[center]اسلام عمر- سورة طه
الخطبة الأولى
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وَصَفَ نوحاً بأنه عبداً شكوراً وجعل
لإبراهيم النار برداً وسلاماً وضياء ونوراً، ومدح أيوب على صبره وجعله
أواباً صبوراً ونادى على سيدنا محمد وقال: ((يا أيها النبي إنا أرسلناك
شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً..)).
قالت
ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سمعت رسول الله وهو ساجد يقول يا رب امتي
امتي فلما فرغ من الصلاة سالته يا رسول الله اتقول يا رب امتي وانت في
الدنيا فقال لها نعم يا عائشه اقول يارب امتي امتي في حياتي واذا دخلت
قبري قلت يارب امتي فاذا نفخ في الصور قلت يا رب امتي امتي
اخ الأسلام تزود من حياتك للمعادي وقم لله وأجمع خير زادي
ولا تركلن الى الدنيا كثيرا فأن المال يجمع للنفاذي
أترضى أن تكون رفيق قوما لهم زاد وأنت بغير زادي
واشهد ان نبينا وعضيمنا وقائدنا وقدوتنا وحبيبنا محمد رسول الله قال الامام علي كرم الله وجه سمعت رسول الله (r) يقول ستكون فتن قلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله
سيدي يا ابا القاسم يا رسول الله
ارسلت داعيتاً الى الرحمني ... ودعوة فاهتزت لك الثقلاني
اخرجت قومك من ضلالاة الهوى ... وهديتنا للواحد الدياني
صلى الله عليك يا علم الهدى ماهبة البنسائم وما ناحه الايك الحمائم
اما بعد فيا حماة الاسلام وحراس العقيده .
طه
(1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً
لِمَنْ يَخْشَى (3) ايها الساده الاعزاء اذهب بحضراتكم الى روضة طه لاقطف
من كل بستان زهره ومن كل حديقة ورده واكون منها باقة عبقه اضعها على قبر
الحبيب المصطفى.
طه
(1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً
لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ
الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) عندما
نقرأ صدر طه وعندما نطالع اول خيوط فجرها اذا بالمعاني تتداعى الى رجلاً
من ابطال الاسلام دخل الاسلام بسبب طه ان المعاني تتداعى وتشدنا شداً
عنيفاً الى جبار الجاهلية وعلاق الاسلام عمر ابن الخطاب عليه سحائب الرحمه
فما قصته مع طه ؟
يا عمر عمر قد كنت أعدا أعاديها فصرت لها بفضل ربك حصناً من أعاديها .
يقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اول ما دخل الاسلام في قلبي كنت اسير ذات ليله وسمعت رسول الله (r)
يقرأ سورة الحاقة واخذ النبي يقرأ السوره في بيته وعمر جالس تحت نافذة
البيت يسمع يسمع يسمع الى حلاوة القران وجلاله وجماله وكماله الرسول يقرأ
من سورة الحاقه وما ادراك ما الحاقه وبينما الرسول يتلوا وتلاوته تنساب
كانه قطرات الندى على الزهرة الضمئه اذا بعمر يقول في نفسه ان هذا الكلام
ليس كلام الله وانما كلا شاعر واذا بالرسول يقرء الايه ولم يسمعني انما
كنت اقول الكلام في نفسي اذا به يقرأ ويقول وما هو بقول شاعر قليلاً ما
تؤمنون فقلت في نفسي ان هذا الكلام كلام كاهن واذا به يقرأ الايه بعدها
ولابقول كاهن قليلاً ما تذكرون واذا اقول في نفسي ان هذا الكلام ليس كلام
الله انما هو كلام محمد واذا به يقرأ الايه التي بعدهها تَنْزِيلٌ مِنْ
رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ
لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)
فقلت في نفسي اشهد الله ان هذا الكلام كلام الله رب العالمين
من اراد ان يناجي الله فليدخل في الصلاة ومن اراد ان يناجيه الله فليقرأ القران .
معاشر الساده وتعالوا لنسير هذه الخطوات الى بيت عمر عمر عملاق عملاق كبير بلغ
من السن ستت وعشرين عاماً وبينما هو يمشي مشية الجاهليه يتبخطر كالطاوس
اذا برجل من المشركين يقول له علامى تمشي هذه المشية يا ابن الخطاب الست
تدري ماذا حدث في بيتك ان اختك اسلمت مع زوجها وهم يقران القران في بيتك
القران دخل بيت عمر
ايها
الاخوة الاعزاء ولم يصدق عمر الخبر وانطلق كانه الاسد الرهابن الجسور وطرق
الباب بعنف اءقران يدخل بيت عميد الجاهليه ما هذا وعلمت فاطمة بنت الخطاب
ان هذه طرقة اخيها فاشارت الى زوجها سعيد ابن زيد احد العشره المبشرين
بالجنه اشارت الى زوجها سعيد ومدرسهما خطاب ابن الارت ان يختبئى من وجه
عمر لاتتلقى هي الصدمة الاولى انها شجاعة الاسلام انها فاطمة بنت الخطاب
فلو كان النساء مثل هذه لفضلة النساء على الرجالي
فما التأنيث لأسم الشمس عيباً ... وما التذكير فخراً للهلالي
ان
عمر يدخل والبطش كله في وجهه ان دموع عينه تكاد تذرفاني من شدة الغضب وان
الدماء تغلي في عروقه كغليان الماء في القدر فوق النار قران يتلى في بيت
عمر ما هذا ودخل على اخته فاذا بيدها صحيفه ودون ان يتفاهم معها ضربها فشج
رأسها وسال دمها وبعد ذلك اخذ يراود نفسه ويتفاهم معها واذا بالعواطف ترحل
واذا بالعقل يتربع على المنصه واذا بعمر يسأل اخته ما هذه الصحيفه يا
فاطمه ؟ فقالت له قران يا عمر قران اعطنيها يا فاطمه قالت لا تمسها يا عمر حتى تغتسل فانك مشركون نجس الله الله
الله أكبر إن دين محمد *** أقوى و أقوَم قيلا
طلعت به شمس الهداية للورى *** وأبى له نجم النجــاة أفولا
و النور أدلج في شريعته التي *** جمعت فروعا للهدى و أصولا
لا تذكروا الكتب السوالف عنده *** طلع الصباح فأطفء القنديـلا
وذهب عمر لينفذ الامر وانقلب الاسد الرهبانو الى هراً وديع انقلب الاسد الى قط وديع ليتلقى انوار الهدايه وامسك بالصحيفة فاذا بها
طه
(1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً
لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ
الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ
الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ
وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى (8)
وبعدما فرغ عمر من قرائة المشهد تصورت
له الاية كانه ملائكة حملته على اجنحتها الى ما فوق قبة الفلك واذا بلسانه
يلهج واذا به يقول يا فاطمه اين محمد ؟ محمد!!! الذي كنت عزمت عزماً
كاملاً اكيداً على ان يكون قتله على يدك انت لتدخل التاريخ من اخس ابوابه .
عمر
كان قد عقد العزم على ان يكون قتل محمد على يديه بينما محمد على اتصال مع
الله في خط مفنوح ويقول اللهم اعز الاسلام بعمر ابن الخطاب عمر يعزم على
القتل ومحمد يطلب الهدايه اريد حياته ويريد قتلي
واذا بالدعوة تخترق السبع الطباق فدعوة رسول الله ترسل بعلم الوصول دلني على محمد ؟ اين محمد؟ لم يا عمر؟ لاسلم على يديه .
لا
يا عمر لن ادلك على مكانه حتى تؤتيني موثقاً من الله انك لا تقربه بأذا
اسمعوا الى كلام فاطمة احدى بطلاة الاسلام لن ادلك على مكان محمد حتى اخذ
عليك العهد ان لا تقرب محمد بسوء وتأخذ عليه العهد .
ان
محمد اغلى من ابيها واخيها وزوجها وابنها بل اغلى من نفسها التي بين
جنبيها ودلته على مكان محمد وذهب ليلتحق بمدرسة الاسلام الاولى ذهب الى
مدرسة ابن الارقم ذهب الى مدرسة كان النبي مدرسها وكان النبي استاذها وكان
النبي عميدها ذهب الى مدرسة الارقم ابن ابي الارقم وطرق الباب طرقة عنيفه
علم من خلالها الجالسون الذين سبقوه الى الاسلام وكان عددهم تسعة وثلاثين
وكان عمر هو التلميذ رقم اربعين قال الجالسون انه عمر وقال حمزه اسد الله
وعم رسول الله اسمحلي يا رسول الله ان افتح له الباب انا ان جاء مسلماً
فمرحباً وان جاء مأذين فانا له يا رسول الله ولكن الرسل رأى بثاقب فكره
وصائب رئيه ونفاذ بصيرته وعمق فهمه والمعية عبقريته ان يفتح له الباب هو
الرسول لا يريد اشكالات ولا يريد تعقيدات الرسول لايريد انفعالات قد تؤدي
بالموقف الى اوخم العواقب وذهب الرسول بنفسه يمش كالشمس وضحها ويخطو
كالقمر اذا تلاها ويتألق كالنهار اذا جلها وفتح الباب لعملاق الاسلام وكان
طول عمر وقد بلغ من الطول مئتي سنتي متر مترين عملاق كبير ولكن اي يكون
عملاقاً بين يدي بطل الانبياء ان محمد كان بين الناس رجلاً وكان بين
الرجال بطلاً وكان بين الابطال مثلا فتح له الباب وهزه بين يديه فخر عمر
بين يدي رسول الله كالعصفور اذا هزه ماء المطر ينتفظ فقال له الحبيب
المصطفى اما ان لك ان تسلم يابن الخطاب فقال اشهد ان لا اله الا الله وانك
يا حبيبي يا محمد رسول الله اسلم عمر وتحول القلب المسلم الى محطة اشعاع
هدايه فسبحانك ربي شعاع من رضاك يطفئ غضب ملوك اهل الارض ولمحت من غضبك
تزهق الروح ولو انغمست في نعيم الدنيا
سبحانك ربي قطرة من فيض جودك تملأ الأرض ريا
ونظرة بعين رضاك تجعل الكافر وليا
واعلموا ان الله يحول بين المرأ وقلبه انها الهدايه انها الاضائه انهو الاشراق انهو الاتصال انهو الوصل انهو حب الله وحب رسول الله (r)
بينما كان الامام مالك ابن دينار رضي الله عنه يسير ذات ليلة في أحد شوارع
البصرة فوجد رجلاً ملقى على ظهره يقول الله … الله ولما نظر إليه وجد بعض
قطرات الخمر تسير من شفتيه فعلم أنه سكران فقال الإمام مالك لأطهرن شفتيه
حتى لا يخرج لفظ الجلالة من بين شفتين وعليهما قطرات الخمر النجسة ثم جاء
بالماء وغسل الشفتين وقال بعد ذلك اللهم هذه إليك .. ثم ذهب إلى داره
لينام ولما نام واستغرق في نومه س
مع هاتفا
ينادي ويقول له يا مالك طهرت فمه من أجلنا فطهرنا قلبه من أجلك ثم استيقظ
الإمام مالك قبل الفجر وذهب إلى المسجد ليصلي الفجر كعادته إماماً بالناس
لما عرج إلى مكان القبلة وجد عبداً يقول يا رب أنا واقف ببابك أقبلت توبتي
فأهنئ نفسي أم رددتها علي فأعزي نفسي واقترب الإمام مالك منه وتفرس في
وجهه فاذا هو نفس الرجل الذي غسل شفتيه من الخمر فهمس الامام في اذنه وقال
له كيف حالك يا عبد الله فقال له الرجل يا مالك ان الذي هداني قد اخبرك
بحالي .
انها لغة القلوب ان للقلوب دولة مفاتيحها عند الله وحده
قطرة من فيض جودك تملأ الأرض ريا
ونظرة بعين رضاك تجعل الكافر وليا
يا عملاق الاسلام يا عمر
قد كنت أعدا أعاديها فصرت لها بفضل ربك حصناً من أعاديها
يا رافعاً راية الشورى وحارسها جزاك ربك خيراً عن محبيها
رأي الجماعة لا تشقي البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
إن جاع في شدة قوم شركتهم في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة والدنيا بقبضته منزلة في الزهد سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص وسيرته أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمون به أولى فقومي لبيت المال رديها
فتلك أخلاقه كانت وما عهدت بعد النبوة أخلاق تحاكيها
سيدي ابا القاسم يا رسول الله
طه
(1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً
لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ
الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)
ابن ادم يا ابن ادم احبب من شئت فانك مفارقه واعمل ماشئت فانك ملاقيه وكن كما شئت فكما تدين تدان
اخوتي
الاحباب ان في اسلام عمر عملاق الاسلام دروس وعبر لا يمكن لي ان احصيها في
ربع ساعة وان القران هو عمادنا اذا تقطعة بنا السفن واذا ادلهمة علينا
الفتن واتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت
[/center]