عضوية وورق وكرتون ومواد بلاستيكية مختلفة.

وتمثل النفايات المنزلية
50% من مجموع النفايات. ويقع أكبر مركز لتجميع النفايات في حوض نهر
الزرقاء ويقدر المعدل السنوي لكمية المخلفات الصلبة حوالي 100كم/ للشخص.

وتقدر كمية النفايات في الأردن لعام 2000 لمحافظتي عمان والزرقاء بحوالي 2000 طن يومياً.

وتشير بعض التحاليل التي
أجريت على عصارة من مركز تجميع نفايات الرصيفة على احتوائها على مواد
كيميائية ومعادن ثقيلة، علاوة على ذلك فإن مخلفات البلاستيك المستعملة
بالزراعة والأكياس الطائرة تؤثر على سلامة البيئة والثروة الحيوانية بشكل
خاص.

6- الجهود المبذولة لمكافحة التلوث في الأردن

أ- في مجال التشريعات والسياسات الاستراتيجية

- قامت وزارة الزراعة بوضع
وثيقة السياسة الزراعية والتي تم اعتمادها لعام 1996 وتتمحور هذه السياسة
على زيادة الاعتماد على الذات في مجال المحاصيل الزراعية وذلك من خلال
تحقيق الاستعمال الأمثل للأر ضوالذي يرتكز على قواعد ثلاث هي العدالة
والمساواة والديمومة من استعمال الأرض.
- كذلك تم وضع وثيقة
الاستراتيجية الوطنية للمراعي وتهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة الاعتماد
على الذات في إنتاج الأعلاف الطبيعية وبمشاركة المجتمعات المحلية.
- الاستراتيجية
الوطنية للزراعة ويجري الآن التحضير لها ولقد ركزت هذه الإستراتيجية على
حل مشكلة عدم التوازن بين استعمالات الأراضي إلى جانب مشاكل أخرى
كالتسويق... إلخ.
- قانون الزراعة الجديد والذي يتماشى مع المستجدات العالمية والاتفاقيات الدولية.

ب- في مجال الأبحاث

- المركز الوطني للبحوث ونقل التكنولوجيا والحزم الفنية التي يوصي بها من خلال مراكزه الستة المنتشرة في المناطق البيئية في الأردن.
- استخدام طرق المكافحة الحيوية على أشجار الفاكهة والخضراوات للتخفيف من استخدام المبيدات.
- التوجه إلى إدخال مفهوم الزراعة العضوية كذلك بهدف التقليل من استعمال الأسمدة والمبيدات.

ج- مسح مصادر التربة في الأردن

قامت وزارة الزراعة بإجراء
مسح شامل للأتربة في الأردن وعلى مستويات مختلفة من التفصيل حيث تم تغطية
كافة أنحاء المملكة بخرائط تربة مقياس: 1: 250.000 وإجراء مسح شبه تفصيلي
مقياس: 1: 50.000 للمناطق التي تستقبل أمطار أكثر من 200 ملم وتفصيلي
لمساحة مليون دونم على مقياس: 1: 10.000.
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
مصادر تلوث التربة في الاردن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  (((تلوث التربة بالعراق الاسباب))))))))))
»  تلوث التربة اسباب التلوث وأخطار التلوث و أهم المركبات الملوثة
»  أسباب تدهور التربة ووسائل حماية وتحسين جودة التربة و الحفاظ عليها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ البيئة والفضاء ][©][§®¤~ˆ :: شؤون بيئية-
انتقل الى: