هل يحميهم «ڤالنتين»؟!

حديث اليوم
هل يحميهم «ڤالنتين»؟!


بقلم خليل برهومي

مشكلتنا
نحن الشرقيين أننا نستورد من أهل الغرب عندياته وكأننا شعب تابع لهم، أو
كأننا مرتهنون لإرادتهم ومشيئتهم، ونتعامل معهم كأننا شعب قاصر يحتاج إلى
وصاية أو ولاية أو رعاية أو ما شابه ذلك، ولا نعامل أنفسنا على أننا خير
أمة أخرجت للأرض وأننا سادة البلاد كما يشهد لنا تاريخ الحضارة الإنسانية..
استوردنا
من الغرب أطعمته الجاهزة والسريعة وغيرها وفضلناها عن أطعمة آبائنا
وأجدادنا، واستوردنا منه الثياب الرجالية، وتركنا الخياطين عندنا عاطلين
عن العمل يبيعون ماكينات الخياطة بالمزاد، واستوردنا الألبسة النسائية
التي لا يظهر منها إلا ورقة التوت والتي تكشف المفاتن والعورات، واستوردنا
معظم ما عند الغرب من أفكار عجيبة، وتيارات فكرية مريبة، وأعياد غريبة ولم
نستورد منه نظرية علمية نستطيع بواسطتها أن نصنع اختراعاً يفيد أمتنا
وينهض بها من الدرك الأسفل، وينشلها من بين الأمم والشعوب المتهالكة
والمغلوب على أمرها والتي تعيش على فتات الدول الكبرى..
ومن بين
الصرعات التي استوردناها ما يسمى بـ «عيد الحب» أو «عيد العشاق»، وكأن
الإنسان يتذكر حبيبه، أنّى كان، مرة واحدة في السنة، وحيث إن للأم عيدها
السنوي، وللأب عيده السنوي كذلك، فاننا نجزم بالطبع بأن هذا العيد وضع
لتشجيع العشق وزيادة الميوعة بين الشباب من الجنسين منذ أن تتفتح عيونهم
على الحياة.
إنه يوم دخيل على مبادئنا وأخلاقنا الشرقية والإسلامية،
وهو بعيد عن تقاليدنا وأعرافنا، لأنه يفسد الجيل الناشئ بأكمله ويحثه على
ارتكاب الخطيئة والخروج عن تعاليم الدين، لأن الحب في الإسلام لا يكون إلا
بعد الخطبة الشرعية أو الزواج الشرعي، وكل علاقة تقوم بين ذكر وانثى قبل
ذلك هي علاقة محرّمة تحت أي ستار..
والأغرب من ذلك أن يبدأ الاستعداد
لهذا (اليوم) الجلل قبل أسابيع من موعده، فترى المحال التجارية مزدانة
بالسلع الحمراء باعتبار ان اللون الأحمر هو رمز الحب، وترى العشاق
والعشيقات ينفقون مئات الدولارات لارضاء «الشريك» رغم الأزمات الإقتصادية
ويقضون نهارهم الطويل بحثاً عن هدية حمراء مناسبة ترضي حمرنة صاحبها،
بينما نراهم في أعيادنا المجيدة، والإسلامية منها خاصة، نائمين يغطون في
سبات عميق!
والأعجب من ذاك وذلك ما أعلنه أحد الفنادق والمنتجعات
السياحية في أنه يحتفل بعيد العشاق طيلة شهر شباط بحسم 50٪ على أسعار
الغرف للمحتفلين بهذه المناسبة السعيدة إضافة إلى تقديم الهدايا
الرومانسية للعشاق، وليس للأزواج طبعاً..
هولاء العشاق من الجنسين لن
يرتادوا المنتجعات لأخذ الصور التذكارية مثلاً، ولا لتذوق الأطعمة
الفاخرة، ولا لشم الورد بهذه المناسبة، ولكن لقضاء ليلة أو أكثر من
الليالي المحرمة التي لا يقرها الشرع أو القانون..
صدق رسول الله صلى
الله عليه وسلم حين أعطانا الدرس البليغ بقوله: «من أراد منكم الباءة
(الزواج) فليتزوج، فان لم يستطع فعليه بالصوم فانه له (وجاء) أي حماية..
فمن يحمي أولادنا اليوم مما يتعرضون له من أذى جسدي ونفسي في عيد الحب والعشاق، هل يحميهم ڤالنتين؟