تحتوي على جزء شديد
السمية في جسمها يكفي المليمتر الواحد منه لقتل الانسان على الفور ولذلك
فإن تناولها بحاجة الى مهارة شديدة، مهارة تتطلب اكتشاف الجزء السام
وتفاديه،
وهنالك مطاعم في اليابان مختصة بتقديم السمكة المنتفخة، لا يستغرب
العاملون فيها اذا
سقط الزبون بشكل
مفاجئ عن الكرسي، قبل أن يتمكنوا من استدعاء سيارة الاسعاف، فقد دخل في
المحظور،
وأكل شيئا من الجزء السام. والغريب ان الجهاز التناسلي الذكري لهذا النوع
من الاسماك
مفيد جدا والجهاز التناسلي للآنثى قاتل جدا ويتم التخلص منه
بقرار من الصحة باليابان !
تعيش السمكة
المنتفخة منعزلة وفي العادة تكون في المياه البطيئة الانسياب سواء كانت
عذبة أو مالحة أو شديدة الملوحة، تضع بيضها جنبا إلى جنب مع المني بالقرب
من قاع البحر وتكون اليرقة طليقة تسبح في المياه المكشوفة لمدة تصل إلى
ثلاثة أشهر. أحد أنواع سمكة المنفاخ هي سمكة المحيط المنتفخة وهي نوع سريع
السباحة ويتصف أعلاها باللون الأزرق الغامض ويتصف أسفلها باللون الرمادي مع
بقع سوداء على كل الجوانب وهناك أشواك صغيرة مختفية في الحنجرة والبطن
وتعيش في كل أنحاء العالم بالقرب من سطوح البحار الدافئة. وبدلاً من أن
تدفع السمكة نفسها بواسطة الحركات المتموجة لجسمها وذيلها مثل باقي الأسماك
فإنها تقوم بحذف نفسها عبر الماء بواسطة تمويج زعانف ظهرها الضخمة
وزعانفها الخلفية من جانب إلى آخر، وتهز ذيلها وتجذف بزعانفها الصدرية التي
توجد بالقرب من الرأس. ومع أن حركتها بطيئة إلا أن طريقة سباحة هذه السمكة
تعطيها القدرة على المناورة فهي تستطيع الحركة إلى أعلى وأسفل وإلى الأمام
بل وإلى الخلف لتدخل مخبأها عند وجود أي خطر. أما إذا لم تسعفها حركتها
فتلجأ إلى تكتيكاتها التي اشتهرت بها ، فأي مفترس يريد مهاجمة هذه السمكة
يجد نفسه أمام المفاجأة …فتنفخ نفسها وتصبح في شكل كرة قدم، وذلك عن طريق
سحب الماء إلى داخل كيس مع المعدة وتحتفظ به بواسطة صمامات العضلات، فإذا
لم تملأه بالماء ملأته بالهواء لتحصل على نفس النتيجة. ولو حاول الحيوان
المفترس ابتلاع هذه الكرة فإنه إنما يبلع كرة تحتوي على سم عصبي قاتل فتكون
نهايته.
وبعد ان تشعر بالاطمئنان تعود الى حالتها
الطبيعيه
وباستطاعة اليرقة
الصغيرة التي تفقس من البيض أن تنفخ جسمها دفاعاً فور خروجها ، وتسبح في
المياه المكشوفة لعدة أسابيع قبل أن تستقر على صخر من الصخور. إن اسم فصيلة
سمكة المنفاخ هو تيتراودونتيدا أي رباعية الأسنان. وذلك لأن أسنانها تنصهر
في طبقتين اثنتين في الفك الأعلى وأثنين في الفك الأدنى. ولكل من هذه
الأسنان حافة حادة مدعومة بسطح قوي طحان أشبه بالسندان، ويعتبر مزيج هذه
التركيبة صلباً جداً يسمح للسمكة الكروية أن تعض الفريسة والمواد الصلبة
ببساطة وسهولة ويظهر ذلك عند تحطيمها للمحار والعظام بل وحتى الصخور.