علي أسامة (لشهب أسامة) المدير العام
الجنـسية : البلد : الجزائر الجنـــس : المتصفح : الهواية : عدد المساهمات : 26932 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2008 العمر : 31 الموقع : https://readwithus.yoo7.com/ المزاج : nice توقيع المنتدى + دعاء :
| موضوع: التعامل بالحكمة الأحد 12 فبراير - 0:18 | |
| التعامل بالحكمة د. هاشم إبراهيم الفلالى مازالت الاوضاع السياسية فى المنطقة لا تسر فيها من التوترات السياسية ما يقلق، وتحتاجه شعوب المنطقة من استقرار لم يتحقق بعد، حيث ان هناك الكثير من تلك المقومات لابد من توافرها من اجل تحقيق ما تنشده شعوب المنطقة من رخاء واستقرار وازدهار. إن التطورات السياسية وما يتبعها من تطورات فى باقى المجالات والميادين مستمر، والذى سيؤدى إلى مستقبل جديد ومختلف عما كانت عليه الاوضاع المتردية التى وصلت إليها المنطقة.
الاوضاع فى المنطقة تسير فى طريق صعب ومعقد من خلال ما يحدث من كل تلك الازمات الداخلية والخارجية، وما نجد بان هناك محاولات من اجل التعامل الايجابى والفعال مع ما يحدث وما يمكن بان يكون له دوره فى الوصول إلى ما يحقق الاستقرار والوصول بالمنطقة إلى بر الامان، وان تنعم فيها الشعوب الامن والاستقرار والرخاء والنهضة الحضارية، وكل ما يؤدى إلى حياة كريمة.
إن ما يحدث الان فى المنطقة هو مرحلة انتقالية تاريخية فى تاريخها، وإن كانت دائما كل هذه التطورات السياسية تأتى بشكل مفاجئ، فى غير توقع لما هو كائن، ولكننا، نجد دائما بان الواقع هو الذى ينتصر على الزيف من الاقوال والافعال، وان الصورة البراقة التى فى الاذهان عن قوة وصلابة الانظمة فى مواجهة تحديات الحاضر وفى تحقيق ما تنشده الشعوب من استقرار ورخاء وانتصارات واهية وغير حقيقية، وانه فى الامكان بان يكون هناك المواجهة التى سوف تجعل هذه الانظمة تنهار رأسا على عقب، وهذا هو الذى حدث منذ نهاية القرن الماضى، فى انهيار القوة العظمى الاتحاد السوفيتى، متأثر بضعف اقتصاده الذى لم يعوض تفوقه العسكرى فى الاستمرارية. وسقوط جدار برلين، وغزو العراق، وما حدث فى تونس ومصر وليبيا وما يحدث الان فى سوريا واليمن، واصبح هناك شكل جديد مختلف لمنطقة الشرق الاوسط، الذين سيسير بسياسات جديدة تواكب الحضارة المعاصرة، لنهضة وازدهار المنطقة واستقرارها ورخاء ورفاهية شعوبها. وان لم يكن هذا هو المتوقع والمنتظر من اجل المستقبل فما هو السيناريو الاخر الذى من الممكن بان يكون للمنطقة تذخر بالكثير من الثروات والموارد والصراعات السياسية.
إن استقرار المنطقة يجب بان خط احمر يلتزم به الجميع، وان لا يكون هناك تلك الحالة من الانفلات الامنى المستمر الذى يزعج الجميع، وان يتم العمل على تحقيق هذا الهدف، فلا يعقل مطلقا، بان نجد بانه اصبح التهاون فى امن البلاد والعباد من تلك الامور التى لا تلقى بالا، وان اللامبالاة اصحبت هى الحالة التى اصبحنا نعيشها اليوم، وان ما مرت به المنطقة من معاناة سوف يستمر، فيجب الحذر من الوقوع فى هاوية السير فى متاهات لن يستطيع الخروج منها احد، وستكون عواقبها وخيمة وكارثية، وهذا مرفوض وان المقبول هو التعامل بالحكمة فى معالجة الامور والاوضاع بالشكل والاسلوب الذى يصل بالمنطقة إلى بر الامان.
هل اصبح هناك اقتراب من الحل النهائى للصراع العربى الاسرائيلى، وان ما حدث من ثورات فى المنطقة ادت إلى تطورات ومتغيرات هائلة فى الانظمة السياسية التى كانت متواجدة واصبح هناك مسار مختلف، واسلوب جديد فى التعامل مع السياسية اللاقليمية والدولية، فما يحدث فى السياسات الداخلية للدول لاشك بان له تأثيره الكبير فى ما يمكن بان يكون هناك مستجدات فى العلاقات الدولية والمعاملات التى يمكن بان تختلف ايضا، وفقا لظروف تلك الاوضاع التى تطورت واصبح هناك رؤية جديدة ومختلفة تريد بان تجنى ثمار ما اصبح من وضع جديد وحالة مختلفة عما سبق عليه الوضع فى الماضى القريب. فمن يقرأ التاريخ ويقارن ويحلل كيف كانت الاوضاع قبل قرن او نصف قرن من الزمان، وكيف اصبحت يدرك جيدا بانه سيكون هناك ايضا وضع مختلف جذريا عما سيكون فى المتسقبل القريب، من احداث وتطورات قد يكون بعضها متوقع وبضعها مفأجات كما حدث وما اذهل العالم من هذه المتغيرات والمستجدات بالمنطقة.
إنها مسارات اصبحت واضحة المعالم فى سياسات المنطقة يتم الالتزام بها من حيث اصبح هناك اولوية قصوى فى القيام الازم بالاصلاحات الضرورية وتحسين اوضاع الشعوب التى تعانى من مشكلاتها الداخلية المستعصية على الحل، واهما ان يكون هناك مستويات معيشية افضل، وممارسات سياسية نزيهة، وان تكون القيادات السياسية امينة على مصالح مواطنيها وسلامتهم، وكل ما يمكن بان يرتقى بهم إلى مستويات حضارية افضل، فى السير قدما فى تحقيق الرخاء والازدهار الحضارى المنشود، فى هذه المجتمعات التى تزخر بالكثير من الموارد البشرية والثروات الصناعية والطبيعية ولا يتم الاستفاده منها بالاسلوب والشكل الصحيح.
إنها مأساة تعيشها المنطقة من ضمن باقى مآسيها التى كانت ومازالت تسير فيها، فالمنطقة لم تهدأ لحظة واحدة فى صراعاتها المستمرة مع الاخر والكثير من المشكلات التى تعانى منها وما استطاعت بان تجد له الحل وتعالجة او ما هو مازال فى مساره من المحاولات المستمرة والمضنية من اجل ايجاد الحل اللازم له، سواءا اكانت الصراعات الدولية متمثلة فى حضارة الغرب ومحاولة اللارتقاء الحضارى والوصول إلى ما يمكن الوصول إليه من مستويات حضارية افضل لمجتمعات تعانى الكثير من المشكلات الحضارية فى حياتها، او فى الصراعات الاقليمية المتمثلة فى الصراع مع اسرائيل والحقوق العربية، والتى ارهقت الامة كثيرا منذ ما يقرب من قرن من الزمان. او الصراعات الداخلية التى تفاقمت ووصلت إلى حد الانهيار لهذه الانظمة التى لم تستطيع بان تصل إلى تحقيق ما تريده شعوبها من حياة افضل فى كافة المجالات والميادين، تنعم بالرخاء والازدهار الحضارى بكافة صوره واشكاله.
ما الذى يمكن بان يتبلور عنه الوضع فى المستقبل القريب والبعيد للمنطقة التى تعتبر مصدر الطاقة للعالم والتى تعبتر ابضا منطقة حيوية فى الكثير من الجوانب الاخرى من حيث ثرواتها ومواردها الطبيعية والبشرية، والتى تعتبر ايضا مهد الحضارات والاديان، والتى تعبتر مزارات دينية وسياحية واثرية لباقى دول العالم، ولكن كل هذا قد لا يمكن يان يستغل افضل استغلال إذا لم يكون هناك استقرار سياسيى وتوافر للامن والامان للجذب الاسثمارى والسياحى للمنطقة، مما يساعد على دعمها على باقى مختلف المستويات. إن المنطقة فى اشد الحاجة إلى المخلصين والامناء فى الحفاظ على استقرارها والعمل على نهضتها مما يحقق افضل ما يمكن لرفاهية شعوبها.
احداث تعيشها الامة مأساوية سواءا من حيث ما يحدث من متغيرات لم تصل بعد إلى الوضع الحضارى المنشود فى المنطقة التى تعانى اشد المعاناة من الكثير من تلكم المشكلات المستعصية على الحل، والتى من اجلها تنفجر الشعوب لها ومنها من اجل ازحة هذا الغم والهم والمتراكم من مشكلات، لم تستطيع ان يجد لها احد حلا. هناك الكثير من التساؤلات هى طبيعة المنطقة بان لا تصل إلى مرحلة الاستقرار للعديد من الاسباب السياسية والجغرافية والدولية التى تجعل هناك استمرار لحدوث مثل هذه القلاقل بشكل متكرر ومتواصل وانه كلما جاءت امة لعنت التى كانت قبلها. هل بالفعل سيأتى جيل قادم يمتدح هذه الامة وهذه الاحداث التى حدثت وادت إلى حدوث هذه التطورات السياسية ام انها ستكون فى تكرار لنفس الرفض والتمرد والمعارضة والتظاهرات والقلاقل المتسمرة ولن ترضى بالوضع الذى اصبحت فيه، فإنها كانت مراحل مليئة بالاحداث التى فيها الكثير من المدح والرضا بالواقع، اعلاميا، وكانت هناك المعارضة لم يكن ليهتم بها احد فأحدثت هذا الانقلاب الشديد فى المنطقة، هل هناك تكرار ودائرة لن تنتهى من هذه الاحداث السياسية التى هى من طبيعة المنطقة وشعوبها, العلم عند الله لمستقبل مشرق ليس فيه غروب.
قد يكون هناك تلك الحالة من الوضع المتوتر فى ظروف صعبة تمر بها المنطقة من خلال تردى الاوضاع السياسية والتى لم تحقق اهدافها المنشودة فى المنطقة، فيكون التساؤل هل ما وصلت إليه الاوضاع الخطيرة التى تعيشها بعض الدول اليوم، هو من جراء انها ظاهرة خاصة ادت إلى ما تبلور عنه من تطورات ومتغيرات، ام انها اعادة ترتيب لما لم يعد يواكب الوضع الحضارى الراهن وان هناك قوى حضارية تسير تزيح من امامها كل ما لا يتناسب مع عصرنا الحاضر.
| |
|