في مثل هذه الآونة من كل عام تنطلق فعاليات منتدي دافوس
الاقتصادي العالمي. وكنا نسمع في الماضي ان هذا التجمع يهدف إلي معالجة
القضايا الاقتصادية التي تهم فقراء العالم ويحاول وضع سياسات توازن بين
الدول الكبيرة والصغيرة النامية.
لكن تجمع هذا العام لم يتناول أياً من
القضايا التي تهم فقراء العالم. ولم يتطرق إلي الممارسات التجارية الظالمة
وظروف العمل المتردية في الدول النامية.
وانصبت مداولات الدول والوفود
المجتمعة بهذا المنتدي علي وجهة نظر الكبار فقط دون مراعاة لمعالجة
القضايا الاقتصادية من وجهة نظر الفقراء.. فقضايا الممارسات التجارية
الجائرة وظروف العمل الرديئة في البلدان النامية. التي كانت تجد طريقها
إلي المنتدي قبل عقد من الزمان. لم تعد تثار فيه قط.
تركز الحديث بدلا
من ذلك علي محنة العامل الغربي ومعاشه التقاعدي المتضائل. ولعل ذلك يرجع
في المقام الاول إلي ان الغالبية الساحقة من المشاركين في المنتدي
الاقتصادي العالمي يأتون من الدول الغنية. التي بدأت تفقد تدريجيا مكانتها
المتميزة في الاقتصاد الدولي.
اذن لم يعد هناك مكان لقضايا الفقراء
ودول العالم الثالث بين المجتمعين في منتدي دافوس وهذا يؤكد ان الدول
الكبري المتحكمة باقتصاد العالم لم تعد تضع في حساباتها فقراء العالم..
واصبح الحديث عن الفقراء ومشاكلهم مجرد دعاية يستخدمها الكبار فقط في
الاحاديث الصحفية واللقاءات التليفزيونية.
بقلم : عربي أصيل