●● الشباب والواقع المر ●●

سلامة العقل تغيب ويحل محلها الجنون، إرادة الإنسان تذوب

وتنهار قواه ويتغير تفكيره، ويفقد صوابه، فيصرخ مخنوقا

فلا يسمع صوته أحد يصغي إليه ويلبي نداءه.

كان أمل شبابنا كبيرا وإرادتهم قوية، قوية جدا لبناء مستقبلهم،

مستقبل وطنهم، كانت هذه كل أمانيهم

لكن في عصر لا يعرف فيه خيط للصواب من الخطأ، يبدو

أن أمانيهم فاقت واقعهم المعيش.

فمن لم يحلم يوما في صباه أن يكبر ويصبح شابا ويؤدي

واجبه الوطني ويعمل في وطنه وتكون له سيارة فخمة وفيلا و....الخ.

الشباب الذي لا يجد عملا، كيف يستطيع أن يوفر لنفسه علبة

سجائر أو ثمن فنجان قهوة....حقيقة انه واقع مر يعيشه إخواننا وأصدقاؤنا....

ما بالك عن مهر العروس ومصاريف الزواج وغلاء المهور

ان كان الشباب لا يستطيع تلبية مصروفه اليومي والمتمثل

كما ذكرت سابقا في علبة سجائر أو فنجان قهوة ، والمحظوظ

أحيانا يتعدى ذلك إلى شراء جريدة وطنية، يتبادلها وأصدقائه

لعلهم يجدون إعلانات للعمل الذي أصبح كليلة القدر.

كثيرا ما يؤدي بهم هذا الوضع إلى الانحراف بعدما

احسو أنهم عالة على المجتمع وعلى أسرهم، حقيقة

انه واقع مر من صنع الآخرين ويدفع ثمنه

ذلك البطال المسكين فلماذا؟