[center]☺☺الحَمْدُ لله ربِّ الْعَالمَيِن، وَالصَّلاَة وَالسَّلاَم علَى خَاتِم الأَنبِيَاءِ وَالمرْسلين ☺☺
ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد :
بعض الناس يقولون أن الله فوق السموات ، وبعض العلماء يقولون أن الله ليس له مكان ، فما هو القول الصحيح في هذه المسألة ؟.
الحمد لله
استدلّ أهل السنة على علو الله تعالى على خلقه علواً ذاتياً بالكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة :
أولا
: فأما الكتاب فقد تنوعت دلالته على علو الله ، فتارة بذكر العلو، وتارة
بذكر الفوقية ، وتارة بذكر نزول الأشياء من عنده ، وتارة بذكر صعودها إليه
، وتارة بكونه في السموات...
فالعلو مثل قوله : ( وهو العلي العظيم ) البقرة/255 ، ( سبح اسم ربك الأعلى ) الأعلى/1.
والفوقية: ( وهو القاهر فوق عباده ) الأنعام/18 ، ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) النحل/50.
ونزول الأشياء منه، مثل قوله : ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض) السجدة/5 ، ( إنا نحن نزلنا الذكر ) الحجر/9 وما أشبه ذلك .
وصعود
الأشياء إليه ، مثل قوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
فاطر/10 ومثل قوله : ( تعرج الملائكة والروح إليه ) المعارج/4.
كونه في السماء ، مثل قوله: ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) الملك /16.
ثانياً: وأما السنة فقد تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله وإقراره :
فمما
ورد في قوله صلى الله عليه وسلم في ذكر العلو والفوقية قوله ( سبحان ربي
الأعلى ) كما كان يقول في سجوده وقوله في الحديث : ( والله فوق العرش )
.
(2)
وأما الفعل ، فمثل رفع أصبعه إلى السماء ، وهو يخطب الناس في أكبر جمع ،
وذلك في يوم عرفه، عام حجة الوداع فقال علية الصلاة والسلام ( ألا هل
بلغت؟ ) . قالوا : نعم ( ألا هل بلغت؟ ) قالوا: نعم ( ألا هل بلغت؟ )
قالوا : نعم . وكان يقول : ( اللهم ! أشهد ) ، يشير إلى السماء بأصبعه ،
ثم يُشير إلى الناس . ومن ذلك رفع يديه إلى السماء في الدعاء كما ورد في
عشرات الأحاديث . وهذا إثبات للعلو بالفعل .
(3)
وأما التقرير، كما جاء في حديث الجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه
وسلم : أين الله؟ قالت : في السماء. فقال : ( من أنا؟ ) قالت : رسول الله
. فقال لصاحبها : ( أعتقها، فإنها مؤمنة ) .
فهذه
جارية غير متعلمة كما هو الغالب على الجواري ، وهي أمة غير حرة ، لا تملك
نفسها، تعلم أن ربها في السماء، وضُلّال بني آدم ينكرون أن الله في السماء
، ويقولون: إنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال بل يقولون : إنه في كل
مكان !!.
ثالثاً:
وأما دلالة الإجماع ، فقد أجمع السلف على أن الله تعالى بذاته في السماء ،
كما نقل أقوالهم أهل العلم كالذهبي رحمه الله في كتابه : " العلوّ للعليّ
الغفار " .
رابعاً:
وأما دلالة العقل فنقول إن العلو صفة كمال باتفاق العقلاء ، وإذا كان صفة
كمال، وجب أن يكون ثابتاً لله لأن كل صفة كمال مطلقة ، فهي ثابتة لله .
خامساً:
وأما دلالة الفطرة: فأمر لا يمكن المنازعة فيها ولا المكابرة ، فكل إنسان
مفطور على أن الله في السماء، ولهذا عندما يفجؤك الشيء الذي لا تستطيع
دفعه ، وتتوجه إلى الله تعالى بدفعه، فإن قلبك ينصرف إلى السماء وليس إلى
أيّ جهة أخرى ، بل العجيب أنّ الذين ينكرون علو الله على خلقه لا يرفعون
أيديهم في الدعاء إلا إلى السماء .
وحتى
فرعون وهو عدو الله لما أراد أن يجادل موسى في ربه قال لوزيره هامان : (
يا هامان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله
موسى .. الآية ) . وهو في حقيقة أمره وفي نفسه يعلم بوجود الله تعالى حقّا
كما قال عزّ وجلّ : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) .
فهذه
عدّة من الأدلة على أن الله في السماء من الكتاب والسنة والإجماع والعقل
والفطرة بل ومن كلام الكفار نسأل الله الهداية إلى الحق .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد