إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أخماج الجملة العصبية بالحمات البطيئة أو الكامنة
أخماج الجملة العصبية بالحمات البطيئة أو الكامنة
لقد
بحث التهاب السحايا والدماغ الحاد سابقاً، يقصد بخمج الحمات البطيئة
مجموعة من الأمراض القابلة للانتقال ذات فترة كمون طويلة تفصل بين التلقيح
الأولي وحدوث المرض .
يحدث الخمج الكامن بحمة الحلأ - الحماق بعد هجوع الحمة ( في العقد الحسية ) بعد الخمج الحاد ، لتنشط بعد سنوات كحلأ نطاقي .
لأخماج
الحمات البطيئة نوعان : الأول ويتسبب عن عامل قابل للانتقال ، غير متميز
تماماً مقاوم جداً لوسائل التعقيم العادية ، ولذا لم تعرف حتى الآن صفاته
الشكلية ولا يشبه أي حمة معروفة ؛ وقد أطلق عليه بعضهم اسم بريون Prion ،
والآخر ينتج عن أشكال من الحمات التقليدية وله صلة بشذوذ استجابة الثوي
المناعية .
فالأمراض الناجمة عن العوامل الأولى تشمل الكورو ومرض
كوتزفيلدت – جاكوب . أما الأخماج البطيئة المسببة عن حمات فتشمل التهاب
الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد ، والتهاب الدماغ الشامل الترقي بالحصبة
الألمانية أو اعتلال الدماغ المترقي العديد البؤر . وقد فكر أيضاً بوجود
خمج حمي مزمن مترقٍ أو خمج حمي ناكس ، دون التمكن من إثبات ذلك في عدة
أمراض عصبية نادرة ، منها الصرع البؤري المزمن والتهاب السحايا الناكس
لمولاريه ، ومتلازمة بهجت ومتلازمة فوكت – كوياناجي – هاردا . كلها تظهر
في تاريخها الطبيعي بعض صفات الالتهاب . وقد بحث أيضاً ، دون جدوى ، عن
حمة بطيئة في عدة أمراض عصبية أخرى فيها التصلب العديد ومرض باركنسون ومرض
العصبون الحركي .
أخماح الجملة العصبية بالحمات البطيئة :
المرض | الحمة |
الايدز
| حمة عوز المناعة المكتسب البشري ( HIV )
|
اعتلال بيضاء الدماغ البؤري المترقي
| حمة JC
|
التهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد
| حمة الحصبة
|
التهاب الدماغ الشامل المترقي بالحصبة الألمانية
| حمة الحصبة الألمانية
|
مرض كروتزفيلد – جاكوب
| بريون؟
|
الكورو
| بريون؟
|
الكورو Kuru :
مرض
يصيب قبيلة ابتدائية في غينيا الجديدة يوفر النمط البدئي لوجود جزئيات
خمجية لا مناعية من الحمات . يحدث المرض رنحاً مترقياً ، وشللاً عينياً
وخرفاً . ويؤدي إلى الموت خلال 3 – 20 شهراً .
ويبدو أنه ينتقل من
شخص لآخر عن طريق أكل لحم البشر القبلية وقد أدى تلقيح المادة الدماغية
لمريض بالكورو إلى الشمبانزي ثم إلى عدة حيوانات ثديية أخرى ، إلى إصابة
هذه الحيوانات وبالتالي إلى اكتشاف عامل مخمج واحد . ومنذ أن توقفت هذه
القبائل عن طقوس أكل لحم البشر القبلية زال الكورو تقريباً .
مرض كروتزفيلدت - جاكوب Greutzfeldt- Jakob :
يحدث
بعد سن الأربعين وينتشر في كل العالم . يتميز المرض برمع مترق وبعلامات
إصابة العصبون الحركي العلوي ، وبرنح وتراجع عقلي . وكلها تتطور سريعاً
خلال أسابيع أو شهور قليلة . ولا تحدث حمى أو تغيرات في الدم أو الـ س د
ش؛ ولكن تخطيط كهربائية الدماغ يبدي باكراً بطئاً منتشراً ، وأخيراً يبدي
انفجارات قصيرة بشكل موجات ذروية.
وعلى الرغم من أن المرض نادر
نسبياً وإفرادي في توزعه ، فقد لوحظ وجود استعداد عائلي خفيف . وهو
كالكورو الذي قد يكون له صلة سببية خمجية به ، يمكن للمرض أن ينتقل إلى
أنواع مختلفة من الحيوانات . ويبدو أن الأشخاص المعايشين للمرضى لا
يتعرضون للعدوى . ولكن شوهد انتقال المرض من مريض لآخر عبر زرع قرنية
ملوثة ، أو باستعمال مساري كهربائية دماغية أو أدوات جراحية عصبية كانت
استعملت لمصابين بهذا المرض . وليس له معالجة مفيدة .
وقد بحثت
المشاكل العصبية المشاركة لمتلازمة عوز المناعة المكتسب ( الايدز ) في
الفصل 97 . وحمة الايدز تشارك في شذوذات عصبية مختلفة. وأكثر المضاعفات
العصبية شيوعاً تنجم عن غزو الحمة للدماغ مباشرة محدثة اعتلالاً دماغياً
يطلق عليه اسم خرف الايدز . ويبدأ الاضطراب عادة خلسة ويترقى خلال شهور
وحتى سنوات .
وقد يكون بدء الاضطراب حاداً أو تحت الحاد . ويتمير
خرف الايدز بضعف التركيز وضعف الذاكرة وببطيء التفكر وبشذوذات السلوك ،
وبالانسحاب من المجتمع وبالخمول . وقد يصاب بعض المرضى بالهيوجية والتخليط
أو الأهلاس . والعلامات الحركية شائعة ولكنها خفيفة عادة فتضطرب سريعاً
الحركات المتعاقبة وحركة العينين وتصبح المشية رنحية قليلاً . ومع تقسم
المرضى يزداد الخرف وقد يتشارك مع اعتلال الحبل الشوكي فيظهر- ضعف تشنجي
في الطرفين السفليين وسلس البول . وفي النهاية يصبح المريض قعيد الفراش
قبل أن يموت بمرض جهازي آخر . يجب أن يميز خرف الايدز عن الأخماج
الانتهازية أو الأورام التي تصيب الدماغ أيضاً.
ويكشف التصوير
الدماغي بالكات وبالمراي في الايدز ضموراً دماغياً وبقعاً في المادة
البيضاء في عدد وافٍ من المرضى . وقد ترتفع وحيدات النوى والبروتين قليلاً
في الـ س د ش وقد أمكن زرع الحمة من الـ س د ش .
وليس للمرض علاج
ثابت معروف ولكن الدلائل توحي بأن الـ AZT قد يؤخر تقدم المرض . وتخفف
المهدئات القلق المشارك للخرف في بدئه وقد يضطر لاستعمال الأدوية العصبية
الأقوى ( كالبوتيروفينونات - والفنوتيازينات ) للسيطرة على السلوك مع تقدم
المرض.