انفجار البراكين
لا شك في أن البراكين هي إحدى أكثر المتغيرات الطبيعية
غموضاً وأكثرها خطورة، ويوجد آلاف البراكين في العالم تهدد الحياة البشرية
في حال كونها نشيطة، فهي تستطيع تدمير الحياة بإذن ربها لو انفجرت.
لا يستطيع أحد بالفعل فهم هذه الكتل المحترقة، ولكن العلماء يعملون على السيطرة على الأخطار التي تمثلها.
إن تقلب البراكين هائل، فهي قادرة بقدرة الله تعالى على الانفجار فجأة، بعد فترة قد تصل إلى ستمائة عام من الهدوء والخمول المطلق.
وعندما تنفجر، تقذف الحمم وغيوم الرماد، على ارتفاع يصل
إلى ثلاثين كيلومترًا في السماء، فتثير الجو وتدمر المزروعات، يخشى
الباحثون أن يكون للانفجارات تأثير طويل الأمد على المناخ العالمي.
تم تطوير أنظمة المراقبة المرتبطة عالميًا للتوقع الدقيق
لانفجار البراكين، صممت أحدث التقنيات لتحديد المسافة التي ستقطعها غيوم
الرماد، واتجاه تدفق الحمم ومتى ستتصلّب.
"آيسلندا" هي ضمن أكثر المناطق البركانية نشاطًا في
العالم، بوجود مائة وخمسين بركانًا تتفجر كل أربع سنوات، منذ وصول
المستوطنين إلى هنا قبل ألف عام.
إن المنظر الطبيعي المغطى بحقول الحمم يجذب العلماء وعلماء
البراكين من جميع أنحاء العالم، كما أن السنوات القليلة الماضية شهدت
ارتفاعًا كبيرًا في الحركة البركانية في الدائرة القطبية على الجزيرة.
يوجد في "آيسلاند" بركانان يعدان خطيرين جدًا، ويقوم فريق
العلماء الألماني من جامعة "ميونيخ" حاليًا بالأبحاث عن أحد هذين
البركانين.
يقوم العالم الجيولوجي "أولريخ موزير" بأبحاث عن براكين
"آيسلندا" منذ أكثر من عشرين عامًا، وقد ألِف تضاريس البلاد الصعبة التي
يوجد فيها عدد قليل من الطرقات الجيدة، وأحيانًا يضطر العلماء إلى السير
عبر أرض وعرة.
يتحضر العلماء الألمان للانفجار المئوي لبركان "كاتلا"
الذي يقع جنوب الجزيرة مختبئًا خلف جبل "ميرداجكول" الجليدي، وتبلغ مساحته
ستمائة كيلومتر مربع.
إذا ما انفجر البركان، قد تسبب الصخور الذائبة ذوبان كميات
هائلة من الجليد الذي بدوره يسبب موجة فيضان عملاقة، مع حدوث الانفجار
الأخير قبل ثمانية أعوام، يتوقع الباحثون بأن يحصل الانفجار التالي قريبًا.