الشرعيون والفلكيون .. الكل يتمسك برأيه في إثبات الأشهر القمرية

يختتم
في مكة المكرمة اليوم، مؤتمر «إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة
والحساب الفلكي»، الذي يعقده المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي،
وتعلن في ختامه توصيات وقرارات المؤتمر.
وشهدت جلسات المؤتمر عدة
نقاشات في اليومين الماضيين دافع كل عن موقفه، ففي الوقت أكد علماء الفلك
صحة حساباتهم الفلكية ودقته مع المطالبة بالاعتماد عليه والأخذ بالأجهزة
الحديثة التي لا يجانبها الخطأ في ظل عدم دقة الرؤية وكثرة الإضاءات
والأقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء، داعين عدم تهميش علم الحساب في
الأخذ ببداية الشهور القمرية ونهايتها.
فيما دافع الشرعيون عن موقفهم،
محتجين منوهين إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر مصدرا من
مصادر التشريع، ولا يجب تركه والاتجاه إلى غيره في ظل تخبط بعض الفلكيين.
فيما طالب عدد من الجانبين الجمع بين الرؤية والحساب، فالأصل أن يؤخذ بالروية إلا إذا كان الحساب قطعيا فإنه يؤخذ به.
من
جانبه، دافع حميد النعمي (من الاتحاد العربي لعلماء الفلك) عن موقفهم
بقوله: نحن دقيقون جدا في حسابنا، وباستطاعتنا في هذه اللحظة أن نحسب
مواقع القمر بكل دقة، فسياستنا أن نقدم حسابات دقيقة والقرار بأخذها أو
بعدمه نتركه لأصحاب القرار، فنحن مع الرؤية الشرعية، ولكن نحن على استعداد
أن نعطي حسابات دقيقة.
فيما علق الدكتور محمد النواوي بقوله: لدينا
مؤسسات فلكية معتمدة ونستطيع أن نعتمد عليها، والفلكيون لن يختلفوا
وحساباتهم يقينية، ولكن الرؤية ليست يقينية خاصة بعد كثرة الأقمار
الصناعية وكثرة الاضاءات في كل مكان.
في الرأي الشرعي، طالب الدكتور
عصام البشير باعتماد مرصد في مكة المكرمة يكون فيه تمثيل من كافة الدول
الإسلامية لتحديد الرؤية في هلال شهر رمضان وشوال، ولابد أن يكون هناك
جمعا بين الرؤية والحساب، بحيث لا تقبل الرؤية في ظل وضوح الحساب. أما
الدكتور سعد الخثلان فقال: لا يجوز أن نعتمد على الحساب دون الرؤية، فلا
بد من الاعتماد على الرؤية والحساب مساند لها، ويرى عبد الله الركبان
فقال: لقد تقدم العلم تقدما كبيرا بما في ذلك علم الفلك وخاصة مغيب الهلال
قبل الشمس، فلا يجوز أن نأخذ بالرؤية في ذلك، بل بالحساب، خاصة إذا عرفنا
أن هناك أكثر من 6 آلاف قمر صناعي في الجو قد يلتبس على الشخص الرائي، فلا
يجوز أن نهمل الحساب بعد أن نتيقن من مغيب الهلال قبل الشمس ونقول بالرؤية