قراءة في كتاب الصحافة والهيئة حقائق ومراجعات
من
الموضوعات الجدلية في المشهد الثقافي والفكري المحلي تعاطي الصحافة مع
قضايا ومشكلات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأسباب سلبيته وضعف
مهنيته ، وقد أصدرت دار غيناء للدراسات الإعلامية مؤخراً إصدارها الجديد
"الصحافة والهيئة حقائق ومراجعات" ، لمؤلفه / محمد بن عواد الأحمدي ،
والذي يعد أول كتاب يبحث في مظاهر وأسباب وتداعيات هذه القضية بأسلوب علمي
وبلغة موضوعية ، تتميز بالشفافية والجرأة ، والكتاب يقدم رؤية نقدية
للمعالجة الصحفية لقضايا الهيئة ومشكلاتها من منظور إعلامي وفكري ، فيقوم
برصد مضمون النشر الصحفي وتحليله وفق معايير مهنية تفرضها وتوجبها شروط
وأدبيات العمل الإعلامي ، مع بيان أوجه القصور والخلل الفكري والمهني في
مفرداته ، و أسباب ذلك ، مع عناية كبيرة بذكر الشواهد والأدلة التي تثبت
رؤية المؤلف النقدية من واقع التغطيات الصحفية اليومية لقضايا الهيئة ،
وقد بلغت المواد الصحفية التي استشهد بها المؤلف في كتابه بشكل مباشر
(165) مادة ، وذلك يعطي لطرح الكتاب واقعية ومصداقية أكثر .
ومما
ميز الكتاب والذي يقع في (114) صفحة اهتمامه بالإضافة إلى القصور المهني
بالقصور الفكري الذي تعانيه الصحافة السعودية في تعاطيها مع الموضوعات
المتعلقة بالمؤسسات الشرعية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
وأسباب ذلك القصور والخلل ، وذلك من خلال أربعة محاور ، تحدث فيها المؤلف
عن الاستهداف الأجنبي للمؤسسات الشرعية في المملكة وعلى رأسها هيئة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتأثيره السلبي وغير المباشر على نوعية
المعالجة الصحفية المتعلقة بها ، واستشهد خلال ذلك بعددٍ من التقارير التي
أعدتها بعض منظمات حقوق الإنسان الدولية والأمريكية في مناسبات مختلفة عن
الوضع الحقوقي في المملكة ، كما تعرض الكتاب في محور آخر لتوافق بعض
المؤثرين والنافذين في الوسط الصحفي المحلي مع المصالح الأجنبية ، وعلاقة
ذلك بسلبية التعاطي الصحفي مع قضايا الهيئة ، وفي آخر مباحثه الفكرية تعرض
المؤلف لتأثير الرؤية الليبرالية والاستخدام الخاطئ لمفهوم حرية الرأي على
مهنية الطرح الصحفي المتعلق بقضايا الهيئة .
وفي
جوانب المهنية الإعلامية تعرض الكتاب لبعض مظاهر وأسباب القصور المهني
للصحافة المحلية في معالجتها لأخطاء بعض منسوبي الهيئة ، في خمسة محاور ،
تناول من خلالها ظاهرة التصعيد الإعلامي للأخطاء ، ورضوخ الأخبار الصحفية
المتعلقة بالهيئة لضغوط الايديولوجيا ، وتركيز الأخبار على جزء من الصورة
الواقعية للهيئة ، ولم يغفل المؤلف في كتابه تأثير النظرة المادية المجردة
على المهنية الإعلامية ، وقصور الآلة الإعلامية للهيئة وتأثيره السلبي على
جودة العلاقة مع الصحافة .
يتكون
الكتاب من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، وفصوله الأربعة هي على الترتيب:
"رؤية نقدية للمعالجة الصحفية " و"شواهد القصور في المعالجة الصحفية
لقضايا الهيئة: حادثة الخليل بالمدينة المنورة نموذجاً" و"القصور الفكري
للصحافة المحلية في معالجة قضايا الهيئة وأسبابه" و"القصور المهني للصحافة
المحلية في معالجة قضايا الهيئة وأسبابه".