منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  من قدوات الإسلام العظيمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
algforever
المدير العام
المدير العام
algforever


 من قدوات الإسلام العظيمة 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : algerie
الجنـــس : ذكر
عدد المساهمات : 1781
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
العمر : 33
الموقع : http://www.psp.org.lb/Default.aspx?tabid=206
المزاج : bien
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 من قدوات الإسلام العظيمة Empty
مُساهمةموضوع: من قدوات الإسلام العظيمة    من قدوات الإسلام العظيمة I_icon_minitimeالإثنين 30 يناير - 19:35

بسم
الله الرحمن الرحيم

 من قدوات الإسلام العظيمة Icon
 من قدوات الإسلام العظيمة 2096
من قدوات الإسلام
العظيمة

الشيخ الطبيب
محمد غسان جزائري

 من قدوات الإسلام العظيمة 2096

الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد
لله الواحدِ القهار ، العزيزِ الجبار ، مكورِ الليل على النهار ، ومكورِ
النهار على الليل ، وصلى الله على النبي المختار نبيِنا محمدٍ سيدِ من
أشرقت عليه شمسٌ وطلع عليه نهارٌ ، وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار.

أيها المؤمنون : اتقوا الله رب
العالمين ، واعلموا أن الله خلقكم ليبتليكم أيكم أحسن عملاً ، وأن الله
يحصي عليكم أعمالكم ، وغداً ستنشر الصحف ، وتوضع الكتب ، وتجزى كل نفس بما
كسبت ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه.

إن من كلام الله تعالى قوله: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ
لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
(251)) البقرة.

وقال أيضاً
: ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ
وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ
الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ (140))آل عمران.

بعد خطبة الجمعة الماضية، خطبة
كأس العالم،استوقفني شاب وعرض عليَّ فكرة أعجبتني ، وقال لي : بما أنك
ذكرت أنه لا ينبغي للمسلم أن يوالي غير المسلمين، ولا أن يتخذهم قدوة له ،
فهلا ضربت لنا مثلاً لنقتدي به؟ وهلا ذكرت لنا علماً لنأتسي به؟ فاستجابة
لذلك العرض الطيب ألقي عليكم خطبة اليوم.

سأحدثكم اليوم عن أبي الخيرات.

سأحدثكم اليوم عن صانع من صناع
المجد ، لعلك تصنع مثله.

سأحدثكم اليوم عن نموذج من نماذج
الطموح والجدية والعزم والإصرار والصبر والإبداع .

سأحدثكم اليوم عن قائد كأنه أبو
بكر أو عمر وإن كان بينهم وبينه ثمانمائة عام أو يزيد.

سأحدثكم اليوم عن نموذج صنعه
القرآن الكريم وحرَّكته السنة النبوية.

سأحدثكم اليوم عن شاب حقق ما عجز
عنه كبار القادة والعسكريين.

سأحدثكم اليوم عن فاتح ليس كغيره
من الفاتحين.

سأحدثكم اليوم عن فاتح
القسطنطينية : محمد الفاتح.

والبداية من القسطنطينية
،القسطنطينية هي مدينة استانبول الآن ، كانت القسطنطينية عاصمة الدولة
البيزنطية .

جغرافياً لها موقع عالمي فريد ،
فهي مدينة تحوطها البحار من كل جانب فمن الشمال يحدها خليج يسمى القرن
الذهبي ، ومن الشرق يحدها مضيق البوسفور، ومن الجنوب يحدها بحر مرمرة، وليس
لها حدود برية إلا من جهة الغرب ، و هذه الحدود الغربية محاطة بسورين
عظيمين خارجي و داخلي ، ولشدة منعتها وتحصيناتها قيل عنها: " لو كانت الدنيا مملكة واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن
لتكون عاصمة لها ".

لهذه المدينة قصة مع المسلمين
،أخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي
صلى الله عليه و سلم يقول :( لَتُفْتَحَنَّ
الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ
الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ).

لذلك كان خلفاء المسلمين وأمراؤهم
يشنون الحملات عليها تباعاً ، حملة بعد أخرى للفوز بذلك المديح ( فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ
ذَلِكَ الْجَيْشُ )، حاول فتحها معاوية بن أبي سفيان، وسليمان بن
عبد الملك، وهارون الرشيد والسلطان السلجوقي ألب أرسلان وكثير من الخلفاء
العثمانيين وكان منهم بايزيد الأول جد محمد الفاتح ، وأبوه مراد الثاني
وكلهم ما استطاعوا أن يفتحوا تلك المدينة ، حتى فاز بذلك الشرف محمد
الفاتح ، وجنوده الأبطال.

وتحت سور القسطنطينية يرقد أبو
أيوب الأنصاري وكان في أول حملة غزت القسطنطينية في عهد معاوية بن أبي
سفيان تحت راية ابنه يزيد.

وإذا شرعت في الحديث عن محمد
الفاتح فأول ما يستوقفنا في حياته أنه كان متعِباً لأساتذته، مقلقاً
لأبيه، كلما أرسل له معلماً استعصى عليه حتى استشار مساعديه يوماً عن أستاذ
يحسن تعليم ولده محمد وتربيته، فأشاروا عليه بالشيخ الجليل أحمد بن
إسماعيل الكوراني فجعله معلماً لولده وأعطاه قضيباً يضربه به إذا خالف أمره
. فذهب إليه ، وكان محمد آنذاك أميراً على إحدى المدن- مغنيسيا- ، فدخل
عليه الشيخ الكوراني والقضيب بيده ، فقال: أرسلني والدك للتعليم والضرب إذا
خالفت أمري، فضحك الأمير محمد خان من ذلك الكلام ، فضربه المولى الكوراني
في ذلك المجلس ضربا شديداً ، حتى خاف منه الأمير محمد ، وختم القرآن في مدة
يسيرة . . ."

نستفيد من هذا الكلام أن أبطال
المستقبل وعظماء التاريخ ليس من الضروري أن يكونوا على درجة عالية من
الجودة منذ بداية حياتهم ، بل ربما كانوا عكس ذلك ولكن حسن التربية غير
نهجهم.

نستفيد أيضاً أن الحزم مطلوب ،
وأن المعلم الحازم والمربي الحازم نعمةٌ عظمى لا يدرك قيمتها إلا أولو
الألباب، فإذا رزقت أيها الشاب بمعلم قدير ، وأب متابع ، فعض عليهما
بالنواجذ فسيصنعان منك رجلاً من رجال التاريخ.

فقسا ليزدجروا ومن يك
حازماً فليقس أحياناً على من يرحم

ومما يستوقفنا في حياة محمد
الفاتح معلمٌ ومرب آخر يعتبر الفاتح المعنوي للقسطنطينية ، هو المربي الشيخ
آق شمس الدين ، واسمه محمد بن حمزة الدمشقي، هذا المربي بث في صدر الأمير
محمد فكرة فتح القسطنطينية ، كان يرفعه إلى صهوة الحصان ثم يخوض به ماء
البحر باتجاه القسطنطينية وهي تتراءى لهما من بعيد ويقول له : إن النبي صلى
الله عليه وسلم يقول: ( لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ
الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ).

نتعلم من هذا الموقف أهمية
الرسائل الإيجابية في الحياة ، وأهمية أن نضع لشبابنا ولفتياتنا ولأنفسنا
هدفاً سامياً نصبو إليه ، ونتطلع نحوه، ونغذ السير باتجاهه، ونذكر أنفسنا
به صباح مساء ، وليل نهار.

نتعلم من هذا الموقف أهمية
التربية الإسلامية في تحقيق الأمجاد ، فعلى القرآن الكريم تربى محمد الفاتح
، والسنة النبوية وحدها هي التي حرَّكته نحو فتح القسطنطينية ، ولا يخشى
أعداءُ المسلمين اليوم إلا التعليم الديني ، ولا يخشى أعداء المسلمين اليوم
إلا دروس القرآن الكريم، ودروس الحديث النبوي ،لذلك تراهم في بعض البلدان
يغلقون المساجد ، ويمنعون التدريس فيها ، ويقيدونه بقيود عديدة ، لكيلا
تقوم للمسلمين قائمة .

من الذي ساق طارق بن زياد إلى
فتح إسبانية؟

من الذي أوصل قتيبة بن مسلم إلى
حدود الصين ؟

من الذي حرض محمداً الفاتح على
فتح القسطنطينية؟

من الذي حمل الأتراك إلى أبواب
إيطالية؟

ما الذي نُفِخ في العرب فجعلهم
أمة ذات تاريخ ومجد ؟

إنه الإسلام ، ولا شيء سوى
الإسلام ،

لذلك سينصبون لك - أيها المسلم -
قدوات فارغة ، وسيجعلون لك أسوات من ورق ، سيبثون أمام عينيك مسلسلات الحب
والعشق والهيام ، وإن عجزوا عن تطويع الناس عن تمثيل تلك المسلسلات
سيستوردون مسلسلات ، سيصورون لك عالم الفن والرياضة على أنه السعادة
الكبرى، ، سيعلقونك بهاتف محمول ، وموقع انترنت، ولذة طعام ، وشراب،
سيقيمون لك حفلات الرقص والغناء ، والرحلات المختلطة، المهم أن يفتنوك عن
دينك. قال تعالى : ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ
عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ
وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ
كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ
ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا
نَصِيرًا (75)) الإسراء. وقال أيضاً : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ
عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا
مَيْلًا عَظِيمًا (27) ) النساء.

ومما يستوقفنا في حياة محمد
الفاتح أنه بعد أن تلقى الحزم الكافي والرسائل الإيجابية المناسبة اتجه نحو
الجدية والاهتمام بالقراءة والمطالعة، لاسيما كتب التاريخ والفتوحات،
وكأن الذي يشغف بشيء يصبح من أهله، كان حريصاً على وقته ، لا يضيع ساعة في
غير فائدة ، كان حريصاً على أداء الصلاة جماعة في المسجد ، قل وندر أن صلى
الفرض في غير جماعة وفي غير المسجد.

ومما يستوقفنا في حياة محمد
الفاتح أنه كان يجيد الإعداد والتخطيط فمنذ أن تولى الخلافة عام 855 هجرية
بدأ بالاستعداد لفتح القسطنطينية، فزاد عدد قوات جيشه إلى أكثر من ربع
مليون مقاتل، عني عناية خاصة بتدريب جنوده على فنون القتال المختلفة
وبمختلف أنواع الأسلحة، جمع الأسلحة اللازمة للفتح ، لاسيما المدافع ،
واستحضر مهندساً مجرياً – أوربان - صنع له مدفعاً عملاقاً سمي المدفع
السلطاني .

اهتم بالأسطول البحري وأعد لفتح
القسطنطينية أكثر من أربعمائة سفينة.

بنى قلعة "روملي حصار" على الجانب
الأوربي من مضيق البوسفور ليقطع طريق المساعدات على البيزنطيين.

مما نتعلمه من هذه الإجراءات أن
الإعداد شرط أساسي للنجاح ، والإعداد المبكر خير من الإعداد المتأخر . قال
تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ
مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ
وَعَدُوَّكُمْ (60)) الأنفال. فالأهداف لا تُنال إلا بالتعب والسهر
والتخطيط المبكر .

هل يستوي طالب في الشهادة
الثانوية استعد للامتحان من بداية الصيف وآخر بدأ استعداده في آخر العام؟!

شابان أراد كل منهما أن يؤسس
أسرة ويشتري بيتاً خلال خمس سنوات ، فأحدهما نشط في عمله وأخذ يدخر المال
فوق المال ، والمبلغ فوق المبلغ ، ويكف نفسه عن التبذير والإسراف في
نفقاتها ، والآخر تكاسل في عمله ، وأسرف في نفقاته ، ولم يدخر شيئاً ذا بال
لتحقيق هدفه . هل يستويان ؟ ومن الأجدر بتحقيق الهدف متخذ الأسباب أم
مهملها؟

( مَنْ
خَافَ أدْلَجَ ، وَمَنْ أدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ ).أدلج سارع في
الاستعداد وتحصيل المراد.

ومما يستوقفنا في حياة محمد
الفاتح الإصرار، العزم ، الإبداع ، الصبر.

استعصت عليه القسطنطينية فلم ييأس
.

جاء من يهمس بأذنه إنك قد أفنيت
جندك لرأي شيخ عجوز فلم يستجب.

سد عليه البيزنطيون المنافذ فنزل
إليهم من السماء ، وخرج لهم من الأرض.

طالت معركته مع البيزنطيين فلم
يستسلم.

وصلت قوات محمد الفاتح إلى مشارف
القسطنطينية في يوم الخميس 26 ربيع الأول 857هـ الموافق 6 أبريل 1453م .
وقام السلطان في اليوم التالي بتوزيع قواته عند المدخل البري الغربي
للمدينة ، وبدأ القصف المدفعي، والمناوشات، ومحاولات اقتحام الأسوار ،
وأبدى البيزنطيون مقاومة شديدة ، وبدأت المساعدات تأتيهم من كل صوب وحدب ،
وظن بعضهم أن الفتح عصي على المسلمين ، لكن محمداً الفاتح كان يبتكر في كل
يوم طريقة جديدة للاقتحام ، فصنع قلعة خشبية من ثلاثة طوابق محملة بالجنود و
غلفها بالجلود المبللة بالماء كي لا تحترق بنيران البيزنطيين ، وكاد
المسلمون أن يقفزوا من تلك القلعة المتحركة داخل الأسوار لولا أن
البيزنطيين أحرقوها وقضوا على من فيها . أتدرون ماذا كان رد فعل الأمير
الفاتح ؟ تبسم ثم قال : غداً نصنع أربعاً غيرها.إصرار، ثبات، إقدام.

من الأفكار التي أبدعها محمد
الفاتح لاقتحام المدينة أنه حفر أنفاقاً تحت الأرض للوصول إلى داخل الأسوار
، وكاد جنوده يدخلون المدينة إلا أن البيزنطيين كانوا لهم بالمرصاد
فقتلوهم جميعاً ، فما استسلم بل أخذ يحفر في جهات متعددة ، وعاش البيزنطيون
في هلع من وقع الأقدام إذ كانوا يحسبونها أنفاقاً تحفر من تحت أقدامهم.

كان هناك خليج صغير يسمى القرن
الذهبي وتحصينات المدينة من جهته ضعيفة ،لكن البيزنطيين وضعوا سلسلة حديدية
تمنع السفن من الدخول إلى ذلك الخليج ، أتعلمون كيف دخله؟ في ليلة واحدة
بسط ألواحاً خشبية على الأرض ، لمسافة 5 كيلو متر ، و غطاها بالزيت والشحم ،
وجر السفن إلى أن أوصلها إلى القرن الذهبي متجاوزاً تحصينات البيزنطيين
المنيعة في مدخل القرن الذهبي، فما أصبح الصباح إلا وسبعون سفينة داخل
القرن الذهبي. ولقد عبر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل
فقال: ( ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق، محمد الفاتح
يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج، لقد فاق
محمد الثاني بهذا العمل الإسكندر الأكبر).

مضى شهر ونصف والحصار مستمر ، قصف
للأسوار ، محاولات للاختراق ، إصرار وثبات ، عزم وإقدام ، بدأت الروح
المعنوية للبيزنطيين بالانهيار.

في 24 أيار – مايو اجتمع
الإمبراطور قسطنطين بقادته ومستشاريه لمعالجة بوادر اليأس في النفوس .

في 25 أيار- مايو حمل أهل المدينة
تمثالاً للسيدة مريم العذراء ، وأخذوا يتجولون به في ضواحي المدينة،
يدعونه ويتضرعون إلى العذراء أن تنصرهم على أعدائهم، وفجأة سقط التمثال من
أيديهم وتحطم، فرأوا في ذلك شؤما ونذيرا بالخطر، وتداعت معنوياتهم أكثر.

في 26 أيار – مايو ، هطلت أمطار
مصحوبة ببعض الصواعق فأصابت كنيسة أيا صوفيا فتشاءم البطريق من ذلك ، وقال
للإمبراطور إن الله قد تخلى عنهم وستسقط المدينة في يد المسلمين.، فأغمي
على الإمبراطور.

كان المسلمون يدكون الحصون،
ويحاولون اختراق الأسوار من كل جانب ، وأوشكوا أن يدخلوا المدينة ، هنا
توقف محمد الفاتح وأرسل إلى إمبراطور بيزنطة يدعوه إلى الاستسلام وحقن
الدماء ، وأن يخرج آمناً مطمئناً هو وأسرته وجميع رعاياه ، ولهم الخيار
في البقاء إذا أرادوا ذلك ، لكن الإمبراطور رفض أن يستسلم.

في 27 أيار – مايو طاف السلطان
محمد على جنوده في مواقعهم وخطب فيهم للاستعداد لدخول المدينة وأمرهم
بتطهير النفوس والتقرب إلى الله بالصيام والصلاة وعموم الطاعات والتذلل
بين يدي الله لعل الله أن ييسر لهم الفتح.

في 28 أيار – مايو بلغت
الاستعدادات أوجها، وبلغ اليأس في البيزنطيين تمامه ، ولبس الإمبراطور
سلاحه وودع أهله بكلام مؤثر ، وساد جبهة المسلمين الهدوء الذي يسبق
العاصفة.

في 29 أيار – مايو من يوم
الثلاثاء الساعة الواحدة ليلاً بدأ الهجوم الأخير ، واستبسل البيزنطيون
بسالة عجيبة ، ولكن شجاعة المسلمين كانت أكبر من بسالتهم واخترقوا الأسوار
واندفعوا كالسيل الهادر يطاردون فلول المقاتلين ، ولم تأت ظهيرة يوم
الثلاثاء إلا والسلطان محمد الفاتح في وسط القسطنطينية تحف به جنوده ، وإذا
به يخر ساجداً شكراً لله على ما وأولاه من فتح هذه المدينة التاريخية.

الأمر الذي استعصى على يد كثير من
الخلفاء والقادة العسكريين حققه شابٌ في الثالثة والعشرين من عمره.

هل تطلَّب ذلك تضحيات ؟ أجل.

هل بذلت في سبيل ذلك دماء ؟ أجل.

هل الزمان عقيم عن أن يلد أمثال
محمد الفاتح، وطارق بن زياد، و قتيبة بن مسلم ، وأحمد ياسين ، وأمثالهم من
الأعلام؟ لا وألف لا.

لا تقل ذهبت
أربابه كل من سار على الدرب وصل.

لا تقل
أصلي وفصلي أبداً إنما أصل الفتى ما قد حصل.

أي قدوة أشرف وأسمى ، محمد الفاتح
أم لاعب كرة؟

أي قدوة أشرف وأسمى ، خالد بن
الوليد أم مطرب ماجن صعلوك؟

أي قدوة أشرف وأسمى ، ممثلة لعوب
أم امرأة تنجب الأبطال وتنميهم؟

كنشاط عملي أدعو الشباب الذين
يقدمون امتحانات الشهادة الثانوية الآن أن يتطوعوا في الكليات العسكرية ،
وأن يحلموا بفتح الأقصى وتحرير فلسطين ، ووحدة الأمة العربية . قد يقول أحد
السلبيين لكن هناك قادة كثر وضباط أكثر فمتى سآخذ فرصتي في تحقيق ذلك ؟

الجواب : هؤلاء القادة الكثيرون
إما سيتقاعدون أو سيموتون ، وستأتيك الفرصة فكن مستعداً وهيئ نفسك لتكون
بطل أمتك العربية والإسلامية.

قال الشاعر :

إذا سيد منا خلا
قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول

وقال المتنبي :

على قدر أهل
العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام
المكارم

وتعظم في عين
الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من قدوات الإسلام العظيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحمد لله رب العالمين ، والصلاة و السلام على سيد المرسلين ، أما بعد : فإن نعمة الإسلام ، من أعظم النعم على الناس ، حيث بنعمة الإسلام ، ينقذ الفرد نفسه من النار ، ويفوز بالجنة ، التي فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، أي أن في الجنة م
»  سمو الإسلام
»  الدولة العظيمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: