[center]موسوعة الاختراعات
ما هو الاختراع
الاختراع
هو اكتشاف وسيلة جديدة غير معروفة من قبل، لا في أي وقت مضى ولا في أي
مكان في أرجاء المعمورة قاطبة. وذلك لتحسين ظروف معيشة الإنسان وحل مشاكله
الحياتية اليومية. وغاية الاختراع زيادة الرفاهية وتحقيق السعادة، سواء
كان ذلك للفرد، أو للمجتمع أو للبشرية جمعاء. والملاحظ أن حياة الإنسان
البدائي تحررت تدريجياً، وتطورت خطوة خطوة. علماً أن النزعة الاختراعية
نشأت في الإنسان ليحمي نفسه من البيئة واتقاء عوامل التعرية وكافة الأخطار
الخارجية. فاخترع الملبس والمسكن والسكين والنار ثم السلاح ثم اخترع
الآلات. والاكتشاوالاكتشافات والإبداعات لا تعد ولا تحصى في كل مجالات
الحياة عبر كل الأمكنة والأزمنة السالفة إلى يومنا هذا.
دوافع الاختراع
إن
الإنسان بفطرته محتاج إلى تأمين حياته وإلى الرعاية منذ وجوده في مطلع
الخليقة. ولقد كرمه الله عز وجل وفضله على كافة مخلوقاته، وعلمه ما لم
يعلم. فالإنسان إذا واظب على التجربة، وكان دؤوباً في عمله، متميزاً
بذكائه الحاد. إذا اضطرته الحاجة لا شك أنه يعمل ما في وسعه لتحقيق حاجته.
وتزداد حدةً أمام كل الأخطار والظروف العسيرة كأخطار الحيوانات المفترسة،
فيجد الإنسان نفسه في حاجة لإنقاذ نفسه. ولا يكون ذلك إلا باستعمال سلاحه.
والأجدى والأولى ألا وهو عقله وذكاؤه.
والإنسان
بحاجاته وبالأخطار الكثيرة المحيطة به، يحاول دائماً اكتشاف الأشياء
والخفايا المنتشرة حوله. مستخدماً عقله ومهارته، وما يمكنه من تحسين ظروف
معيشته وتطوير وسائل حياته من الحالة التي كان عليها، وتغييرها بشكل أفضل
مما كانت عليه. ولقد تمكن الإنسان من اكتشاف النار صدفة، ومع مرور الزمن
توصل إلى استنباط طريقة لاستعمالها ساعة يشاء، وإلى اختراع الآلات
والمحركات، والتحليق في الأجواء والاتصال بالعالم كله فيما بعد.
فوائد الاختراع
إن
الاختراع ثمرة إنسان فرد، أو جماعة معينة تثمر في نهاية الأمر فوائد عديدة
لمصلحة الفرد والمجتمع. وبالاختراع يُصنع التقدم، وتصبح الحياة أكثر
متعةً، وتقلُّ معاناة الإنسان من قساوة الحياة. ويمكن التعبير عن الاختراع
أنه هو وراء تطوير الحياة البشرية وتغيير مجراها وتحسين ظروفها. ويوفر
للشعوب الرعاية والحماية من المخاطر ويحقق لهم السعادة والرفاهية.
براءة الاختراع
"براءة
الاختراع" هي حق قانوني تمنحه الحكومة للمخترع لمدة محدودة على شكل شهادة
رسمية. ويحق للمخترع أن يستغل اختراعه المبتكر بموجب شهادة البراءة بجميع
الطرق. ويتحدد هذا الحق عادة بمدة زمنية معينة ينتقل حق احتكار الاختراع
بعدها إلى الدولة أو إلى أي جهة مختصة تختارها.
وتشترط
الحكومة على المخترع الذي يرغب في الحصول على هذا الحق أن يقدم جهازا جديد
مفيد من الناحية العلمية، أو قطعة فنية نادرة لا يتوفر مثلها، أو مادة
صناعية مبتكرة، بما في ذلك تحضير مادة كيميائية لم تكن معروفة من قبل أو
تحسين وتطوير أداء اختراع قائم فعلاً أو زيادة فوائده. وتعد المواد
الكيميائية المختلفة (أي المركبة في المختبر لأول مرة) مثلا بارزا
للاكتشافات التي يمكن بسببها الحصول على براءات الاختراع.
والاختراع
أو الاكتشاف الجديد في حد ذاته لا يعطي للمخترع حق الحصول على براءة
الاختراع إلا إذا كشف عن تفاصيل اختراعه وسر مواصفاته وأوصافه مكتوبة
بوضوح وإتقان دون لبس بحيث يتمكن أي فني آخر من إنتاج الاختراع نفسه إذا
ما اتبع الإرشادات والمواصفات أو التفاصيل التي نشرها المخترع.
ومن
الممكن أن يمتلك براءة الاختراع أكثر من شخص واحد أو جهة واحدة، كما تسجل
البراءة في عدة بلدان مختلفة وفي آن واحدة. ولذلك نجد أن عدد البراءات
يزيد عادة على عدد الاختراعات.
ومن
أجل الحصول على براءة الاختراع يترتب على المخترع أن يقدم طلبا رسميا
للجهات المختصة يعرب فيه عن رغبته، مصحوبا بالرسوم والتصاميم المتعلقة
بالاختراع، ومدعما بالمواصفات الدقيقة الكاملة مع تفاصيلها التي توضح فكرة
الابتكار الجديد، مع الإشارة إلى فوائده وميزاته. ويرفق المخترع مع طلبه
إقرارا موقعا منه يقر بموجبه انه فعلا صاحب الاختراع وان الاختراع جديد.
ويفضل أن يستعين المخترع بمكتب محام مختص بذلك.
وتتم
دراسة الطلبات بسرية ودقة متناهيتين حسب أولوية تقديم الطلب. وفي حالة
اقتناع الموظف المختص بمكتب براءات الاختراع، يوصي بالموافقة على مبدأ منع
المخترع براءة الاختراع المطلوبة. ويتم تخصيص رقم مسلسل للبراءة بجب أن
يظهر دوما على الجهاز أو على عبوة المادة المكتشفة من الخارج، فتكتسب بذلك
الحماية القانونية. وتتفاوت مدة براءة الاختراع التي تسري من بلد إلى آخر
حسب طبيعة الاختراع وأغراضه.
ولمعظم
بلدان العالم قانون خاص ببراءات الاختراع، فتهتم الدول بإصدار تشريعات
محلية من أجل تنظيم منح البراءات لمستحقيها فضلا عن إبرامها للاتفاقيات
الدولية التي تتم بين دولتين أو أكثر من أجل حماية حقوق أصحاب الاختراعات
والبراءات وحق الدول التي ينتمون إليها.
وهناك
العديد من الاتفاقيات الثنائية الدولية التي تتعلق ببراءات الاختراع إلا
أن أهم معاهدات البراءات هي التي وضعت عام 1883 في باريس ووقع عليها
مندوبو إحدى عشرة دولة. وقد تمت إعادة النظر في هذه المعاهدة وتمت مراجعة
بنودها عدة مرات، ونتج عن ذلك ارتفاع عدد البلدان المشاركة في هذه
المعاهدة إلى أكثر من ستين دولة منذ منتصف الستينات من القرن الماضي.
وقد
كان معدل عدد براءات الاختراع التي تمنحها الدول جميعا خلال العقد الذي
سبق الحرب العالمية الثانية مباشرة 180000 براءة اختراع تقريبا في السنة.
غير أن هذا المعدل انخفض انخفاضا واضحا خلال فترة الحرب، ثم ما لبث أن
استعادة هذا المعدل مستواه بحيث إنه ما ما أن أقبل عام 1960 حتى وصل عدد
البراءات الممنوحة إلى أربع مليون براءة تقريبا في السنة الواحدة، ولاشك
في انه يفوق ذلك كثيرا في الوقت الحاضر.
أما
أكثر البلدان إصدارا لبراءات الاختراع في العالم – مرتبة تنازليا، أي من
الأكثر فالأقل – هي: الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، المملكة المتحدة،
ألمانيا، كندا، ايطاليا، اليابان، بلجيكا، الاتحاد السوفيتي السابق،
سويسرا، إسبانيا، استراليا.
وقد
اتسعت دائرة البراءات بحيث أصبحت تشمل حتى النباتات. فمنذ عام 1930 أصبح
بالإمكان منح البراءات لأنواع وأشكال جديدة معينة من النباتات وبذورها
وأعضائها وأنسجتها المختلفة وذلك بعد اكتسابها خصائص معينة نتيجة الانتخاب
والتهجين وغيرها من الطرق الوراثية.
بل إن المخترعين سعوا في الأعوام الحديثة إلى تسجيل كائنات دقيقة جديدة توصلوا إليها بالوسائل التي تعرف باسم "الهندسة الوراثية".