سبيل النجاة واحدٌ لا ثاني له
لو اعتبر الناس وتفكروا في تقلب الليل والنهار وانقضاء الأعمار
وبغتة الآجال وغرور الآمال وفتنة الأهل والمال
وسرعة تعاقب السنين والانخداع بزخرف الدنيا
والانهماك في ملذاتها وقد آذنت بزوال
لو تفكروا واعتبروا في ذلك؛ لأصلحوا الأعمال؛
وقدَّموا لآخرتهم الحسنات، وكفَّوا عن السيئات
ولكان همهم حسن المآل وعاقبة الأحوال
ولنزعوا من شر الأخلاق إلى أفضل الخصال
لكن النقص والخلل في الاعتقاد والأعمال والأقوال
بما يرد على القلوب من الشهوات والشبهات
وضعف العزائم والإرادات في أداء الفرائض والواجبات
والوقوع في المحرمات، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم
(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)[1]
يا من اغتر بالنعم، ويا من لم يساكن قلبه الندم
يا من تجرأ على ذي المجد والكرم، يا من نسي الموت وفجأته
ويا من نسي القبر وظلمته والصراط وزلته
اتق الله في نفسك؛ فلن تطيق بطش الله وعقوبته.
واعلموا أن سبيل النجاة واحدٌ لا ثاني له
وهو ما سلكه السلف الصالح؛
فإن اقتفيت آثارهم كنت من الفائزين وإن خالفتهم كنت
من الهالكين
أين نحن من أولئك السلف الصالحين الذين رفعهم الله درجات، وجعلهم قدوة في الصالحات ؟
طهرتهم العبادات وزكتهم أعمالهم ولم يتدنسوا بالسيئات
إن كنت على نهجهم؛
فاحمد الله، واسأل الثبات على دينك
وإن كنت مقصراً -والتقصير واقع من كل أحد-؛
فاجتهد لتكون معهم، وإن كنت مخالفاً لهم
فتب إلى الله قبل الموت، تمسك بالكتاب والسنة
واعرف حال السلف الصالح وأحببهم ؛
فإن النبي -صلى الله عليه وسلم
قال: (المرء مع من أحب)(2)
للشيخ: عبد الرحمن الحذيفي –حفظه الله
***
(1)الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 52
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
***
(2)الراوي: زر بن حبيش المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3535خلاصة حكم المحدث: حسن