يخطر
ببالِ الواحد منا أسئلة قد يحتار فيها ! ولكن الحبيب المصطفى - صل الله
عليه وآله وسلم - ما ترك شيئاً إلا وجوابه موجودٌ في موسوعة أحاديثه
العظيمة .
ومن هذه الأسئلة
هل يوجد حيوانات في الجنة ؟
والجواب كما بينه علماؤنا -جزاهم الله عنا خيراً الحيوانات التي جاءت الأخبار أنها في الجنة على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : ما جاء منها أنها حيوانات مخصوصة بعينها في الجنة مثل : كلب أهل الكهف ، وناقة صالح عليه السلام ، وهذه لم يصح منها شيء .
والقسم الثاني : ما جاء ذكره في القرآن والسنة مما أعدَّه الله للمؤمنين في الجنة ، سواء نصَّ عليها كالطيور كما في
قوله تعالى :
{ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ }
الواقعة / 21
أو أطلق ذكرها كقوله تعالى :
{ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ }
الطور/22
ومثل ذلك - أيضاً - الثور الذي أعدَّه الله تعالى
طعاماً لأهل الجنة
كما جاء عن ثوبان مولى رسول الله صل الله
عليه وسلم قال :
[
كنت قائما عند رسول الله صل الله عليه وسلم . فجاء حبر من أحبار اليهود
فقال : السلام عليك يا محمد ! فدفعته دفعة كاد يصرع منها ... " قال
اليهودي : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال : ينحر
لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها ]
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو
الرقم: 315خلاصة حكم المحدث: صحيح
والقسم الثالث : ما ورد في السنة الصحيحة من النص على بعض الحيوانات بعينها أنها في الجنة ومنه :
أ. عن أبي هريرة رضي الله عنها قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
[ صلوا في مراح الغنم ، وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة ]
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو
الرقم: 3789خلاصة حكم المحدث: صحيح
******
والرغام (بالغين) هو التراب ، وروي الرعام
(بالعين) وهو ما سال من أنف الشاة .
والمعنى : امسحوا عنها التراب ، أو امسحوا ما سال من أنفها ، إصلاحا لشأنها ، ورعاية لها .
قاله المناوي في فيض القدير .
ب. عن أبو مسعود الأنصاري قال :
[ جاء رجل بناقة مخطومة . فقال : هذه في
سبيل الله . فقال رسول الله صل الله عليه وسلم
( لك بها ، يوم القيامة . سبعمائة ناقة . كلها مخطومة ) ]
الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1892خلاصة حكم المحدث: صحيح
*****
قال النووي :
قوله
: معنى مخطومة أي : فيها خطام , وهو قريب من الزمام ، قيل : يحتمل أن
المراد له أجر سبعمائة ناقة , ويحتمل أن يكون على ظاهره ويكون له في الجنة
بها سبعمائة كل واحدة منهن مخطومة ، يركبهن حيث شاء للتنزه , كما جاء في
خيل الجنة ونجبها ، وهذا الاحتمال أظهر ، والله أعلم شرح النووي .
وقد ورد في أحاديث صحيحة أن أرواح الشهداء في حواصل طير في الجنة تسرح حيث شاءت .
[ عن عبدالله بن مسعود أنه سئل عن قوله تعالى :
{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم }
فقال
: أما إنا قد سألنا عن ذلك ، فأخبرنا أن أرواحهم في طير خضر تسرح في الجنة
حيث شاءت ، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش ، فاطلع إليهم ربك اطلاعة فقال
: هل تستزيدون شيئا فأزيدكم ؟ قالوا : ربنا
وما
نستزيد ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا ، ثم اطلع عليهم الثانية ، فقال : هل
تستزيدون شيئا فأزيدكم ؟ فلما رأوا أنهم لا يتركون ، قالوا : تعيد أرواحنا
في أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا ، فنقتل
في سبيلك مرة أخرى ]
الراوي: مسروق المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو
الرقم: 3011خلاصة حكم المحدث: صحيح
وينبغي أن يعلم أن الطيور والخيل والإبل التي في الجنة لا تتفق مع ما في الدنيا إلا في الأسماء فقط
أما
حقيقة صفتها فلا يعلمها إلا الله تعالى ، غير أننا نعلم أنها في غاية
الجمال والبهاء لأنها من أنواع النعيم الذي أعده الله تعالى لأوليائه في
الجنة
نسأل الله تعالى أن ينعم علينا ويدخلنا الجنة برحمته إنه جواد كريم .