منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  الإسلام الحق بين الإفراط و التفريط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
algforever
المدير العام
المدير العام
algforever


 الإسلام الحق بين الإفراط و التفريط 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : algerie
الجنـــس : ذكر
عدد المساهمات : 1781
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
العمر : 33
الموقع : http://www.psp.org.lb/Default.aspx?tabid=206
المزاج : bien
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 الإسلام الحق بين الإفراط و التفريط Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام الحق بين الإفراط و التفريط    الإسلام الحق بين الإفراط و التفريط I_icon_minitimeالإثنين 30 يناير - 19:39


بسم الله الرحمن الرحيم

[center]الإسلام
الحق بين الإفراط و التفريط

الشيخ
الطبيب محمد غسان جزائري


الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الهادي إلى
الدين القويم ، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه
الغر الميامين.


أيها المؤمنون : اتقوا الله رب العالمين ، واعلموا
أنّ الدنيا دارُ زوال ، وأرضُ انتقال ، وأنّ الآخرةَ هي دار القرار ،
فتزودوا لتلك الدار ، وابعثوا إليها بنفيس الأعمال ، واسألوا الله أن تصلوا
إلى دار السلام بسلام.


إن من كلام الله تعالى قوله : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (13))
الشورى.


لقاؤنا اليوم مع قضية فكرية دقيقة وحساسة وهامة
جداً ، تنتشر في أرض العروبة والإسلام مدارسُ دعوية كثيرة ، ويعتلي منابرَ
التعليم والإرشاد شخصياتٌ دعويةٌ متنوعةٌ ، يعبرون عن مدارسَ فكرية متباينة
، والسؤال كيف نميز بين صاحب نهج وفكر صحيح وبين صاحب فكر ونهج غير صحيح ؟
وكيف نميز بين من يقدّم لنا الإسلامَ كما أنزله الله وبين
من يقدم لنا الإسلام مشوهاً مبتوراً محرفاً معدولاً به عن وجهه الناصع
وطريقه الفعال؟


لعل عامة المسلمين ثقافتُهم بسيطة ، واطلاعُهم
محدود ، وخِبرتُهم ضئيلة ، ولا يكادون يميزون بين فكر وفكر ، وبين مدرسة
ومدرسة ، وبين داعية وآخر ، وربما أوقعهم ذلك في حيص بيص ، واختلط عليهم
الصحيح بالفاسد.


أي الدعاة على صواب ؟ وأي المدارس على هدى؟ وما
الدين الصحيح الذي أراده الله لعباده؟


سأتكلم اليوم عن نوعين من التدين يشيعان في عالمنا
المعاصر، وسأذكر لكم الصفات الرئيسة لكل نوع، ولن أشير إلى
اسم محدد أو جهة معينة ، حتى لا أعزز وجودهم ، فقد دعوتكم في الأسابيع
الماضية إلى الوحدة الإسلامية وإلى الإسلام المطلق، إلى إسلام بلا أحزاب ،
إلى إسلام عار عن العصبية والتبعية والتقييد.


في عالم التدين اليوم تياران منتشران، أعتقد أنهما
ليسا التدين الصحيح ولا النهج السليم ، بل هما صورتان مشوهتان عن التدين
وعن الإسلام ، فيهما بعض الخير وفيهما دخن كثير.


التيار الأول: مدرسة التخدير والتنويم ، والتواكل
والكسل ، والانسحاب من الحياة الاجتماعية، وجعل المسلم مسلوب الإرادة .
مدرسة إلغاء الفكر، وتعطيل الطاقات ، وكبت القدرات .


وعن هذا التدين قال الشيوعيون قولتهم
" الدين أفيون الشعوب " .


أبرز معالم هذا المنهج أن عليك أن تكون بين يدي
الشيخ كالميت بين يدي المغسل ، وإياك أن تعترض فتطرد ، وإذا
قال الطالب لشيخه " ِلمَ " فلن يفلح، وليس في الإمكان أبدع مما كان ، ولو
تعلمون الغيب لاخترتم الواقع.


ومن معالم هذا التيار تربية المريدين على التعلق
بمعلمهم، وإلقاء صفات الجلال والكمال عليه.


ومن معالم هذا التيار الاستغراق واستيعاب الأوقات
في العبادات والصلوات والأذكار، ولو انتهت الصلوات والدعوات المأثورة
لابتدعوا عباداتٍ وصلواتٍ وأذكاراً يشغلون بها أنفسهم .


ولو قيل لهم تعالوا إلى نصر المظلوم ، وإقامة
العدل، ومكابدة إصلاح الحياة لاستهجنوا ذلك ، لأنهم ينتظرون أن ينزل عليهم
من عالم الغيب رجل خارق أو قائد فذ أو نبي مرسل يقيم الحق ويمحق الظلم. لا
يفكرون إطلاقاً في أن يصنعوا هم رجال تاريخهم ، ولا يفكرون إطلاقاً أن
يستولدوا أعلام أمتهم. لأنهم يرون أن لا كاشف للبلاء إلا الله ، فمتى شاء
الله لشيء أن يكون كان، ومتى شاء الله لشيء أن يزول زال. ومن معالم هذا
التيار أنه قريب من أنظمة الحكم المستبدة.




التيار الثاني: مدرسة التكفير والبدعة، والجدال
والخصام ، والبحث عن الأخطاء والعثرات ، وتضخيمها في نفوس المريدين ،
وشحنهم بشحنات الحقد على المجتمع والأمة .


ومن معالم هذا التيار ضيق الفكر،
والاستغراق في الخلافات الفقهية، والعجز عن تقديم حلول معاصرة للمجتمعات
التي يعيشون فيها.


ومن معالم هذا التيار أنه بعيد من أنظمة الحكم
المستبدة، ومطارد منها.


وُصف لي أحد أعلامهم وأُثني عليه كثيراً وقيل لي
إنه عالم بالهندسة والرياضيات،صليت الجمعة عنده، وأسفت لذلك، وجدت إقبالاً،
ووجدت عرضاً لقضية فقهية مهما تنطع المتنطعون فيها فسيبقى في المسألة
قولان، كنت آمل من الدرجة العلمية الرفيعة التي يحملها ذاك الخطيب أن يقود
الناس لإسلام حيوي ، مطلق للطاقات ، محرك لجهود من حوله في سعادة الأرض
وإعمارها.




مدرسة التخدير والتنويم تدعم كل حاكم مستبد ،
ومدرسة التكفير والبدعة تعطي كل حاكم مستبد المبرر ليقتل ويسجن ويبطش بشعبه
. يقول الله عز وجل : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ
بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(153)) الأنعام.


قال الله تعالى : (
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ
فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا
كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)) الأنعام.


قال تعالى : ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ
فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا) الروم.


وأخرج الإمام أحمد عن العرباض بن سارية قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، قلنا يا رسول الله : إن هذه
لموعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا؟ قال: ( قد تركتكم على
البيضاء ليلها كنهارها ،لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى
اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين،
وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا،عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل
الأنف حيثما انقيد انقاد )


وأخرج ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(
إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإنّ أمتي ستفترق على ثنتين
وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة).


متى نخرج من هذه التيارات؟


أهذا هو الإسلام ؟ انعزال وانغلاق ؟ تعطيل للطاقات؟
صرف الأوقات والقدرات فيما لا فائدة فيه ولا انتفاع؟ نحن لم نؤتى من قِبَل
أعدائنا بقدر ما أوتينا من قبل أنفسنا!


حَصْرُ الدينِ في حقول ضيقة (عبادة أو مناقشات
عقيمة) سببٌ لتخلف المسلمين عن قيادة الركب.


غفلةُ حَمَلَةِ الدين عن الالتحام بحياة الناس
وغرقُهم في خلافات فقهية أو تاريخية سببٌ رئيسي لفساد الأرض .


الدين الذي لا يُخرج الناسَ من الظلم هو عين
الفساد، والدين الذي لا يتصدى لرد الحقوق إلى الناس هو باب من الإضلال،
والدين الذي يُغرق الناس في الفرعيات غافلاً عن مقاصد الدين هو عين الخرافة
والضياع.


عندما يُصلح حملةُ الدينِ مسارَه بالتحامهم مع
قضايا الناس المصيرية فإنهم يردون له بهاءَه وعذوبته، و
عندما يجبرون الناس على فهم خاص له فإنهم يطفئون ألقه ويطمسون شعاعه.


عندما تستمع إلى خطيب ، أو تجلس إلى داعية اسأل
نفسك ما الذي يقدمه؟ وما الذي يعرضه ؟ أيخدرك؟ أيدعوك إلى الكسل ؟ أيدعوك
إلى العزلة عن المجتمع؟ أيدعوك إلى الإيجابية أم السلبية؟ أيدعوك إلى
التقاط العثرات، وتصيد الهفوات، والقيل والقال ، وإطلاق الأحكام : كفر ،
شرك ، بدعة، ضلالة؟


يا أيها الداعي إلى ذلك ماذا قدمت لهداية أولئك؟


هذه الأنماط من التدين التي تسكت على استبداد
المستبد ، والأخرى التي تعطي للمستبد تبريراً لوجوده ولطغيانه تقوض نهضة
الإسلام


المؤسسة الدينية كلما تخلفت ساقت الدين إلى حتفه.
وحملة الدين الحق صمام أمان للمجتمعات، ووسيط توازن.




ما هو الإسلام الحق ؟ ما
هو الدين القويم؟


- بعض
الإسلام الحق صلوات وأذكار ودعوات .


أخرج البخاري ومسلم من حديث طَلْحَةَ بن عُبَيْد
الله قال: جاءَ رجلٌ إِلى رسولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم من أهل نجْدٍ ثائرُ الرأسِ يُسْمَعُ دوِيُّ
صوتِهِ ولا يُفْقَهُ ما يقول، حتى دنا فإِذا هو يسأَل عن الإسلام؛ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ)، فقال:
هل عليّ غيرُها؟ قال: (لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ)، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:( وصيامُ رمضانَ )، قال: هل عليّ غيره؟ قال:( لا إِلاَّ أَن
تَطَوَّعَ)، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاةَ قال: هل
عليَّ غيرُها ؟قال( لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ)، قال : فأَدبر الرجل وهو
يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أَنْقصُ .قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ( أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ ) .


- بعض
الإسلام الحق بحث فقهي بلا تعنت ولا جمود .


أخرج البخاري ومسلم من حديث أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ( دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا
هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى
أَنْبِيَائِهِمْ ).


أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة الباهلي - رضي الله
عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ضَلَّ قَوْمٌ بعدَ هُدى كانوا عليه إلا أُوتُوا
الجَدَال ، ثم تَلاَ : { ما ضَرَبُوهُ
لَكَ إلا جَدَلا ، بلْ هُمْ قومٌ خَصِمُون } ( الزخرف : آية 58)).
قال ذو النون رحمه الله : " ثلاثة من أعلام الكياسة ترك المراء والجدال في الدين، و
الإقبال على العمل بيسير العلم ، والاشتغال بإصلاح عيوب النفس غافلا عن
عيوب الناس".


- الجزء
الأكبر من الإسلام الحق إعمار الأرض .


قال تعالى : (هُوَ
أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا (61))هود.
فهل أنت ممن يعمرون الأرض أم ممن يسعون في خرابها؟ أم ممن ينتظرون من
يعمرها؟


هل مر معك قوله تعالى : (
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ
مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ
تَعُودُونَ (29)) الأعراف.


هل تلوت يوماً قوله تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا
مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ (25))
الحديد.
هل يثيرك قول الله تعالى : ( إِنَّ
الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ
بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ
النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)) آل عمران.


هل أنت ممن يقيمون العدل بين الناس ؟


أيها الأب هل أنت عادل بين أولادك؟


أيها الموظف هل تعدل بين المواطنين الذي يفدون عليك
لتسيير معاملاتهم؟


أيها المواطن هل تقبل بأن تقف كغيرك لشراء ربطة خبز
أو دفع فاتورة أو تسيير معاملة؟


- الجزء
الأكبر من الإسلام الحق حفظ كرامة الإنسان .


قال تعالى : ( وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ (70)) الإسراء. قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ
قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ
مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا
أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ(11))
الحجرات.


أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه-
قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- ( كونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا
يخذله ، ولا يكذبه ،ولا يحقره التقوى هاهنا - ويشير إلى صدور ثلاث مرات -
بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام : دمه
وماله وعرضه ).


- الجزء
الأكبر من الإسلام الحق مكارم أخلاق وشفقة على العباد - مسلمين وغير
مسلمين-


ذكر ابن عبد البر في استيعابه ونقل صاحب صفة الصفوة
: ( أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- استلقى لينام عشية نصر بدر فسمع أنين العباس ، فلم ينم ، فقيل له :
ما يزعجك يا رسول الله ؟ قال : (أنين العباس)، فانسل أحد الصحابة فأرخى
وثاقه فسكت العباس عن الأنين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (
مالي لا أسمع أنين العباس؟ ) فقال رجل: "أنا أرخيت من وثاقه". فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ( فافعل ذلك بالأسرى كلهم ). ما دين أولئك الأسرى
؟ ولم خفف رسول الله من وثاقهم ؟


( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) . هل أنت رحمة للعالمين؟




لنفرض أنّ في مجتمعك أناساً ليسوا بمسلمين ، أهل
كتاب ، ملحدين ، شيوعيين، علمانيين، ليس المطلوب منك أن تقتلهم ، ولا أن
تعنفهم ، ولا أن تضطهدهم، كما ليس مطلوباً منك أن تتماهى
معهم ، وأن تذوب في نهجهم وطريقتهم ، بل المطلوب (
لكم دينكم ولي دين ) ، اعرض عليهم دينك فلعله يخرج من أصلابهم من
يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله .


أيها المؤمنون : الإسلام منصور ،
منصور، منصور، ولربما خرج الإسلام من بيت مشرك أو كتابي أو
ملحد أو علماني . من الذي ربى موسى عليه السلام؟


تذكر كتب التاريخ أن ابن تيمية كان في غاية الإنصاف
مع غير المسلمين وأنه لما أسر التتارُ مَن أسروا سار ابن تيمية إلى قائد
التتار " قطلو شاه " وسعى في إطلاق الأسرى ، فأمر قائدُ التتار بإطلاق أسرى
المسلمين ، فأبى ابن تيمية وأصر على إطلاق الجميع معًا وقال: " بل جميع من عندك من اليهود والنصارى الذين هم
أهل ذمتنا؛ فإنا نفكهم، ولا ندع أسيرًا لا من أهل الملة ولا من أهل الذمة".




رسالة هذه الخطبة :


ليس الإسلام عبادات وصلوات وأذكاراً فقط ، وليس
الإسلام تكفيراً وتضليلاً وتبديعاً للناس ، الإسلام حضارة ، حوار، تعايش،
بناء ، خير فيَّاض، نهج يسعى إلى رفع الظلم وحفظ كرامة الإنسان ، و إعمار
الأرض.


العبادة جزء واحد من آلاف الأجزاء من الإسلام.


النقاشات الفقهية جزء واحد من آلاف الأجزاء من
الإسلام.


تعالوا لنهتم ببقية أجزاء الإسلام .


تعالوا لنُخرج البشريةَ من ظلم أمريكا والرأسمالية
وبراثن اليهود.


تعالوا لنقدم للعالم النهجَ الاقتصادي الذي لا
يُبقي فقيراً ولا محتاجاً في الأرض .


تعالوا لنبحث عن الفقراء لا لنتصدق عليهم بل
لنجعلهم أغنياء أو على الأقل لا حاجة بهم لصدقة.


تعالوا لنبحث عن الذين امتهنوا الفاحشة والرذيلة
والجريمة لا لنعاقبهم بل لنؤمن لهم حياة كريمة تنأى بهم عن درك الجريمة
والعقاب.


أيها مسلمون كفاكم قوقعة وانهزاماً من ميادين
الحياة ، كفاكم جدلاً ومراء ومنازعة ، لا النار بيدكم ولا الجنة بيدكم ،
قوموا إلى العمل بهدي دينكم ينصركم ربكم ويعزكم

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإسلام الحق بين الإفراط و التفريط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحمد لله رب العالمين ، والصلاة و السلام على سيد المرسلين ، أما بعد : فإن نعمة الإسلام ، من أعظم النعم على الناس ، حيث بنعمة الإسلام ، ينقذ الفرد نفسه من النار ، ويفوز بالجنة ، التي فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، أي أن في الجنة م
»  !¤!||!¤ الإفراط فى تناول العقاقير المسكنة يدمر الكبد ¤!||!¤!
»  الفرقان الحق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: