نظرة إستراتيجية الأزمات وتصريحات المسئولين // للكاتب .. جميل عفيفي

ولكننا
نجد علي الجانب الآخر المسئولين يخرجون علينا بتصريحاتهم الوردية, بأنه لا
توجد أي مشكلة وكأن الشعب المصري يعيش في واد والمسئولين في واد أخر.
وأكبر
دليل علي كذب السادة المسئولين ومحاولة تزييفهم الحقائق, تلك الأزمة التي
تعانيها البلاد الآن في الوقود, من بنزين ومن قبلها السولار, مع استمرار
مشكلة البوتاجاز, وهو ما يؤكده الجميع, إلا أن كل من هو مسئول يحاول أن
يرمي المشكلة في أي ملعب آخر, ويبعد التهمة عنه, فيظهر علينا الوزير ليؤكد
أنه تم ضخ كميات بنزين اضافية في جميع محطات الوقود والعمل يسير بشكل
طبيعي, والغريب أن جميع المحطات مغلقة, وإن وجدت واحدة بها بنزين فهناك
طابور يصل لعدة كيلو مترات,ويكون السبب تعطيل المرور.
المدهش أن
الوزراء, ومن ينوبوا عنهم يتعاملون مع الشعب المصري بنفس منطق ما قبل ثورة
25 يناير, فالكل يحاول أن يظهر لرئيس الوزراء أنه يقوم بعمله علي أكمل وجه
ومن أجل ذلك يستمر في اطلاق تصريحات لا أساس لها من الصحة, محاولا الشوشرة
علي استغاثات المواطنين الذين يقضون ساعات نهارهم بحثا عن أنبوبة بوتاجاز,
أو 10 لترات من البنزين, أو السولار.
لقد سئم الشعب من تزييف الحقائق,
وخاصة من جانب الحكومة, ويجب أن يتم التعامل مع جميع المشكلات بشفافية
تامة, واذا كانت هناك أزمة حقيقية لماذا لا يخرج علينا أحدهم ليخبرنا
بحقيقتها, وكيفية التعامل معها وتلافي أخطارها الي أن تمر بسلام, وعندئذ
سيتكاتف الشعب مع الحكومة, أما في الوقت الحالي فجشع التجار, ودخول
المستفيدين والمهربين هو من يصنع الازمة في ظل عدم وجود شفافية.
من
الواضح هنا أنه لا يوجد أي وزير يمتلك قدرات التعامل مع الأزمات, ولا توجد
أي ادارة في الحكومة تتعامل مع الازمات, وفي تصورهم أن الإعلام والتصريحات
غير المجدية هي البديل الوحيد لحل أي مشكلة تتعرض لها البلاد, لذا وجب علي
من يتم اختياره لتولي أي منصب قيادي داخل الدولة أن يكون حاصلا علي دورات
في الازمات وكيفية التعامل معها بدلا من إغراق البلاد في هذا الكم من
المشكلات اليومية.