زارني بالْأمْس طيْفُكْ
ثائِرٌ غَضْبانُ يَدْنُو
ثمَّ يَنْأَى ثمَّ يَفْرِكْ
قُلْتُ أَهْلاً
قَالَ وَيْحَكْ
قُلْتُ سَهْلاً
قالَ وَيْلَكْ
أَيْنَ أنْتَ دَخَلْتَ قَلْبي
هَلْ نَسِيتَ
فَلسْتُ أَنْسَى
يَوْمَ غَلَّقْتَ النَّوَافِذَ
فاسْتَحَالَ الْبابُ بَعْدَكْ
وانْتَزَعْتَ الْقَلْبَ مِنِّي
سَاعَةً تَرْضَى فأَشْكُرْ
سَاعَةً تَأْسَى وتهْجُرْ
واسْتَبَحْتَ الرُّوحَ وَحْدَكْ
واتَّخَذْتَ الْقَلْبَ قَصْراً
أنْتَ فيهِ أَمِيرُ نَفْسِي
أنْتَ يَوْمِي أَنْتَ أَمْسِي
كُلُّهُ تاللهِ مِلْككْ
واعْتَلَيْتَ الْقَلْبَ تِيهاً
صِرْتَ تَحْكُمُ فِيهِ فَرْداً
إِنْ نهيْتَ فَلا مَرَداًّ
إِنْ أَمَرْتَ يُطَاعُ أَمْرُكْ
وافْتَرَشْتَ الْعَيْنَ مَهْداً
في رَوَاحِي حِينَ أغْدُو
في مَنامِي حِينَ أَصْحُو
والْتَحَفْتَ الْجَفْنَ سِتْرَكْ
وامْتَطَيْتَ الْحُلْمَ صَحْواً
أوْ مَنَاماً أوْ قِياماً
أو قُعُوداً مِثْل رَحْلكْ
ثُمَّ هَجْرٌ مِنْكَ يُضْني
مَنْ تَكُونُ عَلامَ تهْجُرْ
أيْنَ أنْتَ وكَيْفَ تُدْرَكْ
قُلْتُ صَبْراً
قالَ مَهْلَكْ
قُلْتُ عُذْراً
قالَ تهْلكْ
قُلْتُ إنْ أَهْلِكْ فَمَرْحَى
بالْهَلاكِ رِضًى وطَوْعاً
في رِحَابٍ قُلْتِ أَمْلُكْ
أَغْرِقِيني في جَمَالٍ
في دَلالٍ مِنْ خَيالٍ
ما أَرَى في الْحُورِ مِثْلكْ
اغْضَبي ثُورِي تَعالَيْ
أَسْمِعِيني لا تُبَالي
واصْرُخِي اللهَ صَوْتُكْ
هَدِّدِي أَرْكانَ قلْبي
واقْرَعِي أجْراسَ عَقْلِي
نَدِّدِي قُولي أُحِبُّكْ
واقْتُلِي شَوْقاً تَلَظَّي
نارُهُ بالطَّبْعِ تَصْلَى
في فُؤدِاي قَبْلَ قَلْبِكْ
أَعْلِني حَرْباً ضَرُوساً
تَبْتَدِي بالْعِشْقِ عَزْفاً
تَنْتَهِي بالشَّوْقِ نَزْفاً
في رُبُوعِي أوْ بِرَبْعِكْ
أنْتِ كُلِّي يا حَياتي
مثلما قَدْ كُنْتُ كُلَّكْ
فاهْدَئي ولْتَسْمَعِيني
إنَّني دوْماً أُحِبُّكْ