حارس البوابة والمحتوى الاخباري

حارس البوابة والمحتوى الاخباري
الاعلامي رافد عجيل فليح


ان
عملية صناعة الخبر وتمريره الى الجمهور المستهدف ليست عملا سهلا وإنما هي
عملية معقدة تمر بسلسلة طويلة من الحلقات في كل حلقة هناك شخص ما يتمتع
بالحق في أن يقرر تمرير الخبر(المحتوى) كما هو أو يزيد عليه أو يحذف منه
وهي حقيقة أشار إليها النفس الشهير(كيرت لوين) فالاخبار التي يتلقاها حارس
البوابة من مصادر مختلفة ((المندوب الصحفي ،المراسل الاخباري،و كالات
الانباء ، مواقع المؤسسات الصحفية الكبرى ، شبكة الانترنيت ، الإذاعات ،
والفضائيات، النشرات الرسمية ، قادة الرأي، شهود عيان( )سوف يجري عليها
(حارس البوابة) التعديلات اللازمة من حذف أو إضافة وتغيير في ملامح الخبر
ليصل إلى الشكل النهائي منه ليقدمه في صورة ملائمة للجمهور وهنا تأتي قدرة
حارس البوابة ومهارته المهنية في تمرير مضمون الخبر إلى الجمهور المستهدف
وخلق بيئة تفاعلية معه.

يعتقد (كيرت لوين) إن مفهوم حارس
البوابة يعني السيطرة على مكان إستراتيجي في سلسلة الاتصال بحيث تصبح
لحارس البوابة سلطة إتخاذ القرار فيما سيمر من خلال بوابته وكيف سيمر حتى
يصل في النهاية إلى الجمهور المستهدف وقد أشار ( لوين) إلى أن فهم وظيفة
البوابة يعني فهم المؤثرات أو العوامل التي تتحكم في القرارات التي يصدرها
حارس البوابة.
يرجع الفضل في تطوير نظرية حارس البوابة الاعلامية إلى
عالم النفس النمساوي الاصل الامريكي الجنسية (كيرت لوين) (1890ـ 1977)
وتعد دراسات لوين من افضل الدراسات النموذجية في مجال الاتصالات والقائم
بالاتصال، حيث يرى إنه على طول الرحلة التي تقطعها المادة الإعلامية حتى
تصل إلى الجمهور المستهدف توجد نقاط (بوابات) يتم فيها إتخاذ قرارات بما
يدخل وما يخرج وكلما طالت المراحل التي تقطعها الاخبار حتى تظهر في
الوسيلة الاعلامية كلمازادت المواقع التي تصبح فيها من سلطة فرد أو عدة
أفراد تقرير ما إذا كانت الرسالة ستنتقل بنفس الشكل أو بعد إدخال تعديلات
عليها، ويصبح نفوذ من يديرون هذه البوابات له أهمية كبيرة في انتقال
المعلومات. وقد أجريت في الخمسنيات سلسلة من الدراسات التي ركزت على
الجوانب الاساسية لعملية(حراسة البوابة) وقدمت تحليلا وظيفيا لاساليب
التحكم في غرفة الاخبار والادراك المتناقض لدور ومركز العاملين في الوسيلة
الاعلامية ومصادر اخبارهم والقيم التي تؤثر في إنتقاء وتقديم الاخبار وقد
قام بهذه الدراسات مجموعة من الباحثين الامريكيين.
أمثال ( بريد bread ( وكارتر وستارك وجيبر وجاد ووايت وغيرهم
هناك
عدة عوامل تؤثر على عمل حارس البوابة منهاالنظام الاجتماعي بما يمثله من
قيم ومبادئ ومثل لا يستطيع الاعلامي ان يحيد عنها وهذا العامل له علاقة
وثيقة الصلة بوظيفة التنشئة الاجتماعية التي ترغم الاعلامي على ان يحافظ
على القيم الثقافية والاجتماعية، كذلك تأثيرات وكالات الانباء العالمية
والمحلية ومصادر الاخبار والصحف الكبرى والعالمية والتي ربما تدفعه الى
تقديم خبر على إقرار إهمال خبر من اجل نشر خبر غيره أو تحديد الموضوعات
التي يطرحها للجمهور، فضلأ عن القوانين والسياسة الاعلامية للمؤسسة التي
يعمل فيها والضغوط الميكانيكية والزمنية كضرورة الانتهاء من اعداد المادة
الاعلامية في وقت معين او حفظها في حجم محدد،كما ان للعوامل ذاتية تتعلق
بالاعتبارات الثقافية والسياسية للإعلامي نفسه أو بطموحاته وتنافسه مع
اللآخرين، والضغوط التي يبثها الجمهور وتوقعاته ونظرته للإعلام .
ثانيأ: المحتوى الاخباري( الرسالة ):
تعد
الرسالة الركن الثالث في العملية الاعلامية والاتصالية وتتمثل في المعاني
والكلمات والمشاعر التي يرسلها المصدر الى المستقبل، والرسالة هي النتاج
المادي والفعلي للمصدر الذي يضع فكرة في رموز معينة، حينما نتحدث يكون
الحديث هو الرسالة بينما نكتب فالكتابة هي الرسالة وحينما نرسم فالرسم او
الصورة هي الرسالة، وحينما نلوح بأيدينا فإن حركات ذراعنا هي الرسالة
ومضمون الرسالة هو عبارة عن مادة الرسالة التي يختارها المرسل لتعبر عن
أهدافه فهي العبارات التي تقال والمعلومات التي تقدم والاستنتاجات التي
نخرج بها والاحكام التي تقترحهاو من خلال ذلك نجد مفردات أية رسالة
اعلامية تحضى بعناية تامة من قبل المرسل ( حارس البوابة) التي يمنحها
تأثيرات حاسمة على المتلقي حيث باتت هذه التغييرات تساهم الى حد كبير في
احداث تغيير في منظومة آراء افراد المجتمع في ضوء طبيعة المنهج الذي
يمارسه (حارس البوابة) في معالجة مضامين الحدث وإسلوب طرحه ومن ثم فهناك
على طول الخط تياران يواجهان حارس البوابة ورسالته أحدهما يناصره وآخر يقف
بالضد منه ، المهم هو قدرة المرسل على تبين إتجاه محايد (موضوعي)حتى يتمكن
من تمرير سياسته الى المتلقي وهذا ما نجده في محتوى الرسالة الاخبارية
الموجهة الى الشعوب العربية من قبل المحطات العالمية والرد عليها من قبل
المحطات العربية وكما في الجدول أدناه: ( انظر المشهد الاعلامي وفضاء
الواقع( يرى الدكتور هادي نعمان الهيتي الى ان وجود حراس البوابات يعد
عاملا مؤثرا في التغيرات التي تطرأ على محتوى الرسالة الاتصالية (الخبر)
حيث أن معاني الرسالة كثيرا ما لا تتطابق لدى المصدر مع ماهي لدى الجمهور
ويرجع ذلك الى عدد منها ما هي طبيعية ومنها ماهي نفسية او اجتماعية وابرز
هذه العوامل:
1ـ تشويش القناة
2ـ إختلاف إطار الدلالة للمرسل عن إطار الدلالة للمستقبلين
3ـ التشويش في دلالات الالفاظ
4ـ إفتقار بعض افراد الجمهور الى بعض المهارات الاتصالية
وفي ما يلي بعض الاصطلاحات المستخدمة ضمن القنوات الفضائية:
الجدار
الذي أقامته اسرائيل في الارض المحتلة / قناة الجزيرة تسميه (جدار العزل
العنصري)، أما قناة (سي أن أن ) فتطلق عليه الحاجز الامني وقناة الـ (بي
بي سي) تسميه الحاجز. الاراضي الفلسطينية في قناة الجزيرة المستعمرات وفي
قناة السي ان ان المستوطنات والبي بي سي المستوطنات ايضا. مصائر الرهائن
في الشيشان في روسيا قناة الجزيرة المسلحون الشيشان السي ان ان الارهابيون
البي بي سي المسلحون او المتطرفون. دخول العراق قناة الجزيرة احتلال
العراق السي ان ان عمليات تحرير العراق البي بي سي الحرب. العراقيون
والفلسطينيون في سجون الاحتلال الجزيرة / الاسرى السي ان ان المحتجزون
البي بي سي النزلاء.
وفي خضم هذا الاختلاف الحاصل بين حراس البوابات
الاعلامية وطريقة توجيه محتوى الرسالة الذي يؤدي مع تكرار وطول وتعدد فترة
التعرض الى بروز ظاهرة شيوع تسميات أو تعميمات سياسية براقة من المحتمل ان
تقود فترات التعرض الطويلة للقنوات الوافدة الى شيوع رموز لغوية صغيرة من
مفهومات فكرية او سياسية واسعة من دون ان تكون هذه الرموز اللغوية مفسرة
او معللة للموقف بل هي اقرب ما تكون الى إجابات مسكنة عن تساؤلات حذرة او
معقدة وهذه الرموز شائعة بالاساس بالاتصال السياسي الدولي وفي بعض المواقف
وفي ما يطلق عليه التعميمات البراقة او تكرار تعابير ومصطلحات فيما يطلق
عليه التسميات وهذه التعميمات والتسميات توهم مستخدميها بأنهم يرفضون
الموقف أو يقرونه في الوقت الذي يشكل استخدامها تضليلا للآخرين أو إيهاما
للذات (انظر العرب والاعلام الفضائي_مركزدراسات الوحدة العربية