تطلعات الفتاة الجامعية..!!

تطلعات الفتاة الجامعية..!!


عبدالرحمن بن محمد المنصور


تعتبر وسائل الترفيه جزءا لا يتجزأ من حياة أي إنسان، ولعل التسارع
الحياتي الذي نعيشه اليوم، يزيد من أهميته ودوره في حياتنا اليومية
المثقلة بالعمل المتواصل، أو عكس ذلك بالتواجد طوال اليوم في المنزل دون
عمل، فالأمر بين نقيضين، فمن ظروف عمل صعبة أو دراسته تحتاج لساعات طويلة،
أو من هو ينتظر الفرصة الوظيفية ويجلس حبيس المنزل، ولعل النساء هن الأكثر
تأثراً في كلتا الحالتين خاصة عندما يأتي الأمر على وسائل الترفيه
المتاحة، فهي قليلة جداً مقارنة بالشباب، لأن الخيارات أمامهن بسيطة جداً
ومحدودة، وفي دراسة للدكتور عبدالله السدحان الوكيل المساعد في وزارة
الشؤون الاجتماعية نشرت في جريدة «الرياض» يوم الخميس ٣ ربيع الأول ١٤٣٣ه،
طالب فيها بالتوسع في البرامج الترويحية ذات الصبغة الثقافية للفتاة
الجامعية تحقيقاً لتطلعاتها، وإعطاء الأماكن والوسائل الترويحية الخصوصية
التي تتناسب مع وضع المرأة في المجتمع السعودي.

وأكد د. السدحان على أهمية إيلاء الجانب الترويحي في حياة الفتاة
الجامعية المزيد من العناية لما له من الآثار النفسية والاجتماعية عليها،
اضافة إلى العمل على تنويع المناشط الترويحية التي تقدم للفتيات وتقديم ما
تصبو إليه أنفسهن طالما هو في حدود الشرع وتقاليد المجتمع وحدوده المرعية.


وهدف من خلال دراسة قام بها إلى التعرف على طبيعة المناشط الترويحية
التي تمارسها الفتاة الجامعية في مدينة الرياض والتطلعات التي تطمح لها
الفتاة الجامعية ومعرفة العوائق التي تحول دون تحقيق التطلعات الترويحية
للفتاة الجامعية.

وأوضح من خلال الدراسة إلى ان الأنشطة الترفيهية تأتي في مقدمة الأنشطة
التي تمارسها الطالبة الجامعية وأن ٥٢.٣٪ منها تتمثل في الذهاب إلى
المطاعم العامة، والعناية بالبشرة والتجميل، وزيارة الصديقات والأقارب،
يليها الممارسات الترويحية بنسبة (٢٨.٢٪) منها مشاهدة البرامج الثقافية
والاطلاع أو القراءة أو الكتابة، وممارسة الخط أو الرسم، والذهاب إلى
مدارس تحفيظ القرآن الكريم النسائية المسائية، وحضور المحاضرات والندوات،
وأخيراً قراءة القرآن الكريم أو حفظه في المنزل، يليها الأنشطة الانفعالية
بنسبة (١٦.٥٪) تشمل التردد على الأسواق التجارية، والذهاب لمقاهي
الإنترنت، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات في التلفزيون أو الفيديو، والذهاب
إلى الملاهي والشاليهات.

وجاءت الأنشطة الحركية بنسبة (٣٪) منها شملت الرياضة بشتى أنواعها داخل
المنزل، وممارسة رياضة المشي خارج المنزل، وتربية الطيور أو الحيوانات
الأليفة، والرحلات، وممارسة بعض الأعمال اليدوية أو الفنية أو الخزفية.

مثل هذه الدراسة تعطي مؤشراً واضحاً ومهماً لدور الترفيه في الحياة
والخيارات المتاحة، ولاشك أنه حتى المتاح منها لا يتوفر في الكثير من
الأحياء أو المدن الصغيرة وترتبط به بعض المعوقات التي تحتاج للحل، لذا
فالأمر ينسحب على الفتاة الجامعية عينة الدراسة وغير الجامعية للتشابه
الكبير بين الفتيات سواء كن طالبات في المرحلة الثانوية أو الجامعية أو
حتى من تخرجن ويعملن، فالفرص الترفيهية شبه متقاربة وإن تفاوتت، وبذلك
تتحدد وسائل الترفيه وتتباين وفق المعطيات الثقافية بينهن والمادية، لكنها
لا تخرج كثيراً عما تناولته الدراسة، ولعل أكثر ما يشد هو أن نسبة الأنشطة
الحركية (٣٪) منها شملت الرياضة بشتى أنواعها..! وفي المقابل نجد الحرص
على الرجيم وبرامج التخسيس، والحميات بشتى أشكالها.

لماذا لا أعلم؟