بسم الله الرحمن الرحيم
[center]إلى داعية ترك الناس؟
أين ذهب الشيخ الفلاني؟؟ لماذا لم نعد نراه ؟؟ لماذا يرفض الداعية الفلاني إعطاء درس في المسجد أو الجامعة ؟؟ لماذا لم يأخذ الداعية الفلاني دوره في الإصلاح بين الناس وحل مشاكلهم ؟؟ لماذا ذلك الشيخ يعتزل الناس؟؟
كثيرا ما نسمع هذه الأسئلة وغيرها حول اعتزال بعض الدعاة المعروفين في بلادهم والشيوخ المعروف عنهم علمهم ودينهم ،
نسمع عن اعتزالهم الناس ، وعدم مشاركتهم هموم الناس وافراحهم بل وحتى
كتمهم لعلمهم وعدم عقد جلسات العلم والدروس للناس.!! ما السبب في هذا كله
؟؟ وهل هذا شيء طبيعي في جسم الدعوة؟؟
أولا الأسباب:
1- غياب مسئولية الدعوة عند البعض وعدم الشعور بواجبه نحو الدعوة إلى الله.وذلك يشير الى وجود خلل في نية الداعية وإخلاصه في دعوته.
2- الإحباط واليأس والانهزامية، فقد تمر على الداعية فترة إحباط ويأس من مشروعه الدعوي لأسباب كثيرة :
أ- القلة في الإنتاج في العمل الدعوي.
ب- تأخر قطف ثمرة الدعوة.
ج- عدم مشاركة أو تحفيز من الآخرين.
3- الانشغال بالملهيات غير العلمية والعملية والتي لا يتبعها عمل ولا إنجاز.
4- عدم الاستزادة من العلم الشرعي بطريقة مستمرة، والاكتفاء بالعلم الذي اكتسبه سابقا ، مما يجعل بينه وبين العلم مساحة واسعة تضعف عطاؤه.
5- كثرة الجدل عند البعض في أمور لا تعود عليهم بالفائدة وربما تكون من الأمور الخلافية التي يسوغ فيها أكثر من رأي.
6- ضعف الداعية أمام المجتمع وعدم
قدرته تحمل النقد والأكاذيب والتهم التي قد يتعرض لها الداعية أثناء عمله
في الدعوة، فالداعية وخلال عمله الدعوي يتعرض للكثير من الاتهامات من قبل
المُشككين له ولدعوته وكذلك أعداء الدعوة الذين يتربصون به .
7- الخوف من الابتلاء ، فقد تجد في زماننا هذا الذي حورب فيه الدعاة ، تجد من يضعف أمام هذه الحرب ويترك الناس خائفا من الابتلاء والمحنه .
العلاج :
للأسف نضع العلاج لهؤلاء الدعاة ونحن نعلم أنهم يدركون العلاج لمرضهم هذا ، فهم الدعاة الذين واجهوا هذه الآفات خلال عملهم الدعوي ، وهم الدعاة الذين قرؤوا القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والتي لم تخلوا من حديث عن هذه الآفات والحلول لها :
· تذكر قيمة الدعوة..ما
الذي أعده الله - عز وجل - للدعاة الذين يبذلون أوقاتهم في سبيل نشر الخير
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لو وقفنا عند الآيات والأحاديث التي
تبين لنا أجر الدعاة وثوابهم لوجدنا أن الدعاة إلى الله يدخلون في كل
الأصناف الخيرة التي يرضى عنها الله - عز وجل - ويطلبها: فالدعاة هم خير
هذه الأمة على الإطلاق ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) و يكفي الدعاة سمواً وفلاحاً أنهم المفلحون والسعداء في الدنيا والآخرة : ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،وأولئك هم المفلحون))
· حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "الذي
يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يتحمل أذاهم"
رواه الترمذي وابن ماجة، ومعنى الحديث: أن المؤمن الذي يخالط الناس،
ويدعوهم إلى الخير، ويدعوهم إلى الإسلام، ويصبر على ما يناله من أذى في
سبيل دعوتهم، وإيصال الخير إليهم خير من المؤمن الذي ينعزل عن الناس؛ لأن
الأول صاحب نفع متعد، والثاني صاحب نفع خاص، فالحديث عام في جميع الناس.
· قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ
وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
وتجري عليه أحوال عجيبة قد لا تخطر على باله ولا تجري في حسابه.
ويفقد أمورا ثمينة قد أنفق فيها الغالي والنفيس.
ومع
كثرة البلاء يصيب المؤمن ضعف وخور ووهن شديد وقد يترك في نفسه آثارا سيئة
وأعراضا نفسية ورؤية متشائمة فينقطع عن الخير ويغلبه الحزن والاكتئاب
ويسوء ظنه بربه.
· قال رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحبّ قوماً ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرضا، ومن سَخِطَ فله السخط).
· إن قيامك بواجب الدعوة إلى الله دليل على صدق إتباعك لرسول الله
فكل من يقول إنه متبع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاشك أنه مطالب
برفع الدين ونشره فالله - عز وجل - يقول على لسان نبيه - صلى الله عليه
وسلم -: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)
هذه الآيات وسواه كثير تبين فضل الدعاة والأجر الذي أعده الله لهم ولنسمع
ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الأمر يقول - عليه
الصلاة والسلام - كما في صحيح مسلم ((من دعا إلى
هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص
من أجورهم شيء، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل وزر من اتبعه، من
غير أن ينقص من أوزارهم شيء)).