ما نشاهده اليوم في بلادنا العربية من أحداث متنامية واحتجاجات متصاعدة تنادي السقوط للطغاة ، وتطالب برحيل الأنظمة التي عمرت عشرات السنين هي مشاهد تترجم ترجمة حقيقية للمستوى الرفيع
الذي وصل إليه شبابنا ،فأصبحوا اليوم يتخذون من فيس بوك وتويتر مقارا لهم يعدون العدة لثورة شعبية، إذا اندلعت فلن تستطيع دبابات الأنظمة أن تصدها ، مشاهد أشعلها الفتى التونسي محمد البوعزيزي وعززها الشعب التونسي وتعلمها الشعب المصري ، الذي يبدو أن التنازلات المتسارعة للنظام المصري لم تعالج الموقف ولم تطفىء نار الغضب المستعرة.
إذاً ، مالسر الذي يقف وراء هذا كله ، ماسر هذه الصحوة المتأخرة منذ عشرات السنين ، أحدهم يجيب قائلا : لقد انتقلت الثورة من فيس بوك إلى الناس بوك , فهل هذا السر فعلا ،
ثورة المعلوماتية والإعلام هي التي قادت الشباب إلى أن يلتئمشملهم وتتوحد كلمتهم ثم ينتقلوا من مرحلة الفيس بوك كما يقولون إلى مرحلة الشارع بوك ، نعم إنها الحقيقة ، الإنترنت وفر لشبابنا العربي الحرية
وتذوقوا طعمها في عالم افتراضي ، تعرفوا على من يشاطرهم الآراءوالتوجهات
، عملوا معاً واستفادوا من دروس الآخرين ، ثم نزلوا إلى الشارع وصوت الشعب
واحد والعالم يقف حائرا أمام هذه الشعوب التي ظنوا أنها لن تعود
شكرا فيس بوك ..
نعم نقولها شكرا
له ، ليس لأنه موقع أمريكي ولا لأنه ساعدنا على الثورة والغليان ، لكن لأن
شبابنا العربي وجد ضالته ،ووجد الإعلام الذي يستطيع ان يوظفه في تحقيق
أمانيه وطموحاته ،وجد الإعلام الذي ينقل الحقيقة والواقع بلاتزييف
بأناملهم يستطيعون أن يكتبوا مايشاؤون ، وبكاميراتهم يقدرون على تصوير ما
يريدون من المجازر ، ثورة الشعوب إعادت صياغة الإعلام العربي
من جديد بلاشك ، فالقنوات التي كانت تصفق للرئيس ، وتحي الرئيس ، تقف
اليوم صامتة خاشعة أمام ثورة الشعوب ، ثورة القلم والكلمة ، تلك الثورة
التي نتمنى أن تستمر وتستمر إلى أبعد حدود ، لتكون ثورة على
كافة المستويات وفي شتى المجالات ، العلمية والإقتصادية والثقافية وغيرها
، تعلمنا الدرس جيدا ، لن ننتظر نظرة شفقة من أمريكا ولا كلمة عطف من
اوربا ، تعلمنا جيدا ياسادة الدرس التالي ...
((انتصر القلم على السيف)) .
عمر الأسلمي ، الصحافة والإعلام