هل حققت صحافة المرأة حضورها في الساحة الاعلامية ؟

هل حققت صحافة المرأة حضورها في الساحة الاعلامية ؟

نجاح العلي

مع اتساع مديات الاعلام والدخول الى عالم التخصص، برزت الصحافة
النسوية وظهرت بقوة على السطح.. سواء اكانت على شكل فضائيات خاصة او
اذاعات او صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالمرأة او على شكل صفحات ضمن مطبوع
منوع..

فلايكاد تخلو جريدة او مجلة من صفحة خاصة بالمرأة على اختلاف تسمياتها من صحيفة لاخرى.

وبغية التعرف على مدى تاثير هذه الصحافة على هذه الشريحة الموجهة اليها
ومدى تفاعلها معها اجرينا الاستطلاع الاتي من اجل رفد المؤسسات الاعلامية
بمعلومات واراء يمكن الاستئناس بها والاخذ بمضمونها من اجل التعديل
والتغيير في الرسالة الاعلامية من اجل احداث التاثير المطلوب.

وفي هذا الاستطلاع التقينا بعدد من العاملات في الوسط الاعلامي وهن الاكثر اطلاعا عما ينشر في الصحف وبادرناهن بالسؤال الاتي:

كيف تقيمين الصحافة النسوية وبالذات صفحات المرأة وما هي المواضيع التي تحبين ان تتناولها صفحات المرأة في المستقبل؟

في البداية حدثتنا الاعلامية جوان عبدالرسول (24) عاما وهي من المهتمين بشؤون وقضايا المرأة بالقول:

بصراحة تفتقرساحتنا العراقية لما يمكن ان نطلق عليه الصحافة النسوية
الحقيقية رغم تعدد المطبوعات الخاصة بهذا الشأن وحتى بعض الصفحات في الصحف
المختصة بالمرأة لاتتناول القضايا الاساسية والرئيسية المتعلقة بالمرأة بل
تتطرق الى امور ثانوية نحن لسنا بحاجة اليها في هذه المرحلة.

واتمنى ان تتناول الصحافة النسوية قضايا ساخنة وهي كثيرة في مجتمعنا
مثل حالات الاغتصاب وحالات الطلاق وتعدد الزوجات وتحديد النسل ومواضيع
تثقيفية هادفة اخرى.

في حين قالت الموظفة هناء حسن الباصو (32) عاما:

الصحافة شيء رائع ويتطلع اليها جميع شرائح المجتمع لمعرفة ما يدور من
احداث في العالم من حولنا.. وارى ان المرأة العراقية بدأت بمتابعة حتى
نشرات الاخبار السياسية التي تعرضها وسائل الاعلام من اجل التعرف عما يدور
حولها وخاصة في الشان العراقي.

ولكن ما احب ان اسجله هنا ان المرأة مهمشة ودائمة تاتي في المؤخرة حتى
هي نفسها اعتادت على هذا الشيء لذلك نراها لاتطالب بحقوقها المشروعة، وامل
ان تتناول الصحافة الخاصة بالمرأة المواضيع التي لها علاقة بالحياة
الزوجية والامور المعاشية التي ترافق الاسرة.

اما الانسة التي اشارت الى الحروف الاولى باسمها فقط م.ب (24) عاما موظفة فقد ادلت بدلوها وشاركتنا في الحديث بالقول:

من اهم المواضيع التي من المفترض ان تتناولها صفحات المرأة من وجهة
نظري هي الزواج والطلاق فضلا عن حقوق المرأة القانونية والمواضيع الخاصة
بأساليب التربية الحديثة بمختلف جوانبها العلمية والنفسية وكذلك المواضيع
التي تهتم بصحة المرأة وخاصة اثناء فترة الحمل وبعد الولادة وتأثير الرجيم
القاسي على صحتها والذي تلجأ اليه بعض المراهقات للتشبه ببعض الفنانات
والشخصيات المشهورة.

وابراز التأثيرات السلبية للطلاق على الاطفال والركيز على المواضيع
الخاصة بعالم المطبخ والأكلات الغربية والشرقية من خلال الاستعانة ببعض
المختصين بهذا المجال.

اما منى مالك (42 سنة) التي تعمل في احدى المؤسسات الاعلامية فقد قالت:

بصراحة نادرا ما الاحظ موضوعا يجذب انتباهي في الصحافة النسوية والسبب
في ذلك اني اجد اغلب المواد مكتوبة بلغة معقدة وصعبة هذا من جهة ومن جهة
اخرى ان موادها مكررة وتعبوية وانشائية لااستفيد من قراءتها اي شيء
ولاتضيق الى رصيدي المعلوماتي والمعرفي اي شيء والمواضيع التي تستهويني
عادة رغم قلتها هي التي تكون بتماس مباشر مع مشاكل المرأة واحتياجاتها..
في حين قالت نجلاء داري (30 سنة) وتعمل في احدى الاذاعات المحلية:

هناك قصور واضح في المواضيع التي تهم المرأة ومن المفترض ان يتم تزويد
المرأة بمعلومات تستفيد منها بحياتها الشخصية، وليس مجرد مواضيع تعبوية
مملة لايقراها سوى كاتبها.

وارجو ان تتناول موادها آخر ما توصل اليه العلم في مجال الطب وبالذات
الامراض النسائية وفي مجال الكمبيوتر والانترنت وكل ما من شأنه ان يجعلها
اكثر انفتاحا وتطورا بعيدا عن كل شي يفسد ذوقها.

واقترح ان يتم استحداث فقرة جديدة هي للاجابة عن الاسئلة الطبية التي تفيد القارئة.

وعلقت روباك صديق (45 سنة) موظفة.. على الموضوع بالقول:

بصورة عامة الصحافة النسوية غير متكاملة من حيث المواضيع المطلوبة، ومن
المفترض اشتراك المرأة في اعداد وكتابة المواد الخاصة بالمرأة لانها اقرب
الى ابناء جنسها من الرجل، وهذا ليس تعصبا باتجاه ابناء الجنس الواحد بل
ان انظر الى الامر من خلال ان "اهل مكة ادرى بشعابها".. رغم ان هناك
الكثير من الرجال الذين ما انفكوا يدافعون على المرأة اكثر من المرأة
نفسها.

وآمل ان تتطرق الصحافة في المستقبل الى مواضيع تتعلق بحقوق المرأة فضلا
عن اختيار مواضيع متنوعة وسلسة بعيدا مثل المواد العلمية والصحية.

واخيرا تحدثت شميران مروكل (57) سنة التي تعمل في المكتب الاعلامي في وزارة الثقافة:

هناك تهميش للقضايا الاساسية التي من الممكن ان تسهم في تهيئة الارضية
المناسبة كي تاخذ المرأة مكانها الطبيعي ككائن مساو للرجل في بناء
المجتمع.. والصحافة النسوية التي عادة ما يكتب فيها الصحفيون الرجال اكثر
من النساء ليست بالمستوى المطلوب ولم تجذب نحوها النساء بشكل جدي.

اما المواضيع التي من المفترض ان تتناولها الصحافة النسوية.. احب ان
اوضح هنا اننا نمر بمرحلة مصيرية وحاسمة في تاريخ التاسيس لثقافة مغايرة
لما اعتدنا عليه في العقود الغابرة ، ومن هنا تاتي اهمية التركيز على حقوق
المرأة ومواد الدستور وخاصة المتعلقة بحقوق المرأة وضرورة التاكيد على
تثبيت (الكوتة) النسوية على الاقل لدورتين انتخابيتين..

وكذلك تسليط الضوء على النساء البارزات في المجتمع والمبدعات في جميع
مناحي الحياة.. وتقديم المرأة للاعلام بصورتها الحقيقية ليست عارية او
ملفوفة ببرقع اسود.. فهناك المرأة الوسط المتعلمة العاملة والمؤثرة في
المجتمع