[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هناك من الغواصيــن من يدركون مـا يفعلونــه و يستعدون علميـاً و
نفسيــأً و جسمانيــاً و بالتخطيط المحكم و بالمعدات و فريـق العمل كما في
حـالـة دايف أمـا في الجانب الآخــر فهنـاك صنف من الغواصين يمارسون الغوص
العميق بين الفينـة و الأخرى و هو غوص مزاجي يتم دون تخطيط أو معرفـة أو
معدات و يتسم بعدم وجود هدف واضح و يتبــع مقولــة " يلا شبــاب " , تتسم
هذه الفئـة عادةً بقلـة الخبـرة و عدم الإلمـام بمخاطر هذا النوع من الغوص
,و الأخطـر من ذلك قيام بعضهم بالنزول عميقـاً لمجرد مشـاهدتهم لشيء مـا
أثـار انتباههم أثناء وجودهم تحت المـاء في غوصـة عاديـة لهم , أما البعض
الآخـر فمجرد وجود أحدهم ضمن مجموعـة من الغواصين في رحلـة غوص يقوم
بالمشـاركة في غوصـات عميقـة مجارة للآخرين و لمجرد قيامهم بهـا , هؤلاء
يغوصون دون استعداد ذهني أو تدريب وحتى دون معدات ملائمـة وهم قطعاً أقل
قدرة على مواجهـة أي أمرٍ طاريء يمكن أن يحدث أثنـاء غوصتهم العميق وهم
بذلك كمن يضع رأسه بين فكي تمسـاح أو يراهن في لعبـة الروليت الروسـية .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عندمـا ننصح الغواصين بالغوص ضمن " حدود عمق آمنـة " يصعب تحديد العمق
الآمن والملائم لكل غواص فالقيـام بغوصـة إلى عمق 80 قدمـا /24 متـر في
ميـاه مائجـة عكرة شديدة البرودة مع وجود تيـار قوي أو في ظروف بيئيـة
أخرى غيـر ملائمـة قد تكون أشد خطورة من القيام بغوصـة إلى عمق يعادل ضعف
عمق هذه الغوصـة في ميـاه هادئـة و صـافيـة و دافئـة حيث تؤثـر عوامل
مختلفـة كمدى الرؤيـة ودرجـة حرارة الميـاه وخبـرة الغواص واستعداده
النفسي والجسماني على مدى راحـته وسلامتـه ومن ثم استمتاعـه بغوصتـه , من
هذا ندرك أن قدرة الغواص على التعامل مع المشاكل التي يمكن أن تحدث بسبب
ازديـاد العمق تتأثـر بجملـة من العوامل والمتغيرات كارتفاع الضغط الجزئي
لكل من النيتروجين و الأكسجين و تراكم ثاني أكسيد الكربـون و تدني القدرات
الذهنيـة و الإجهـاد وهي عوامل متغيرة يصعب قياسهـا والتنبؤ بهـا وهي
العوامل التي يجب على كل غواص أخذهـا في الاعتبـار عند تحديد عمق أيـة
غوصـة يود القيام بهـا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مشكلـة أخرى يمكن أن تزيـد من آثـار الغوص العميـق وهي القيام بهذا
النوع من الغوص في مناطق بعيدة لا تتوفر فيهـا مراكز طبيـة متخصصـة ,
ونظراً لكون إصـابات الغوص تتطلب في كثيـر من الأحيـان علاجـاً في غرف
العلاج بالضغط العالي والتي يطلق عليهـا أيضـاً "غرف تخفيف الضغط " و عدم
توفـر هذا النوع من الخدمـات الطبيـة المتخصصـة في أو قريباً من المواقع
التي يكثـر الغوص فيهـا , وهنـا يصبح نقل المصـاب مشكلـة بحد ذاته , فنقل
المصـاب بالطائرة يزيد من تفاقم حـالته كما أن نقله بالسيارة يستغرق
وقتـاً طويلاً وهو ما قد يعرضـه لتعقيدات طبيـة ومضاعفات صحيـة , كذلك
وبعد استكمال العلاج يصبح من الضروري عدم الغوص أو السفر بالطـائرة لفترة
يقررهـا الطبيب المعالج وذلك لتفادي عودة أعراض المرض للظهـور وهو ما قد
يتسبب في إرباك جدول عمل المصـاب أو على أقل تقديـر يجعل من إجـازته فترة
إزعاج وخوف له وللمقربين منـه .