منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  من شجاعة اللغة العربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 من شجاعة اللغة العربية 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 من شجاعة اللغة العربية Empty
مُساهمةموضوع: من شجاعة اللغة العربية    من شجاعة اللغة العربية I_icon_minitimeالأحد 11 مارس - 9:30

تمتلك
اللغة العربية جملة من الظواهر التي تعبر عن شجاعتها وعبقريتها، ومن ذلك
أنها لغة تنتقل من الثقيل إلى الخفيف، وتوظف بعض الظواهر كالحذف رغبة في
الخفة واجتناب الطول، كما أنها توظف ظواهر أخرى كالنحت للتعبير عن شجاعتها
وقدرتها على الاستمرار والبقاء.
أولاً: من شجاعة اللغة العربية الانتقال من الثقيل إلى الخفيف
تمتلك
اللغة العربية جملة من العناصر تُمكّنها من الانتقال مما هو أثقل إلى ما
هو أخف، ومن هذه العناصر الضمائر؛ ذلك أن اللغة العربية قد تعوض الاسم
الظاهر بالضمير، لأن هذا الأخير أوجز وأكثر خفة من الاسم الظاهر، وتسمى
هذه الظاهرة في اللسانيات الحديثة بالإضمار pronominalisation، وهو إجراء
تركيبي يقوم أساساً على حذف الاسم الظاهر وتعويضه بضمير، وذلك ما توضحه
الأمثلة التالية:
1- حضر الطالبان:
(1-أ) حضرهما
(1-ب) حضرا
تمثل
الجملة (1) شكل البنية الأصلية قبل الإضمار، بينما تمثل (1-أ) مرحلة الحذف
والتعويض، وتمثل (1-ب) شكل البنية الفرعية النهائية بعد آخر مرحلة من
مراحل الإضمار، وهي استتار الضمير المنفصل وجوباً، وقد تركت عملية
الاستتار هذه أثراً محقّقاً (ألف الاثنين).
وهذا يعني أن اللغة العربية
تنتقل من الاسم الظاهر إلى عنصر أخف منه وهو الضمير المنفصل، ومن هذا
الأخير إلى الضمير المتصل الذي يعتبر أكثر خفة واستعمالاً من الضمير
المنفصل.
يقول ابن جني في هذا السياق: "الضمير المتصل وإن كان أضعف من
الضمير المنفصل، فإنه أكثر وأيسر في الاستعمال منه، ألا تراك تقول: إذا
قدرت على المتصل لم يأت بالمنفصل، فهذا يدلك على أن المتصل أخف عليهم وآثر
في أنفسهم".
يفهم من كلام ابن جني أن الضمير المتصل أكثر استعمالاً من الضمير المنفصل؛ لأنه أخف منه وأوجز.
وفي
اللسانيات الحديثة صيغت مبادئ تؤيد ما أثبته النحاة؛ ففي النحو التوليدي
–مثلاً– هناك ما يسمى بمبدأ اجتناب الضمير (Avoid pronoun)، وما يقصده
النحو التوليدي بالضمير المراد اجتنابه هو الضمير المنفصل أساساً.
فهذا
المبدأ يرصد فيما يرصد الحالات التي لا يستحسن فيها استعمال المنفصل من
الضمائر، وإنما تستعمل اللاصقة أوما يعبر عنه النحو التوليدي بالمقولة
الفارغة (pro).
فالمثال (أ) أكثر مقبولية (acceptabiliy) من المثال (ب):
أ- انتقدت الرجل الذي جاء؟
ب- انتقدت الرجل الذي جاء هو
ففي
حالة إضمار الفاعل، تنتقل اللغة العربية من الضمير المنفصل إلى الضمير
المتصل أو اللاصقة، لكون الضمير المتصل تقليصاً (réduction) للضمير
المنفصل، وهذا ينسجم مع ما يسمى بقانون الجهد الأدنى العام (le moindre
effort) الذي يهدف إلى إيصال المراد والمبتغى إلى المتكلم بأقل جهد ممكن
وبوضوح تام.
وفي اللسانيات الوظيفية هناك ما يسمى بمبدأ التعقيد
المقولي، الذي يقتضي أن اللغة الطبيعية تُرتَّب مقولاتها حسب درجة تعقيدها
المقولي؛ توخّياً للخفّة واجتناب الثقل، حيث تقدم العناصر الأقل تعقيداً
على العناصر الأقل تعقيداً من الناحية المقولية، وبناءً على ذلك، فإن
الفاعل في اللغة العربية –مثلاً– قد يزحلق إلى يسار المفعول به بناءً على
ما يسمى بقاعدة زحلقة (extraposition) المركب الاسمي الثقيل (heavy Np
chift)(5) كما يتضح من المثال التالي:
- ضرب خالداً هذا الرجل الذي ترى.
إذ
نلاحظ أن المفعول به قد قُدِّم على الفاعل؛ لأن هذا الأخير مركب اسمي ثقيل
مقارنة مع المفعول به، فالجملة السابقة أكثر مقبولية من الجملة الآتية:
- ضرب هذا الرجل الذي ترى خالداً.
ثانياً: من شجاعة اللغة العربية دمج الحروف
دمج
الحروف: ظاهرة توظفها اللغة العربية؛ توخّياً للخفة واجتناب الثقل، ويعبر
عنها في الدرس اللغوي القديم بظاهرة الإدغام، إذ تستغني اللغة العربية عن
كتابة حروف بكاملها، وقد تلجأ إلى حذف حروف.
والأمثلة التالية خير دليل
على ذلك؛ إذ نقول: (عمَّ؟) وأصلها (عن ماذا) والعبارة الأولى أوجز وأكثر
خفة من الثانية، وأيضاً (لِمَ؟) وأصلها (لماذا)، و(مِمَّ؟) وأصلها (من
ماذا)… إلخ.
ثالثاً: من شجاعة اللغة العربية وقدرتها على البقاء ظاهرة النحت
مفهوم
النحت: النحت هو النشر والقشر، ونَحَتَ الجبلَ يَنْحَتُهُ: قَطَعَهُ، وفي
التنزيل: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ}
[الشعراء:149، وقيّد بعضهم النحت في الشيء الذي فيه صلابة وقوة كالحجر
والخشب ونحو ذلك.
والنحت في الاصطلاح، عرّفه ابن فارس بقوله: "ومعنى النحت أن تأخذ كلمتين وتنحت منهما جميعاً كلمة، تكون آخذةً منهما بحظّ".
ويُعرّفه
الدكتور نهاد الموسى بقوله: "هو بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر أو من
جملة، بحيث تكون الكلمتان أو الكلمات متباينتين في المعنى والصورة، وبحيث
تكون الكلمة الجديدة آخذة منهما جميعاً بحظ في اللفظ، دالّة عليهما جميعاً
في المعنى".
من خلال هذه التعاريف يتبين أن النحت نوع من الاشتقاق،
وإذا استعملنا مصطلحات لسانية صحَّ أن نقول إن النحت ضربٌ من الاختزال
(réduction)؛ حيث يتم اختزال كلمتين أو أكثر في كلمة واحدة، وتقوم هذه
الظاهرة على ما يسمى في اللسانيات بالدمج (incorporation)، حيث يتم دمج
كلمات عديدة في كلمة واحدة.
أنواع النحت:
يمكن تقسيم النحت، حسب طبيعة المقولات التركيبية المنحوتة، إلى ما يلي:
أ. النحت الاسمي: وهو أن يُنحَت من كلمتين اسماً نحو (زمكان)، من: "زمان" و"مكان".
ب. النحت الفعلي: وهو أن يُنحَت من كلمتين أو من جملة بأكملها فعلاً واحداً، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
- (حَمْدَل)، إذا قال: "الحمد لله".
- (بَسْمَل)، إذا قال: "بسم الله الرحمن الرحيم".
- (حَسْبَل)، إذا قال: "حسبي الله ونعم الوكيل".
ج- وهناك كلمات أُوِّلَت على أنها منحوتة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بباب (النُّكَت والطرائف)، وقد يكون هذا النوع لأخذ العبرة.
ومن
أمثلة ذلك ما أورده الجاحظ في كتابه (البخلاء) عن أبي عبد الرحمن الثوري
أنه قال لابنه: "أي بُني، إنما صار تأويل الدرهم، دار الهم، وتأويل
الدينار: يدني إلى النار". قال الجاحظ: "إنما هذا شيء كان يتكلم به عبد
الأعلى، وإذا قيل له: لِمَ سُمي العصفور عصفوراً؟ قال: لأنه عصى وفرّ".
وظيفة النحت:
بناءً على المعطيات السابقة يمكن القول بأن للنحت وظيفتين أساسيتين:
أ- الوظيفة الأولى تتمثل في كونه وسيلة من وسائل تنمية اللغة وتكثير مفرداتها؛ حيث يتم اشتقاق كلمات جديدة لمعان حديثة.
وإذا
استعملنا مصطلحات النحو التوليدي صحَّ أن نقول إن النحت إجراء توليدي؛ إذ
يساهم في توليد كلمات جديدة في اللغة العربية، ومن هذه الزاوية يسعى إلى
تنمية اللغة وتوسيعها، ومن ثم فهو يعبر عن شجاعة اللغة العربية وعبقريتها.
ب-
أما الوظيفة الثانية فتتمثل في كونه وسيلة من وسائل الإيجاز والاختصار،
ومن ثم التواصل بأقل ما يمكن من الكلمات. يقول ابن فارس: "العرب تنحت من
كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار". وقال جرجي زيدان: "النحت ناموس
فاعل على الألفاظ، وغاية ما يفعله فيها إنما هو الاختصار في نطقها".
وفي
وقتنا الحالي عِوَض أن يُوظَّف النحت يتم استعمال وسائل أخرى لها نفس
الوظيفة كاستعمال الحرف الأول من الكلمة فقط (Abreviation) كأن
نختصر:(منظمة التربية والعلم والثقافة) (UNESCO) في الحروف التالية:
(م-ت-ع-ث) وهذه الظاهرة تستعمل بكثرة في الجرائد والصحف، والغاية منها
الاختصار والتواصل بأقل ما يمكن من العناصر اللسانية.
وفي الختام، فقد
لاحظنا أن اللغة العربية تمتلك جملة من الظواهر التي تعبر عن شجاعة هذه
اللغة وعبقريتها، وإزاء كل هذه المزايا والخصائص في اللغة العربية ألا
يجدر بنا أن نعتز بها ونحبها؟ أليس من حقها علينا أن نتذوقها ونستمتع
بجمالياتها؟
فإن كنتَ تحب هذه اللغة حقّاً يجب عليك أن تتدانى منها
وتتعلم فنونها وخصائصها بإخلاص؛ ذلك أن معرفتك بخصائص اللغة العربية يعني
احترامك لذاتك قبل اعتزازك بلغتك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
من شجاعة اللغة العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عجائب اللغة العربية
»  من كليات اللغة العربية
»  الدماء في اللغة العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: لغة الضاد-
انتقل الى: